اختتمت فعاليات الدورة العاشرة للأيام الدراسية والتطبيقية للمسرح وللفنون البصرية التي أدارها مؤسسها المسرحي حافظ الجديدي بتنظيم مشترك بين المعهد العالي للفنون الجميلة بسوسة وشركة «رذاذ المتوسط للفنون» وجامعة سوسة. الاختتام كان بامضاء نخبة من المحاضرين من خلال ملتقى فكري امتد على يومين تحت عنوان «فن العرائس من الخشبة الى الشاشة التشكيلية : التفكّك، التمفصل وأبعادهما الآدمية» قُدّمت فيه سبعة عشر مداخلة وثلاث شهادات توزعت على خمس محاور وهي: «فن العرائس والاعلام :مسرح سينماو أدب»، «فن العرائس في تونس: شهادات وتكريم»، «فن العرائس والقيمة الجمالية»، الممثل العرائسي والعرائس الممثلة»، «تقبل فن العرائس» أما المحور الأخير فخُصّص للحديث عن مختلف أبعاد المظاهر الجمالية في فن العرائس».
وتعرض المحور الأول الى نماذج من أعمال عالمية تطرّق المحاضرون من خلالها الى مواضيع تعلقت بانشائية الدمية وتقنيات التحريك السينمائي وفن العرائس في العالم الافتراضي والممثل العرائسي في لعبة التمثيل والتحريك مستعرضين بعض مظاهر التحديث على هذا الفن.
وقدّم محمود الماجري في الحصة المسائية مداخلة حول تاريخ فن العرائس في تونس، كما التقى في تلك الحصة لأوّل مرة قدماء فن العرائس في تونس مثل سمير بسباس، محيي الدين بن عبد الله، عبد الحق خمير وحبيبة الجندوبي والذين حضروا لعرض شهادات كشفت خبايا مسيرتهم الفنية وبصماتهم في هذا الفن من خلال تجارب لم تخل ولاتزال من معاناة.
وفي اليوم الثاني استعرض الفنان الجزائري احسان تليلاني التجربة الجزائرية في فن العرائس والتي كانت ثرية ومتنوعة فيما تطرق الأستاذ حافظ الجديدي الى دور المخرج في اللعبة العرائسية معتبرا أن هذا الأخير والممثل «قريبان جدا من أن يلعبا دور العرائسي بامتياز»، معرّجا على تجربة الفن العرائسي المعاصر والذي أعطى الفرصة لمحرك الدمية بالظهور على الركح صحبة الدمية في اطار حوار تفاعلي بين المحرك والمتحرك.
واستعرض الأستاذ حافظ الجديدي المراحل التاريخية الذي مرّ بها فن العرائس، من دورها الوثني العقائدي الطقوسي وصولا الى أبعادها الفنية والجمالية مؤكّدا الدور الوظيفي والتفاعلي لمختلف الفنون مع هذا الفن ومثيرا اشكالية تتمحور حول نتائج تأثير التطورات الحاصلة في فن العرائس فيما ركّز الأساتذة سيلفان فازي و«ليز قيو» و«لورنتس نومي» وألفة بن حسين في بقية المداخلات على علاقة الجسد بالعروسة في اطار مقاربات بين الدمية ومحركها باثارة عدة تقنيات ساهمت في اثراء هذا الفن وتنويعه.
ولئن حضر بعض من كانت لهم اسهامات مهمة في تأسيس المركز الوطني لفن العرائس بتونس فإن غياب هذه المؤسسة عن هذه التظاهرة أثار العديد من الاستفسارات حملناها الى السيد حافظ الجديدي مدير الدورة فأكّد أن هيئة هذه التظاهرة وجهت دعوة رسمية للمركز للمساهمة في فعالياتها لكن فوجئنا بالشروط المالية المجحفة التي قدمتها لنا ادارة هذا المركز للمشاركة في التظاهرة.