رغم أن مدينة منزل بورقيبة كانت تسمى ب«باريس الصغيرة» حيث كانت تجمع بين سحر الطبيعة والهدوء والمصانع والمساحات الخضراء التي تعيد للنفس أحاسيسها العفوية اضافة الى مبانيها الهندسية التي تعد ثروة بصرية وحضارية لا تقدر بثمن الا انها أصبحت مدينة هرمة وعجوزا فحتى البعض ممن تيسرت أحوالهم المادية هجروها وتركوها. عديد المباني وسط قلب مدينة منزل بورقيبة أصبحت خرابا ومتداعية للسقوط في اي وقت وهذا ما زاد في تشويه صورة المدينة اضافة الى خوف المتساكنين والمارة من أن تقع عليهم هذه المباني التي يعود بناء اغلبها كالمنازل الموجودة بشارع فلسطين ونهج الحبيب ثامر ونهج 1 جوان وعدة شوارع أخرى من مدينة منزل بورقيبة الى أوائل سنوات عهد الاستعمار الفرنسي للبلاد التونسية وقد كانت المدينة آنذاك تتكون من مبان مشيدة بالحجارة ومسقفة بالقرميد الأحمر متأثرة بالطابع المعماري الفرنسي وقد استوطنها عديد الأجانب من الفرنسيين والايطاليين اضافة الى بعض القادمين من الجزائر الشقيق وبمرور الزمن وحلول فجر الاستقلال بدأت المدينة تشهد توسعا عمرانيا كبيرا في كل الاتجاهات ووقع احداث العديد من الأحياء الجديدة فارتفع عدد السكان ما بين 100 و150 ألف ساكن..
هذه المباني القديمة والمشيدة في عهد الاستعمار هجرها كل سكانها الأجانب وبعض السكان المحليين وعدد من التجار ففقدت طلاءها وتصدعت جدرانها وانهارت أسقفها وازدادت حالتها سوءا باجتياح الكوارث الطبيعية ومرور الزمن وأصبحت تشكل خطرا محدقا وحقيقيا بالسكان المجاورين لها والمارة وأصحاب السيارات المستعملين لهذه الشوارع..