في مثل هذه الفترة من كل عام تبدأ الاستعدادات لموسم الخطوبة والزفاف... ومثل هذه المناسبات تعني في ما تعنيه شراء المصوغ من ذهب وفضة وغيرها من لمعادن... لكن شراء الذهب يتطلب معرفة ودراية بأصالة المعدن... والمقبل على الزواج يفترض أن يكون قادرا على التمييز بين الذهب الخالص، والذهب «المغشوش» أو «المضروب» بلغةالسوق، حتى لا يقع في فخ الغش... فكيف يمكن للمقبل على الزواج التمييز بين «الغث» و»السمين» وكيف يمكن اجتناب فخ «الغش»؟سؤال طرحته «الشروق» على أهل الاختصاص في سوق البركة، فكانت هذه حصيلة نصائح أصحاب المحلات...»الطابع»السيد محمد أحد بائعي الذهب له تجربة 26 سنة في هذه المهنة يقول: «من الصعب جدا على المواطن العادي وحتى على الصائغي في بعض الاحيان التفريق بين الذهب الحقيقي والذهب المغشوش لكن مع ذلك فإنه توجد ضمانات للحريف، فالحريف مدعو الى المطالبة بالفاتورة كلما اشترى الذهب فهي وحدها التي تؤكد أنه تعامل مع هذا الصائغي أو ذاك وفي حالة تعرّضه للغش فإن هذه الفاتورة من شأنها أن تضمن له حقه. كما أن الذهب الحقيقي له طابعه الذي يثبته الأمين (أمين المهنة) فذهب ذوق «9» مثلا يكون عليه طابع عقرب بينما ذهب ذوق «18» فإن طابعه «رأس كبش». صاحب محل آخر لبيع المجوهرات الثمينة وهو السيد محمد منذر له أكثر من 27 سنة في هذه المهنة يرى أن الضمان الوحيد للتونسي أن يتجنب الذهب الذي يباع في غير المحلات فبعضهم اشترى ذهبا على أساس أنه ذهب أبيض لكن تبين له في الاخير أنه فضة أو «بلاكيور» أو حتى نحاس، الى مثل هؤلاء المواطنين أقول أن الافضل شراء الذهب من التجار المعروفين بثقتهم وأمانتهم بسوق البركة أو الاستنجاد على الاقل بنصح وتوجيه أمين السوق الذي يبقى الاقدر على التمييز بين الذهب الحقيقي والذهب المغشوش.ثقة الصائغيالسيد الحبيب بالرجب نائب رئيس تجّار المصوغ بتونس يؤكد قائلا: «يصعب على المواطن التفريق بين الذهب الحقيقي والذهب المغشوش الذي تصنعه بعض المعامل ويباع في الشوارع وفي المنازل لكن في الحقيقة فإن الضمان الوحيد إضافة الى الطابع التونسي هو أمانة وثقة الصائغي... فلا أعتقد أن صائغي أمين قضّى في أسواق البركة فترة تزيد عن 25 سنة تسمح له نفسه أو سمعته التي اكتسبها طوال هذه الفترة أن يعمد الى الغش». ويوضح تحار المصوغ أنه لا فرق بين قيمة الذهب الابيض وقيمة الذهب الاصفر فهما من نفس القيمة ونفس العيار (ذوق 21) وأن طرق التفريق بين المغشوش والحقيقي من المعادن الثمينة الاخرى مختلفة فأمين السوق مثلا يميز «الديامونت» الفعلي عن «الديامونت» المغشوش بواسطة آلة اختبار إلكترونية.