سوسة: وزير السيّاحة يشرف على حملة تفقد لعدد من الوحدات الفندقية    دعوة الى تظاهرات تساند الشعب الفلسطيني    وزير الخارجية: تونس ترحب بالأفارقة القادمين اليها بغرض الدراسة أو العلاج أو السياحة أو الاستثمار    رئيس البرلمان يحذّر من مخاطر الذكاء الاصطناعي    تخص الحديقة الأثرية بروما وقصر الجم.. إمضاء اتفاقية توأمة بين وزارتي الثقافة التونسية و الايطالية    وزير السياحة يعلن الانطلاق في مشروع إصدار مجلة السياحة    عمار يطّلع على أنشطة شركتين تونسيتين في الكاميرون    الصحفي كمال السماري في ذمّة الله    رئيسة المفوضية الأوروبية تزورهذا البلد العربي الخميس    6 مليارات لتسوية ملفّات المنع من الانتداب…فهل هيئة المخلوفي قادرة على ذلك    سوسة: القبض على 5 أشخاص يشتبه في ارتكابهم جريمة قتل    صفاقس : خطأ عند الانتاج أم تحيل على المستهلك    وزير الثقافة الإيطالي: نريد بناء علاقات مثمرة مع تونس    تامر حسني يعتذر من فنانة    ملكة جمال ألمانيا تتعرض للتنمر لهذا السبب    بن عروس: حجز 214 كلغ من اللحوم الحمراء غير مطابقة لشروط حفظ الصحّة    مصر.. تصريحات أزهرية تثير غضبا حول الشاب وخطيبته وداعية يرد    التعاون والتبادل الثقافي محور لقاء سعيّد بوزير الثقافة الايطالي    رئيس الاتحاد المحلي للفلاحة ببوعرقوب يوجه نداء عاجل بسبب الحشرة القرمزية..    خط تمويل ب10 مليون دينار من البنك التونسي للتضامن لديوان الأعلاف    وزيرة الاقتصاد والتخطيط تترأس الوفد التونسي في الاجتماعات السنوية لمجموعة البنك الإسلامي للتنمية    صادم/ العثور على جثة كهل متحللة باحدى الضيعات الفلاحية..وهذه التفاصيل..    ملامحها "الفاتنة" أثارت الشكوك.. ستينيّة تفوز بلقب ملكة جمال    الرابطة الأولى: تشكيلة النادي البنزرتي في مواجهة نجم المتلوي    دورة اتحاد شمال افريقيا لمنتخبات مواليد 2007-2008- المنتخب المصري يتوج بالبطولة    فرنسا تعتزم المشاركة في مشروع مغربي للطاقة في الصحراء    استقرار نسبة الفائدة الرئيسية في تركيا في حدود 50%    القطب المالي ينظر في اكبر ملف تحيل على البنوك وهذه التفاصيل ..    سيدي حسين : قدم له يد المساعدة فاستل سكينا وسلبه !!    عاجل: هذا ما تقرر في حق الموقوفين في قضية الفولاذ..    دورة مدريد للماستارز: أنس جابر تواجه اليوم المصنفة 35 عالميا    أبرز اهتمامات الصحف التونسية ليوم السبت 27 أفريل    عاجل/ حماس تكشف آخر مستجدات محادثات وقف اطلاق النار في غزة..    المجلس المحلي بسيدي علي بن عون يطالب السلطات بحل نهائي لإشكالية انقطاع التيار الكهربائي    خبير تركي يتوقع زلازل مدمرة في إسطنبول    عاجل/ نحو إقرار تجريم كراء المنازل للأجانب..    هوغربيتس يحذر من زلزال قوي خلال 48 ساعة.. ويكشف عن مكانه    عاجل/ الحوثيون يطلقون صواريخ على سفينتين في البحر الأحمر..    طقس السبت: ضباب محلي ودواوير رملية بهذه المناطق    كيف نتعامل مع الضغوطات النفسية التي تظهر في فترة الامتحانات؟    مانشستر سيتي الانقليزي يهنّئ الترجي والأهلي    ابتكرتها د. إيمان التركي المهري .. تقنية تونسية جديدة لعلاج الذقن المزدوجة    الكاف..جرحى في حادث مرور..    القواعد الخمس التي اعتمدُها …فتحي الجموسي    طقس الليلة    عاجل/ ايقاف مباراة الترجي وصانداونز    تألق تونسي جديد في مجال البحث العلمي في اختصاص أمراض وجراحة الأذن والحنجرة والرّقبة    تونس تسعى لتسجيل مقدّمة ابن خلدون على لائحة 'ذاكرة العالم' لليونسكو    بطولة الرابطة 1 (مرحلة التتويج): حكام الجولة الخامسة    منظمات وجمعيات: مضمون الكتيب الذي وقع سحبه من معرض تونس الدولي للكتاب ازدراء لقانون البلاد وضرب لقيم المجتمع    الرابطة 1 ( تفادي النزول - الجولة الثامنة): مواجهات صعبة للنادي البنزرتي واتحاد تطاوين    أخصائي في أمراض الشيخوخة: النساء أكثر عُرضة للإصابة بالزهايمر    تُحذير من خطورة تفشي هذا المرض في تونس..    عاجل : القبض على منحرف خطير محل 8 مناشير تفتيش في أريانة    خطبة الجمعة .. أخطار التحرش والاغتصاب على الفرد والمجتمع    منبر الجمعة .. التراحم أمر رباني... من أجل التضامن الإنساني    أولا وأخيرا...هم أزرق غامق    ألفة يوسف : إن غدا لناظره قريب...والعدل أساس العمران...وقد خاب من حمل ظلما    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كمال مرجان ل«الشروق» : التحاق «المبادرة» ب«نداء تونس» وارد... بشرط
نشر في الشروق يوم 31 - 03 - 2013

