الأخوّة في اللّه منحة قدسية، واشراقة ربانية، ونعمة إلهية، على من اصطفاه اللّه من عباده، كما قال تعالى: {وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن اللّه ألف بينهم إنه عزيز حكيم} (63) (الأنفال). وقال أيضا: {واذكروا نعمة اللّه عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا} (آل عمران) والأخوة أيضا قوة إيمانية نفسية تورث الشعور العميق بالعاطفة والمحبة والاحترام والثقة المتبادلة مع كل من تربطه وإياه أواصر العقيدة الإسلامية، والأخوة في اللّه، صفة ملازمة للإيمان وعبادة من أعظم العبادات ترفع صاحبها وتقربه من مولاه، كلما أخلص لاخوانه الحب في اللّه دون سواه فيجني ثوابه ويكسب رضاه. وإليك أخي الحبيب، بعض الأحاديث النبوية في ثواب المتحابين والمتآخين، قال رسول اللّه ص: «إن اللّه يقول يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟! اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي» (رواه مسلم). وقال رسول اللّه ص: «من أحب أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا للّه» (رواه أحمد). وقال: «ما أحب عبدا للّه إلا أكرمه اللّه». وإذا كانت الاخوة كذلك فيكون كل واحد من المتآخين مصحفا يمشي على الأرض في سلوكه وأخلاقه ومعاملته.. لكونه التزم في الحياة منهج القرآن ومبادئ الإسلام وذلك لأن الاسلام اعتقاد بالجنان واقرار باللسان وعمل بالأركان. إنه يكفي في مشروعية التحري لاختيار الأخ في اللّه قوله ص: «المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل». فاختر الأخ العاقل الناصح حسن الخلق التقي الصالح الملازم للكتاب والسنة الصادق الكاتم للسر الساتر للعيب المعرض عن الدنيا غير حريص عليها الذي يكون معك في النوائب ويؤثرك بالرغائب وينشر حسناتك ويطوي سيئاتك الحافظ للود في القرب والبعد. سوف تقول وأين أجد هذا الأخ! وإن لم تجده فاصدق مع اللّه وحقق أنت هذه الصفات في نفسك يصدق اللّه معك ويسخر لك الأخ الذي يتخلق بهذه الصفات. وأخيرا إذا التقى المتحابان في اللّه فأخذ أحدهما بيد صاحبه وضحك إليه تحاتت خطاياهما كما تحات ورق الشجر.