حقيقة مرة يعيشها آلاف الأعوان الوقتيين ضمن السلك الاداري المشترك للوظيفة العمومية والمحرومين من الترسيم إلا بعد النجاح في مناظرة. وجه الحقيقة أن هؤلاء الأعوان تم انتدابهم في سلك الوظيفة العمومية للعمل بالوزارات والمصالح الادارية كغيرهم في الموظفين لكن «ذنبهم» الوحيد إذا كان هذا يعتبر ذنبا أنهم دخلوا إلى سلك الوظيفة العمومية دون المرور بمناظرة وذلك لحاجة المصالح الادارية للانتداب بصفة عاجلة هذا الذنب حرم آلاف الأعوان الوقتيين الآن من حق الترسيم الآلي بعد انتهاء فترة التربص القانونية وحكم عليهم بالبقاء كأعوان وقتيين ومن بينهم من ينتمي إلى أعلى مراتب السلم الوظيفي من حملة الشهادات العليا اضافة إلى حرمانهم من الترقيات المهنية إلى حين نجاحهم في مناظرات الترسيم. لكن السؤال الذي يطرح الآن هو لماذا يتأخر فتح مناظرات الترسيم للأعوان الوقتيين ثم ما هو مصير العون الوقتي الذي لا يتمكن لسبب أو لآخر من النجاح في مناظرة ظل ينتظرها سنوات طويلة ومنذ دخوله إلى الحياة المهنية الفعلية. ورغم ان قانون الوظيفة العمومية قد ضمن للأعوان الوقتيين «حقوقهم» التي تقترب من حقوق الموظف القار وأفردهم بشبكة أجور خاصة بهم إلا أن حرمانهم من حق الترسيم الآلي وبقائهم سنوات طويلة محرومين من حق الترقية يحتاج إلى تبريرات مقنعة. فانتداب العون الوقتي بصفة مباشرة وليس عن طريق المناظرة لا يمكن أن يكون مبررا منطقيا لحرمانه من حق الترسيم خاصة وان العون الوقتي يكلف بنفس المهام التي يقوم بها العون القار. كما ان هذا «المبرر» لا يمكن أن يكون سببا في حرمان العون من الشعور بالاستقرار المهني والمادي ذلك أنه بالرغم من وجود القوانين إلا أن العون الوقتي يعتبر نفسه مهددا في كل لحظة بامكانية التخلي عنه. وتشير مصادر «الشروق» إلى أن أغلب الأعوان الوقتيين في المصالح الادارية ووزارات الدولة هم من خريجي مراكز التكوين في الوظائف الادارية العمومية لكن ذنبهم أن تلك المصلحة الادارية كانت بحاجة إلى انتداب موظفين دون أن تفتح مناظرة. إن وضعية الأعوان الوقتيين تحتاج إلى اعادة النظر فيها بشكل جدي وذلك نحو الغاء هذه التسمية وادماج كافة الأعوان الوقتيين في رتبهم وتمكينهم من حق الترسيم الآلي وحقهم في الترقية والشعور بالاستقرار المهني. فصفة الوقتي حرمت الأعوان الوقتيين بالرغم من أقدميتهم في العمل من الانتفاع والحصول على القروض الاجتماعية وعلى القروض البنكية وبالتالي تحسين وضعهم المادي ومرافقهم الحياتية.