كيف يفسّر مواقف حزبه الاخيرة؟ وكيف يشرح ما يروج عن تقارب بينه وحزبي النهضة ونداء تونس؟ وما تقييمه لمسار الانتقال الديمقراطي وافاقه المستقبلية، «الشروق» التقت السيد كمال مرجان رئيس حزب المبادرة.

لفت اليه الأنظار مؤخراً بقرار حزبه المصادقة على حكومة الترويكا، وكان محل انتظارات واسعة منذ سقوط النظام السابق وسط إصرار منه على الاستمرارية في التواجد على الساحة برغم ما كاله له الأصدقاء او الخصوم من اتهامات وانتقادات بل حملات تحريضية متواصلة ما يزال البعض منها ناشطا حد اليوم على مواقع التواصل الاجتماعي، في ما يلي نص الحديث مع السيد كمال مرجان.

رغم حملات التشهير والاتهام التي لاحقته سياسيا وقضائيا منذ 14 جانفي 2011 حافظ كمال مرجان وحزبه المبادرة على الحضور والإستمرارية؟

بالنسبة للجانب السياسي الحمد الله على كل شيء وخاصة لما منحني من تعقل وهدوء قلّ وندر أن أفقدهما وشكرا لمن هم حولي سواء من العائلة والأصدقاء أو الزملاء بالحزب لثقتهم ودعمهم . أمّا بالنسبة للقضاء فلي قضية واحدة لا تزعجني رغم طول المدة التي فاقت السنتين هي قضية قامت بها مجموعة من المحامين وهي معروفة بقضية تمويل التجمع وإني واثق أن القضاء سينصفني لأني لم أقترف لا ذنبا ولا سرقة كل ما في الأمر أني وافقت سنة 2009 على تجديد وضع على الذمة لفائدة التجمع لموظفة من وزارة الدفاع الوطني كانت في هذه الوضعية منذ جويلية 1985 أي منذ 24 سنة وهو وضع قانوني لازالت الإدارة تتعامل به إلى هذه اللحظة.

