«المرأة العربية والإبداع الموسيقي فنّا وعلما» هو عنوان الندوة العلمية التي تنتظم ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان المبدعات العربيات الذي يلتئم بجوهرة الساحل مدينة سوسة أيام 161718 أفريل الجاري.الهيئة النشيطة لهذه الدورة والتي تترأسها السيدة نجوى المستيري عملت منذ أشهر وبكلّ تفان على دعوة ثلّة من الباحثات والمبدعات في مجال الموسيقى والغناء وذلك من كافة أرجاء الوطن العربي. ولقد تأكد لحدّ كتابة هذه السطور حضور تسع عشرة باحثة ومُبدعة سيشكل تواجدهم طيلة أيام الملتقى إثراء وتأكيدا للقيمة العلمية لهذه التظاهرة الفنية والثقافية المهتمة منذ انبعاثها بمباحث الجماليات الفنية والتجربة الاجتماعية العربية بصفة عامة وجهود الإبداع النسائي ضمن هذا الخضم بصفة خاصة فكيف يبرز الإسهام الإبداعي والعلمي النسائي ضمن هذه الدورة التاسعة بملتقى المبدعات العربيات. من بين الأسماء اللامعة التي تأكد حضورها أخيرا ببلادنا تونس المؤلفة الموسيقية الأوبرالية والعازفة الأستاذة ا لباحثة هبة القواس من لبنان قد يستغرب القراء هذا التقديم ولكنها في الواقع حقيقة ناصعة لاغبار عليها فحضور هبة القواس إلى تونس انتظره من اطلع على تجربتها من بين الشغوفين الحقيقيين بصبر جميل. الأستاذ مختار الرصاع مدير مهرجان المدينة كان من باب الإنصاف أول من فكّر في دعوتها إلى تونس بعد أن برز اسمها على أعمدة إحدى الصحف اليومية التونسية كقادمة ثم تبخر حلم الشغوفين بمجيىء هذه المتفرّدة بحلمها الأوبرالي العربي مختار الرصاع برر عدم مجيئها بقوله كانت النية حقيقية لكن تكاليف مجيء هبة القواس باهظة خاصة مع طاقم عازفيها»..إنني أخترعوإذا كان طاقم مهرجان المبدعات العربيات في الدورة التي تنطلق غدا نجح في دعوة هبة القواس فإنّ ذلك يسجّل لصالحه. بل يمكن الجزم أن حضور هبة القواس في هذه الدورة هي بمثابة «المرأة المناسبة في المكان المناسب» ولا يعدّ هذا استنقاصا من شأن أفضل مهرجان ثقافي رمضاني عربي هو مهرجان المدينة إذ أنّ حضور هبة القواس سيكون بدون طاقمها. فمن خلال الورقة الواردة ضمن الملف الصحفي والتي هي عنوان مشاركتها «أبعاد الموسيقى الشرقية العربية» نجد أنّ هذه المساهمة ستكون نظرية تبعا لطبيعة الملتقى وستشفع بعرض لموسيقى الفنانة المبدعة هبة قواس بدون حضور طاقمها. النقطة الثانية التي تدعّم تمشينا في الترحيب بحضور هذه المبدعة اللبنانية ذات الأصول السورية هو السيرة الذاتية وكل رصيدها وذلك رغم صغر عمرها الذي لم يتجاوز الثلاثة عقود. ورغم ذلك وضعت تقنية للغناء الأوبرالي بالعربية لم تكن موجودة من قبل. وعندما غنّت أمام الجمهور العربي لاقاها بالاستحسان وقد نالت منذ عامين جائزة أفضل مؤلف موسيقي معاصر في العالم في كراكوف بولونيا وكرّمتها بيروت مطلع عام 2002 بمنحها درع المدينة تقديرا لفنّها. كلّ ذلك تحقّق وهي التي جلست إلى البيانو وعمرها سنتان ونصف لتعزف على السامعين وبإصبعين أغنية معروفة جدا. ومنذ ذلك الحين بدأت حياتها مع الموسيقى والغناء فألفت مقطوعات خاصة بها وهي لم تتجاوز الأربع سنوات وعندما كانت تسأل عن هذه الموسيقى كانت تجيب إنّني أخترع.