لم تثر زيارة ثلاثة اعضاء قياديين في ثلاثة أحزاب معارضة الى الولاياتالمتحدة ردود فعل قوية داخل هياكل الاحزاب الثلاثة وفي الساحة السياسية عموما. وفُسّرت الزيارة التي قام بها السيدان مختار الجلالي (عضو المكتب السياسي للاتحاد الديمقراطي الوحدوي) وجلال لخضر (عضو المكتب السياسي لحركة الديمقراطيين الاشتراكيين) والسيدة خديجة مبزعية (عضو المكتب السياسي لحزب الوحدة الشعبية) بأنها محاولة لرفض سياسة الكرسي الشاغر وتهدف الى ابلاغ المجتمع الامريكي وقواه الحيّة موقف الاحزاب المعارض للسياسة الامريكية. ورفض الاعضاء الثلاثة وأحزابهم ان تكون الزيارة تعني مساندة أو موافقة على السياسة الامريكية. وأكدت السيدة خديجة مبزعية انها مع الحوار وانها تحولت الى أمريكا لابلاغ رأيها ومواقفها وانتقاداتها وانها تمسّكت بوطنيتها وقالت للأمريكان واغلبهم من ممثلي مكونات المجتمع المدني، نحن لن نقبل الدروس والاملاءات في مجالات الديمقراطية وحقوق الانسان رغم انهما يمثلان أحد أبرز مطامح الشعب العربي لكن لا يمكن قبولهما اذا جاءا على ظهر دبابة». وأوضحت السيدة مبزعية انها أكدت للامريكان انها ترفض سياسة الميكيالين الامريكية وتتمسك بالشرعية الدولية وتساند الشعب العراقي وان القضية الفلسطينية هي القضية المركزية لكل العرب والمسلمين قبل ان تضيف أكدت ان الادعاءات الامريكية حول حقوق الانسان هي حق اريد به باطل وانهم ينتهكون يوميا حقوق الانسان وان معتقل غوانتانامو شاهد على ذلك وان أمريكا لا مصداقية لها وان الولاياتالمتحدة التي تدعي محاربة الارهاب تمارس ارهاب الدولة. وقالت المتحدثة انها لمست من خلال لقاءاتها مع فعاليات المجتمع المدني أنهم يضعون كل العرب والمسلمين في نفس الخانة وانهم لا يعترفون بخصوصيات كل دولة مشيرة الى انها أكدت ان تونس حققت انجازات ومكاسب هامة رغم ان الطريق مازالت طويلة وان 50 سنة على الاستقلال و25 سنة من التعددية لا تعتبر مدة كبيرة في حياة الدول. وعبرت السيدة خديجة مبزعية انها تحترم كل الآراء والمواقف التي تعارض مبدأ زيارتها وقالت انها لا تخفي قناعتها بما قامت به وخاصة ابلاغ مواقفها مباشرة الى الامريكان وبلا رتوش رغم انها كانت ضيفتهم. نفس هذا الموقف تقريبا عبر عنه السيد مختار الجلالي (الذي رفض الحديث الينا مباشرة وقال انه يرغب في التعامل الكتابي) وفق ما أكده لنا السيد ابراهيم حفايظية الذي أكد ان الجلالي حمل الى الامريكان مواقف الحزب وبياناته المعارضة للسياسة الامريكية بما في ذلك التي كانت شديدة اللهجة وانه أبلغ المسؤولين الذين التقاهم وجهة نظر الحزب ومعارضته للسياسة الخارجية الامريكية وخاصة مشاريعها لنشر الديمقراطية في الوطن العربي.