حسب رأيكم من كان يقف خلف تلك الحملات التحريضية؟

بكل صدق لا يهمني من وراء ذلك . أنا واثق أن ما قمت به ليس فيه أي إخلال بالقانون بل في أغلب الحالات يفرضه الواجب والإلتزام الوطني لذا قررت أن لا ألتفت إلى الوراء.

لكن ملف جوازات السفر الخاصة بالرئيس السابق وعائلته ما زال يلاحقكم؟ ما هي الحقيقة في هذا الموضوع؟

آسف إن لم يفهم الجميع الحقيقة وإني لست معتوها أو غبيا لأخذ مثل هذا القرار بمفردي وأنا أول من يعلم أنه ليس من صلاحيات وزير الشؤون الخارجية.

في نظركم كيف يمكن طي ملفات الماضي؟

بصرف النظر عن المواضيع التافهة والقضايا المفتعلة والمرور في أقرب وقت إلى العدالة الانتقالية بما فيها من مساءلة ومصالحة.

كيف تفسرون حضوركم المحتشم في الكثير من المحطات، هل هو خوف وحذر أم استراتيجية عمل؟

أعلم من أين انطلقت وإلى أين أتجه وهذا هو المهم وأتعامل مع الطريق والوقت حسب قدراتي وإمكانياتي والأهم أن تبقى المبادرة على الساحة.

مباشرة بعد الثورة قلتم إنّ لكم مسؤولية ستضطلعون بها، ماهي طبيعة المسؤولية التي تحدثتم عنها ؟

في ذهني كان المحافظة مع العديد من الأصدقاء على الحركة الإصلاحية الدستورية دون أن نعتبر أنفسنا الممثلين الحصريين لها وأعتقد أننا نجحنا في ذلك مهما تكن التطورات في المرحلة القادمة.

مؤخرا تمكن حزب المبادرة من لفت أنظار الجميع إليه، في السلطة وفي المعارضة، من خلال حركته في المصادقة على حكومة العريض والتي يرى فيها البعض جرأة وشجاعة؟

لم نكن نتوقع أن يخلق الموقف الذي اتخذناه مثل هذا «الزلزال» ولم نكن نتصور أن تُوليه كل الأطراف مثل هذا الإهتمام وهو موقف بالنسبة لي عادي لا يحتاج إلى جرأة أو شجاعة استثنائية . أكدنا منذ أول يوم للمجلس الوطني التأسيسي أننا سنكون في موقف مساندة نقدية للحكومة ولازلنا على نفس الموقف وما تصويتنا للحكومة إلا إلزام إضافي لها بالعمل من اجل المصلحة العامة والوفاق الوطني الذي نعتبره أساسيا للخروج ببلادنا من الوضع الصعب التي هي فيه اليوم. لن يمنعنا أي شيء من انتقادها إذا اقتضى الأمر في أي موضوع.

لكن البعض يقول بأن المصادقة جرت في سياق تقارب بينكم وحركة النهضة وآخرون يرون أن المقصود بها أطراف أخرى بماذا تجيبون؟

أؤكد مرة أخرى أننا قمنا بما رأيناه في مصلحة البلاد وتماشيا مع تطلعات شعبنا وتوجهات حزبنا بعيدا عن الحسابات أو الصفقات التي ليست من أخلاقنا والجميع أحرار في قراءاتهم وتخميناتهم.المؤكد أن موقفنا من الحكومة ومن أعضائها بصفة فردية سيكون حسب عملهم ومردوديتهم لا غير.

هل صحيح أن حزب المبادرة كان وراء اقتراح إسم عثمان الجرندي كوزير للخارجية على رئيس الحكومة علي العريض؟

لا أنكر أنه كان من الأسماء التي اقترحناها ضمن القائمة التي قدمت إلى السيد حمادي الجبالي إستجابة لطلبه . وإذ أنا سعيد بهذا الإختيار لثقتي في كفاءة الرجل فربما لم نكن الحزب الوحيد الذي اقترحه.

