للعام الثالث على التوالي تمر ذكرى الاستقلال في احتفال باهت لا يليق بالدماء الزكية التي روت تونس ولمعاناة المناضلين الذين قاوموا الاستعمار من اجل استقلال تونس قبل ان تظهر الاحزاب الحاكمة الان في تونس . ان الطريقة التي تعاملت بها الحكومة الحالية مع ذكرى الاستقلال وقبلها الحكومتان السابقتان فضيحة وخيانة لدماء الشهداء فالاستقلال لا علاقة له بالنظام الساپق وهو من إنجاز الحركة الوطنية بقيادة الزعماء الدستوريين وهذا شيء تاريخي لا مجال لإنكاره مهما كانت درجة الاختلاف في تقييم سنوات الاستقلال .
ان محاولة طمس ذكرى الاستقلال تذكرنا للأسف بطمس النظام السابق لبعض التواريخ المرتبطة بالزعيم الحبيب بورقيبة مثل ذكرى واحد جوان 1955 ذكرى عودة الزعيم الحبيب بورقيبة من المنفى وذكرى 18 جانفي 1952 التي اعلن فيها الكفاح المسلح ضد فرنسا وهي المعركة التي توجته زعيما للتونسيين وعندما تعيد حكومة الائتلاف اليوم هذا السلوك فإنها في الحقيقة لا تفعل شئيا اكثر من تأكيدها معاداة مكاسب الشعب التونسي !
كثيرون يحاولون جعل 14 جانفي بداية تاريخ لتونس ولن ينجحوا لانه لا يمكن طمس مكاسب الشعب التونسي في سنوات الاستقلال رغم النقائص والتجاوزات وغياب الديمقراطية والعدالة الاجتماعية وهي المطالب التي مازالت تتعثر بعد عامين من الثورة . ان محاولة محو تاريخ تونس واختلاق تاريخ جديد وشيطنة كل شيء قبل 14 جانفي وشيطنة من خدم الدولة بإخلاص تحت شعار «ستون عاما من الخراب» لا يفعل شيئا في الحقيقة الا شيطنة نفسه وحفر قبره السياسي !