ماذا لو كان إنسان ما يبلغ من العمر 66 سنة، وتُثبت التحاليل والفحوصات العلمية التي يُخضع لها من قبل أخصائيين عالميين أن عمره البيولوجي يبلغ 56 سنة فقط، أي عشر سنوات أقل من عمره المدني الحقيقي؟! أكيد أن هذه الفرضية الاحيائية، بل حلم الانسان الحديث، سوف يشدّ الانتباه ويثير «شهية» الكهول عامة والشيوخ خاصة، والاكثر من هؤلاء علماء الاحياء وأخصائيي الاستشفاء الطبيعي. سوف لن نواصل تحليل هذه الفرضية لانها أصبحت فعلا حقيقة وواقعا وكسبا علميا تونسيا حظي باعتراف المجموعة الاوروبية المختصة (C.E.I.A) التي صرحت بذلك خلال ملتقى الاستشفاء المائي والبيئي العلمي (الاستشفاء الحديث بالمياه المعدنية) الذي نظمته مجموعة «بيومار» العالمية يوم 21 فيفري الجاري بأحد نزل منطقة «حمام بوريبة» وحضرته «الشروق». تجربة «تهذيب الشيخوخة» التي وفرت 10 سنوات كاملة من العمر البيولوجي لصاحبها انطلقت في أفريل من سنة 1994 واستمرت حتى جانفي الفارط. وقد خضع صاحب التجربة الدكتور ابراهيم الدريدي ر.م.ع مجموعة «بيومار»، المختصة في الاستشفاء البحري العلمي خلال هذه المدة لنقاهة طبيعية استعمل خلالها منتوجات بحرية تدخل ضمن طريقة الاستشفاء البحري التي تروّج لها (مجموعة بيومار) في تونس من البلدان الاوروبية. * مقاييس دقيقة ولم تكن هذه التجربة بمعزل عن المراقبة والاختبار من قبل الاخصائيين، فقد كشف الدكتور «جون فرانسوا بيزو» الممثل للمجموعة الاوروبية (C.E.I.A) خلال الملتقى عن عدد من التحاليل والاختبارات التي أجريت على الدكتور ابراهيم الدريدي في عدة مناسبات للتأكد من مدى تقدم التجربة. وليس هذا فحسب فقد حضعت منتوجات المزرعة البحرية المتوسطية «بيومار» المستعملة في الاستشفاء البحري، لسلسلة من التجارب والتحاليل والمراقبة الصارمة من قبل كلية العلوم بتونس وتحت إشراف كتابة الدولة للبحث العلمي. وهذا ما أكده الاستاذ عبر الحميد بودبوس من كلية العلوم بتونس خلال الملتقى. إذ يذكر هذا الاخير أن تلك المنتوجات خضعت لعدد من المقاييس العلمية الاحيائية الدقيقة المعتمدة في عدد من البلدان الاوروبية المتقدمة. ويفسر هذا الحرص برغبته كخبير في علوم الاحياء الدقيقة، في عدم الوقوع في «اللاعلم» حسب قوله، لان 80 من الامراض الجرثومية التي يصاب بها الانسان مصدرها الماء الملوث سواء أكان في الشراب أم من خلال الاستحمام. أما الوجه الآخر لصرامة هذه المقاييس ودقة التحاليل والاختبارات التي خضعت لها منتوجات «بيومار» البحرية مثلما يذكر الدكتور ابراهيم الدريدي، فهو ضمان الجودة العالية التي تحقق لها مواصلة «غزو» السوق الاوروبية ومزيد كسب رهان المنافسة في بلدان قد لا يعترف البعض فيها إلا بما ينتجه العالم الغربي. * سياحة استشفائية وليس هذا الرهان الاول والاخير الذي تطرق له المشاركون في ملتقى الاستشفاء المائي والبيئي العلمي بل كشف المنظمون للملتقى عن رهان آخر لا يقل أهمية عن الاول وهو جعل تونس مقصد متميز للسياحة الاستشفائية المعدنية. وفي هذا السياق أشار الدكتور ابراهيم الدريدي أن تونس اليوم صارت أحد أهم الاماكن السياحية الجذابة وأيضا يتوفر بها منتوج سياحي جديد يستجيب للمواصفات الصحية والعلمية التي وضعتها المراكز الاستشفائية الاوروبية. وبفضل هذه العوامل الايجابية وغيرها من المميزات في مجال الاستشفاء بالماء تم اختيار تونس لاحتضان المنتدى الاول الاورو متوسطي حول الاستشفاء بالماء خلال شهر مارس من العام القادم، حسب ما صرح لنا الدكتور ابراهيم الدريدي. ملتقى الاستشفاء المائي والبيئي العلمي افتتحه السيد علي كسيكسي والي جندوبة، وحضره عدد من الاطباء والمختصين في مجال الاستشفاء المعدني والصيادلة من تونس والجزائر وفرنسا.