البعض يقول بوجود علاقات وطيدة بينكم ووزير الخارجية الجديد؟

هي علاقة تقدير واحترام متبادل لا غير وهذا ليس بالغريب نظرا لقربي من عدد كبير من إطارات الوزارة ولعلاقتي بهم عبر مراحل حياتي المهنية المختلفة وليس كوزير فقط.

على الرغم مما كان بينكم والباجي قائد السبسي من جفوة فقد أرسل لكم الرجل مؤخرا رسالة إيجابية وأمتدحكم ... كيف ستتفاعلون مع هذا التطور الإيجابي؟

لم أفكر أبدا في أنه بيني وبين السيد الباجي قائد السبسي جفوة ولم يصدر مني أبدا أي موقف أو كلام غير التقدير والإحترام سواء قبل أو بعد العبارات الطيبة التي صدرت عنه مشكورا الأسبوع الماضي بسوسة.

هل يمكن أن نرى مرجان والسبسي جنبا إلى جنب في حزب واحد؟

في الحياة السياسية التطور والتغيير شيء طبيعي وكل الإمكانيات تبقى واردة.

هل من الممكن إلتحاق كمال مرجان بحزب نداء تونس؟

لم يطلب مني ذلك ولم أفكر فيه وحتى لو وجب التفكير في ذلك فلن يكون بقرار شخصي بل في نطاق الحزب وبهدف لم شمل العائلة الدستورية. وبالتزامات واضحة وجلية في هذا الصدد.
حقيقة من الذي يميز حزب المبادرة عن حزب نداء تونس خاصة وأن الحزبين يعولان على نفس القاعدة الشعبية الدستورية؟

حزب المبادرة الذي وجد أكثر من سنة قبل نداء تونس أعلن بوضوح عن مرجعيته الدستورية في نظامه الأساسي بتأكيده على «الحركة الوطنية التي حققت الإستقلال» رغم تواجد عدد من أعضائه من غير الدستوريين.

أليس هو لعب أدوار وتقاسم مهام بين الحزبين وأن الإلتقاء بينهما هو مسألة وقت ليس إلا؟

لم يكن هناك أي تنسيق أو تقاسم للأدوار أو حتى تعاون بين الحزبين إلى حدّ الآن لكن كما أسلفت يبقى الإلتقاء ممكنا في يوم من الأيام إذا اقتضت المصلحة الوطنية ومصلحة الحزبين ذلك كما هو الشأن مع أحزاب أخرى.

في تقديركم، ألا ترون أن الدساترة والمنتمين للتجمع المنحل يفتقدون إلى رمز قادر على تجميعهم وتوحيدهم؟

في اعتقادي هذا لا ينطبق على الدساترة فقط بل على كل الشعب التونسي الذي حتى وإن كره الشخصنة لا زال في داخله يبحث عن أب أو رمز والوقت والإلتزام سيسمحان ببروز قائد للعائلة الدستورية والحمد لله أنهم عديدون.

يذهب البعض إلى وجود خلافات عميقة وحادة بين الرموز الدستورية من أجل الزعامة وهو ما يفسر غياب عدة أسماء على غرار حامد القروي الهادي البكوش؟

الخلافات الشخصية موجودة في كل الأحزاب وعلى كل المستويات خاصة لما تكون في السلطة وحتى وإن وجدت داخل العائلة الدستورية اليوم فهي ليست من أجل الزعامة أو القيادة بل تعود إلى خلافات قديمة أتمنى أن نتجاوزها للمّ الشمل بين الجميع وعبر كل الأجيال.

البعض يقول أيضا بوجود صراع خفي بين حزب المبادرة – ولاحقا الجبهة الدستورية- وحزب نداء تونس في استقطاب الدساترة؟

استقطاب الدساترة تسعى إليه أحزاب عديدة حتى من غير الدستورية ومن الطبيعي إذا أن يكون من بينها أحزاب داخل الجبهة الدستورية أو نداء تونس الذي على رأسه دستوري.

