ما سرّ غياب المرأة في الاحزاب السياسية المعارضة؟ سؤال يتبادر الى ذهن أي متابع، فالسيدتان خديجة مبزعية (الوحدة الشعبية) وميّ الجريبي (الديمقراطي التقدمي) تكادان تكونان الوحيدتان في الهياكل القيادية لهذه الأحزاب. وفي محاولة من «الشروق» للاجابة عن هذا السؤال اتصلنا بعديد الأحزاب السياسية قصد معرفة أسباب هذا العزوف» وقد أجاب مصدر من حزب الوحدة الشعبية بأن ذلك صحيح الى حدّ ما نظرا لانشغال المرأة بقضايا الحياة اليومية، اضافة الى نفورها من كل ما هو ايديولوجي ومن كل ما من شأنه ان يكبّلها، لذلك نجد حضور المرأة في العمل الجمعياتي أكثر من حضورها في ا لعمل الحزبي الذي تجد فيه نوعا من الرتابة، اضافة الى حضورها المناسباتي الذي يقتصر على الملتقيات والانتخابات. لكن أكد لنا نفس المصدر ان للمرأة وجودا يعتبر متوسطا مقارنة بالبقية في «الوحدة» وكدليل على صحة أقواله نجد السيدة خديجة مبزعية في المكتب السياسي وعضوتان في المكتب السياسي الموسع وهما السيدتان ثريا بن سعيد وعربية بن عمار (عضو مجلس نواب سابقا) بالاضافة الى المستشارات البلديات والعنصرين النسائيين الموجودتين في قيادة المنظمة الشبابية للحزب وهما ناجية بن سعيد ومفيدة زيتون. كما يضم الحزب الديمقراطي التقدمي في مكتبه السياسي عنصرا نسائيا واحدا وهو السيدة ميّ الجريبي وهي من العناصر المؤسسة اضافة الى مناضلة اخرى غادرت الحزب منذ 1996، أما اللجنة النسائية بهذا الحزب فتضم عشرة عناصر نسائية، لكن رغم الارادة التي عبرت عنها قيادة الحزب في توسيع حضور المرأة في هياكله فان عزوف المرأة يبقى من أكبر العوائق. في حين ان حركة التجديد تضم هي الاخرى عنصرا وحيدا في هيكلها القيادي يتمثل في السيدة بية السعدوني ويرى مصدر من هذا الحزب ضرورة توسيع القواعد من النساء والعمل بنظام الحصة من المنخرطات لترشيحهن الى المناصب القيادية في الاحزاب. وخلافا لكل هذا يرى مصدر عن الاتحاد الديمقراطي الوحدوي ان عزوف المرأة عن العمل السياسي المستقل ناتج عن وجود أزمة خطاب في المجتمع المدني، فحتى في الجمعيات النسائية غير الحكومية نجد نفس الوجوه منذ سنوات عديدة، فلا وجود لخطاب متجدد ولا لنفس شبابي وكأن عملها مقتصر على فئة عمرية دون أخرى، ويعتبر نفس المصدر عدم تجدد المحاور النضالية من أهم العوامل الدافعة الى هذا العزوف اضافة الى جملة المشاكل التي قد تعترض المرأة الناشطة في هذا المجال، لكن رغم كل هذه الأسباب فان الاتحاد الديمقراطي الوحدوي تماما كالوحدة الشعبية يعتبر من أكثر الأحزاب احتواء للعناصر النسائية داخل هياكل، ففي ا لمجلس الوطني نجد السيدة منيرة العبدلي وهي ايضا عضو مجلس نواب ومستشارتان في مجلس بلدية تونس وهما الآنسة وفاء والآنسة وصال الجعايدي والسيدة نادية بورقيبة مستشارة بمجلس بلدية أريانة. يرجع البعض هذه الظاهرة الى ما يسمى ب»خصوصية المرأة» وهو ما لا ينطبق على هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي الذي أقر في مؤتمره الأخير وجوب وجود 25 من العناصر النسائية في هياكله وهو ما توفر فعلا وما سيتوفر في الانتخابات البلدية والتشريعية القادمة التي ستضم نسبة 25 من النساء من مترشحيها.