تسود ثلاثة من أكبر الأحزاب المعارضة هذه الأيام حالة تململ خلقت انقسامات بسبب سفر ثلاثة من أعضاء مكاتبها السياسية الى الولاياتالمتحدةالأمريكية خلال الأيام الماضية بدعوة من وزارة الخارجية التي تحرص سنويا على استدعاء شخصيات سياسية ونقابية واعلامية. أعضاء المكاتب السياسية للأحزاب المعارضة الثلاثة الموجودين حاليا في الولاياتالمتحدة ولذين سيعودون قريبا الى تونس هم السيدان محمد المختار الجلالي (الاتحاد الديمقراطي الوحدوي) وجلال لخضر (حركة الديمقراطيين الاشتراكيين) والسيدة خديجة مبزعية (حزب الوحدة الشعبية) وفي احقيقة فإن الشخصيات الثلاث ووفق ما علمته «الشروق» لم يتلقوا الدعوة بوصفهم اعضاء مكاتب سياسية في الاحزاب المعارضة بل باعتبارهم نوابا (بالنسبة للجلالي ولخضر) وعضو الهيئة المديرة لرابطة حقوق الانسان بالنسبة للسيدة خديجة مبزعية. ويرى المتحفظون والمعارضون لهذه الزيارة انه لا يمكن الفصل بين المسؤوليات السياسية وغيرها التي اعتمدت لتوجيه الدعوة وانه من غير المعقول قبول زيارة الولاياتالمتحدة في هذا الظرف. ولم توضح مصادرنا ما اذا كان الأشخاص الثلاثة قد تحادثوا واعلموا قيادات أحزابهم قبل قبول الدعوة والسفر الى واشنطن أم لا رغم ان الموقف الرافض للتعامل مع الولاياتالمتحدة محل اجماع وقد يكون أقوى لدى الهياكل الوسطى والقاعدية. وكان السيد محمد مختار الجلاّلي آثار خلال الأسابيع القريبة الفارطة اشكالا في حزبه لما تحوّل صحبة زميله في المكتب السياسي والبرلمان السيد ابراهيم حفايظية لملاقاة مساعد وزير الخارجية الأمريكي المكلف بالديمقراطية والحريات والشؤون النقابية أثناء زيارته الاخيرة لبلادنا خلال الاسبوع الاخير من الشهر الماضي وهو ما أدى الى انقسام في قيادة الحزب لم ينطفئ توهجه تماما، بل انه قد يتجدد وقد يكون تأجيل عقد اجتماع المجلس الوطني بقرابة الشهر أحد مؤشراته. كما سيكون سفر السيدة خديجة مبزعية الى الولاياتالمتحدةالأمريكية طبقا رئيسيا على مائدة المجلس المركزي لحزب الوحدة الشعبية الذي سيجتمع بعد يومين في أميلكار. وفي المقابل لا يعرف بوضوح من «سيستثمر» في حركة الديمقراطيين الاشتراكيين من بين المجموعات المتنازعة هذا الحدث وكيف سيتم استقطاب العناصر والمواقع في انتظار مؤتمر للمّ الشمل لم يتأكد بعد موعد انعقاده. فهل تؤثر هذه الزيارة على ربيع الأحزاب الثلاثة التي تقر بتوجهاتها العروبية واجتمعت على تنظيم تظاهرات ساندت العراق وفلسطين ونددت بالسياسة الأمريكية؟ أم ان مواعيد الخريف القادم ستحد من امكانيات حصول خلافات ويتغلب بالتالي التوجه الداعي الى رص الصفوف والاجتماع على ما يوحّد لا على ما يفرّق؟