أنت تؤكّد على المرجعية الدستورية البورقيبية وكأنك تقوم بالقفز على فترة بن علي – ماذا تعتبر الذين التحقوا بالتجمع المنحل ؟

حزب المبادرة وكما أشرت إلى ذلك سابقا مرجعيته «الحركة الوطنية التي حققت الاستقلال» وبالتالي هي دستورية دون تفرقة بين مختلف الفترات والزعماء وفي نظري التجمع الدستوري الديمقراطي رغم ما يعاب عليه ورغم الفروق التي له مع سابقيه هو مواصلة ولو جزئية للحركة الدستورية وانا لا أفرق بين الاربع فترات التي عرفتها الحركة وانتميت إلى ثلاثة منها ومن الطبيعي أن تكون في مرجعيتي الشخصية إشارة إلى الزعيم الذي حدد معالمها وكان رئيسها عندما انتميت إليها سنة 1962 في سن الرابعة عشرة، وفي اعتقادي كل من انتمى إلى هذه الحركة وفي أي فترة يعتبر دستوريا ولا أرى ضرورة للتفرقة ولا لمن غادر الحزب في فترة ما بمحض إرادته ولأسباب عقائدية.

هل تعتبرون أنفسكم ممثلين للدساترة وهل ذلك مرتبط بالإرث الماضي أم هو متعلق بالمستقبل؟ ماذا سيضيف الدساترة اليوم وفي المستقبل للإرث الدستوري؟

نحن ننتمي إلى الحركة الدستورية ولكن لا ندعي تمثيلها لوحدنا كما أشرت إلى ذلك سابقا. الحركة الدستورية لها جذورها في المدرسة الإصلاحية التونسية وتطورت حسب متطلبات الزمن والمجتمع التونسي وقدمت إلى تونس العديد من الشهداء والزعماء الذين ساهموا في تحريرها وبناء دولتها الحديثة بانجازات لا يمكن نكرانها رغم النقائص التي توجد في كل عمل انساني وبإمكان الدساترة مواصلة خدمة تونس في وضعها الجديد بعد أخذ الدرس من تجارب الماضي وبالتعاون النزيه والبناء مع كل الأطراف الوطنية القريبة منهم في الفكر والتوجه.

لكن ذلك يستدعي مراجعات فكرية انطلاقا من المدرسة الدستورية؟

نحن شاعرون بذلك وقمنا بجزء من هذه المراجعة بكل مسؤولية وبحد كبير من الموضوعية وعبرنا عنه في مشروع البيان الذي سيصدر خلال الأيام القليلة القادمة للإعلان عن تكوين جبهة دستورية.

هل حسم نهائيا الخلاف المفتعل بين الدساترة البورقيبين والدساترة اليوسفيين؟

أتمنى من كل قلبي أن يحصل ذلك في كل وقت واعتقادي أن ذلك ممكن وخاصة بالنسبة للمنتمين إلى الأجيال التي لم تعش هذا الخلاف الأليم.
أين تجد نفسك بين نداء تونس والنهضة ؟ إلى أين يميل قلبك؟

أنا أنتمي ويميل قلبي اليوم إلى حزب واحد وهو المبادرة وليس لي أن أحدد موقعي الشخصي من أي حزب آخر إلا عند ضرورة التحالف أو الإندماج معه وهذه الإمكانية موجودة الآن مع الأحزاب ذات المرجعية الدستورية داخل جبهة سيعلن عنها قريبا وبالنسبة للإندماج مع حزب الوطن الحر الذي يمكن أن يتأكد من يوم إلى آخر ولكن هذه القرارات أخذها أو سيأخذها حزب المبادرة وليس كمال مرجان في وقتها.

هل سيحدّد الترشح للرئاسة القادمة طبيعة علاقتكم بالنهضة ونداء تونس ؟

طبيعة علاقتنا مع كل الأحزاب ستحددها المواقف والتقارب في التوجهات والبرامج والمصلحة الوطنية وليست الاعتبارات الإنتخابية رئاسية كانت أو تشريعية أو بلدية.

