تعتبر الجهة الجنوبية لمنطقة المزونة من اكثر المناطق اتساعا اذ بها أراض شاسعة تتمتع بتربة خصبة الا ان استغلالها يقتصر في مجمله على الزراعات الكبرى وتربية الماشية ومثل هذه الانشطة لا يكون مردودها مربحا الا خلال سنوات الممطرة التي تحصل بمعدل سنة على اربعة او خمسة سنوات عادة خلالها يعاني الفلاح من صعوبات متعددة من اهمها علف الماشية ونقص المياه ... هذا اضافة الى الصعوبات اليومية الاخرى التي تمثل هاجسا لكل متساكني تلك المناطق لاعتبار ان الامكانيات الحياتية اليومية صعبة الى ابعد الحدود مما يجعل اغلب المواطنين يقدمون على النزوح الي اماكن مختلفة لتبقي تلك الاراضي الفلاحية الشاسعة خالية من سكانها خاصة وان امكانيات استغلالها في سنوات الجفاف تصبح منعدمة .
وفي هذا الاطار ومتابعة منا لما برمج من مشاريع في اطار الميزانية التكميلية والتي من ضمنها مشروع حفر ثلاثة ابار عميقة بمنطقة الفوني والبسباس والخبنة .اشرفت المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد على تحديد مواقع هذه الآبار بكل منطقة وقد انطلق العمل بزيارة فريق فني يتكون من السادة عبد الجبار شورى رئيس دائرة الموارد المائية وعلي سليمي رئيس قسم المياه والتجهيز الريفي ومنجي حامدي مهندس الموارد المائية هذا الفريق الذي اخذ على مسؤوليته تحديد مواقع الابار الاستكشافية العميقة بالمناطق الثلاث المذكورة.
وإذا كانت الاستجابة مهمة للجهة لمطلب ممثليها في مناقشات الميزانية التكميلية فإن المهم يبقى مرتبطا بالنتائج التي ستحصل اثر عملية الحفر لان هذه المناطق بأراضيها الشاسعة وتربتها الغنية تبقى في حاجة ماسة الى مثل هذه المشاريع التي قد تغير وجهها وقد تجعل من متساكنيها متشبثين بأراضيهم ويصبح بالتالي النشاط الفلاحي نشاطا رئيسيا للجهة عموما. وفي
التقائنا مع السيد عبد الجبار شورى عبر لنا عن كون مثل هذا الانجاز يعد مفخرة للجهة وحصولنا على نتائج ايجابية سيجعلنا نفكر في ابار اخرى في المستقبل القريب فهي ابار استكشافية من شأنها ان تغير حتى النظرة العامة للمنطقة ولمائدتها المائية لان هذه المناطق الشاسعة اذا تم تفجير المياه بها فإنها ستتحول الى اكبر المناطق الفلاحية القادرة على استيعاب عدد هائل من اليد العاملة الفلاحية .
أما بخصوص عملية الاستكشاف فإن اجراءاتها قد انطلقت بهذه المعاينة وميزانيتها قد رصدت والمقاول الذي سينجز هذه العملية مستعد لذلك لتبقى الجهة عموما تأمل في نتيجة هذا المشروع الذي نريده ان يكون ايجابيا ليفتح المجال للمنطقة بمشاريع ابار جديدة قد تتوسع رقعة انتشارها من منطقة الى اخرى .
والمهم من هذه المشاريع ان تحصل الفائدة للمواطن وللجهة عموما هذا اضافة الى ان تحسن مردودية القطاع الفلاحي يعود دائما بالفائدة للبلاد ككل لما يساهم به في الدورة الاقتصادية التي نعلم جميعا انها في حاجة الى تدعيم ولا يمكن ان يكون ذلك الاب انفاق المال العمومي في مشاريع انتاجية لا في مشاريع استهلاكية تساهم في مزيد تعطيلها او انكماشها.