اختار الاتحاد الوطني للمرأة التونسية مدينة المنستير لإحياء الذكرى السابعة والخمسين للاستقلال في حركة رمزية كانت بمثابة التكريم للزعيم الراحل الحبيب بورقيبة واعترافا من نساء تونس بدوره في تحرير المرأة. أشرفت رئيسة الاتحاد الوطني للمرأة التونسية راضية الجربي صباح أمس بنزل السرايا بالمنستير وبحضور أعضاء المكتب التنفيذي على اجتماع عام بمناسبة إحياء الذكرى السابعة والخمسين لعيد الاستقلال.
وأكدت رئيسة الاتحاد في مستهل كلمتها أن اختيار مدينة المنستير لعقد هذا الاجتماع الذي دار تحت شعار «تونسيات كنا ولا زلنا» لم يكن اعتباطيا بقدر ما كان مدروسا وهو عبارة عن لمسة وفاء للزعيم الحبيب بورقيبة محرر البلاد وباني تونس الحديثة ومحرر المرأة التي لعبت في تونس دورا كبيرا في النضال من خلال ما قدمته من خدمات جليلة لفائدة الفلاقة الذين أخفتهم وأطعمتهم وكذلك من خلال ما قدمته من شهداء هم في حقيقة الأمر من أعز الناس إلى قلبها ( أزواج وأبناء وإخوان)». ومن جهة أخرى اعترفت راضية الجربي بأن الاتحاد الوطني للمرأة التونسية عرف في وقت سابق بعض الهزات وارتكب مسؤولوه أخطاء وقبل النقد والانتقاد واستفاد مما حصل.
وقالت إن الصفحة القديمة طويت وإن «الاتحاد بعد ثورة الحرية والكرامة تحصل بدوره على استقلاله في إشارة إلى تخلصه من التحزب الذي كان مفروضا عليه في النظام السابق وأن الاتحاد اليوم لا يؤمن بالإقصاء وهو مفتوح لاحتضان كل التونسيات مهما كانت انتماءاتهن الحزبية وتوجهاتهن السياسية وأنه من الضروري وضع اليد في اليد من أجل مواصلة النضال والمحافظة على المكاسب التي تحققت للمرأة طيلة عقود».
وتحدثت رئيسة الاتحاد عن دور المرأة الفعال في الجمعيات والمنظمات بعد الاستقلال وهو نضال مس جميع الميادين بلا استثناء ودعت جميع الحاضرات إلى ضرورة التماسك والتصدي لكل القوى الرجعية التي ظهرت بعد الثورة والتي تريد تهميش المرأة من خلال إثارة مواضيع مقرفة حولها على غرار الختان ونكاح الجهاد والزواج العرفي وتعدد الزوجات وهو أمر مؤسف إذا تمت مقارنته بحرص الرجال بعد الاستقلال على ضمان حقوق النساء المناضلات بإصدار مجلة الأحوال الشخصية. وتناولت الحاضرات في الاجتماع الكلمة وشددن جميعا على تمسكهن بالمكاسب التي تحققت لفائدتهن وللمرأة التونسية عموما وعلى ضرورة وقوفهن سدا منيعا أمام التيارات الرجعية مع إبداء رغبة كبيرة في إعادة إشعاع الاتحاد ودعمه بشكل يضمن حقوقهن كاملة ويعزز مكاسبهن.