هل صحيح أن حزبكم يعتمد على العامل الجهوي (الساحل وأساسا سوسة) وأنه لا يلقى التفاعل المطلوب مع الدساترة في الجهات الداخلية ؟

هذا غير صحيح وهي تعلّة وجدها البعض وساهموا في خلقها منذ الإنتخابات الأخيرة قصدا خوفا من المد الدستوري وللإنقاص من شرعية وتمثيلية المبادرة – للتذكير فقط أؤكد أن أول مكتب جهوي للمبادرة تكوّن بقفصة.

لكن في الإنتخابات الأخيرة انحصرت المشاركة والنتائج الإيجابية في منطقة الساحل ولم نرك في الجهات الداخلية... والتي كانت معقل الدساترة؟

أعتقد أنني أجبت عن سؤال سابق مشابه لكن دعني أؤكد بالنسبة للإنتخابات أننا دخلناها بعد ستة أشهر من تكوين الحزب ولم نكن جاهزين لها لكن رغم هذا أعتبر أننا حرمنا من التواجد بطريقة أقل ما يقال عنها إنها غريبة مثل الذي حصل في تونس 1 والقصرين وقفصة وبنزرت وغيرها إلى جانب محاولات باءت بالفشل في سوسة ووصلت إلى حد التفاهة سكتنا عن كل ذلك إراديا حتى لا ننغص فرحة التونسيين بهذه الإنتخابات.

هناك من ينظر لتوافق تاريخي ضروري ولازم بين الدساترة والإسلاميين لإخراج البلاد إلى وضع مستقر يحافظ على المكتسبات ويراكم منجزات جديدة، وهناك حديث عن أن قوى دولية من اصدقاء تونس تدعم هذا الخيار وهل تشاطرون هذا الرأي؟

الفكرة موجودة ومتداولة واعتقادي أن اللقاء بين الأحزاب لا يكون إلاّ على أساس الإحترام المتبادل والإشتراك في المبادئ والبرامج. صحيح أنّ العامل الديني كان دائما موجودا في الفكر الدستوري لكن الوضع اليوم يفرض قراءة جديدة وتقييما موضوعيا يبين أن الوصول إلى ميلاد التوافق التاريخي الذي ذكرتموه صعب في المرحلة الحالية.

البعض ربط بين حادثتي اغتيال شكري بلعيد وحكومة التكنوقراط ورأى فيهما محاولة لتغيير شكل السلطة القائمة في البلاد؟

لا أرى شخصيا أي علاقة بين الاثنين: فكرة حكومة تكنوقراط طيبة وساندناها وكان بودنا أن تتحقق لكن خذل صاحبها من طرف حزبه وليس من المعارضة وربما كانت غطاء لخروج السيد حمادي الجبالي أو لإعداده لدور آخر. أما اغتيال الشهيد شكري بلعيد فسيبقى موضوع شكوك وتخمينات غير سليمة وخطيرة حتى يقع الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة ويجب أن يكون في أقرب وقت.

تتداول عدة أوساط عن حظوة كبيرة لشخص كمال مرجان دوليا، بل إن البعض يؤكد أن مرجان هو رجل أمريكا الأول في تونس؟

ككل من عمل في الحقل الدولي لي علاقات وصداقات في عديد الدول من كل القارات بما في ذلك الولايات المتحدة وإن كان لي تقدير منها أو من دول أخرى فأكون سعيدا بذلك لكني أبقى دائما رجل تونس لا غير.

لكن دخولكم في معترك السياسة في تونس سنة 2005 تزامن مع توتر علاقات النظام السابق مع عدة دوائر أجنبية وخاصة الإدارة الأمريكية مثلما كشفت ذلك وثائق ويكيليكس وبدء التحضير لخلافة بن علي؟

في رأيي بدأ ذلك بعد 2005 أما ما يمكن أن أقوله هو أن علاقات تونس في الميدان الذي أشرفت عليه لأكثر من أربع سنوات كانت جيدة مع كل الدول الشقيقة وحتى مع الدول الأجنبية التي نتعاون معها كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وإيطاليا واسبانيا وغيرها.

ما تزال أحداث الثورة غير واضحة وغير معلومة، هناك من يقول بدور محوري لكمال مرجان ورشيد عمار في إجبار الرئيس السابق على الرحيل؟
أوافقكم على الجزء الأول من السؤال وأتمنى ككل التونسيين أن نعرف الحقيقة وكل التفاصيل حول كل ما حدث يوم 14 جانفي 2011.

المتابع للأحداث حينها وخاصة الانتقال من الفصل 56 إلى الفصل 57 ولاحقا تعليق الدستور مرة واحدة وكأن هناك شيئا كان مبرمجا مباشرة إثر رحيل الرئيس السابق ولكنه لم يقع أو اصطدم بعقبات؟

لكن يمكن أن يكون السبب كذلك وبكل بساطة أنه لم يكن هناك أي تحضير أو برمجة لما حصل، اوأن الذي حصل في النهاية لم يكن هو المبرمج له في الأصل.

قلتم سابقا أنكم أنجزتم تقييما ذاتيا وقمتم بعملية نقد ذاتي إلى أين أوصلكم كل ذلك؟

نعم كنت أول من اعتذر إلى الشعب التونسي حتى عن صمتي وعبرت عن استعدادي لأكون أول مسؤول من النظام السابق يمثل أمام العدالة الانتقالية.

ما تقييمكم للسلطة الحاكمة في تونس التي تتولاها الترويكا؟

في كلمات وجيزة وبكثير من التسامح والديبلوماسية: كان بالإمكان أحسن مما كان.

وماذا عن المستقبل هل أنتم متفائلون بنجاح تونس في ثورتها وتجربتها في الانتقال الديمقراطي؟

الأمر ليس بالهين والعقبات عديدة ومختلفة لكن يبقى التفاؤل ممكنا إذا ما توفرت لدى كل الأطراف وخاصة الحاكمة إرادة حقيقية لإنجاح هذه التجربة الرائدة ولتحقيق الإنتقال الديمقراطي المنشود.

كديبلوماسي قديم كيف تنظرون إلى موقف المرزوقي من سوريا بقطع العلاقات بصفة مبكرة؟

عبرت عن رأيي حول هذا الموضوع في أكثر من مناسبة لأن هذا القرار لا يرتكز على أي منطق أو تقاليد ديبلوماسية تونسية وربما خسرنا بذلك إمكانية لعب دور في وضع حدّ لما يقاسيه الشعب السوري الشقيق من ويلات حرب أهلية وإيجاد حل سلمي يسمح بانتقال ديمقراطي ويحافظ على وحدة هذا البلد الشقيق.

كيف ينظر كمال مرجان إلى هؤلاء ؟

المرزوقي: أرجو أن يحرص على الوفاق الوطني وعلى تمثيل كل التونسيين.
بن جعفر: أذكر أن جزءا من ماضينا السياسي كان مشتركا. راشد الغنوشي:مسؤوليته كبيرة في تحديد التوجه الذي ستأخذه تونس وأرجو أن يأخذ القرار الصائب.
أحمد نجيب الشابي: على الصعيد السياسي اتجاه لم يتغير وعلى الصعيد الشخصي علاقة احترام وتقدير كان له الفضل في إقامتها.
محمد الغنوشي: قام كعادته بما اعتبره واجبه الوطني .
رشيد عمار :يذكرني بفترة من أسعد فترات حياتي المهنية والسياسية.
علي العريض: السلطة ليست مكافأة بل مسؤولية كبيرة وصعبة كان الله في عونه.
فوزي اللومي: صديق رغم اختلاف السبل في الوقت الحاضر.
حمادي الجبالي: له دور في تحقيق الوفاق الوطني الضروري للخروج من المرحلة الإنتقالية بسلام.
حمة الهمامي:أقدر فيه تمسكه بمبادئه رغم تغير الأوضاع والزمن.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.