كانت الساعة تشير الى الثالثة بعد الظهر لما وقفنا بباب السينما أي قبل ساعة من بدء العرض... وكان التاريخ يوم السبت الذي يعتبر من أكثر الأيام اقبالا على قاعات السينما. انطلقنا من قاعة البالاص الواقعة في الشارع الرئيسي بالعاصمة، ثم تحولنا الى قاعة "أ.ب.س" في نهج ابن خلدون ومن بعدها توقفنا في بهو قاعة المونديال هاني جوهرية... في قاعة البالاص كان الفيلم المبرمج "الرغبة" وفي "أ.ب.س" كان الفيلم لمحمد هنيدي "صاحب صاحبه" أما المونديال فقد اختارت "شوشو" فيلم جزائري فرنسي... جمهور "الكوبلوات" كان الجمهور الواقف، والمتجول احيانا في بهوي "البالاص" و"أ.ب.س" لا يتجاوز العشرين نفرا... أما "المونديال هاني جوهرية" فلم يبدأ الاقبال عليها وباعداد قليلة جدا الا نصف ساعة فقط قبل بدء العرض... وكان أغلب الجمهور في بهو القاعات الثلاث أزواجا او كوبلوات (!)... ويبدو من ملامحه ومظهره من القادمين من الأحياء الشعبية ويرفض في أغلبه أيضا الحديث الينا وخصوصا التصوير والسبب كما يبدو واضحا فهم أزواج، والصورة قد تكشف الواحد منهم، والواحدة بالخصوص وتعرضه للعقاب الشديد... بعض الشبان فقط من الجنس الذكر، قبلوا الحديث الينا، ومنهم من رفض التصوير... لماذا يأتون الى السينما، وكيف وهل ان ارتيادهم للقاعات منتظم؟ أسئلة طرحناها على من وافق على الحديث وبالحاح في بعض الحالات... معز العجيلي (طالب وأعزب) اذهب الى السينما في أوقات الفراغ وبمعدل مرة في الاسبوع في بعض الأحيان... اختار الفيلم وهدفي بالأساس الترفيه والتثقيف. محمد العويني (عامل وأعزب) علاقتي بالقاعات بدأت منذ أربع سنوات وأذهب الى السينما بمعدل مرتين في الأسبوع احيانا... كل فيلم جديد لابد ان اشاهده... وآخر فيلم شاهدته "أمير الظلام" لعادل امام(!)... أما أول فيلم شاهدته في القاعات فكان "الآخر" ليوسف شاهين (!)... اذهب الى السينما للترفيه. عماد الظفلاوي (عامل ومتزوج) منذ عشر سنوات تقريبا اذهب الى السينما بمعدل مرتين في الاسبوع وأحيانا أشاهد الفيلم الواحد اربع مرات... أعشق السينما وخصوصا المصرية والكوميدية... شاهدت فيلم "المصير" ليوسف شاهين أربع أو خمس مرات... اذهب الى السينما للترفيه. أحمد الجديدي (تلميذ) اذهب الى السينما عندما اسمع ان هناك فيلما جديدا... وآخر عمل شاهدته "أفريكانو" آتي في العادة مع صديقي... والسينما في نظري ترفيهية... لم يعرضوا علينا في المدرسة ولو مرة واحدة الذهاب الى السينما... سفيان بن فرج (تلميذ) اذهب الى السينما مع زملائي في المدرسة... وهدفي هو الترفيه وخصوصا بعد انتهاء الدروس وشعوري بنوع من التوتر النفسي... في المدرسة لا يعرضون علينا الذهاب الى السينما... أول فيلم شاهدته في قاعة سينما كان "بوكيمون" على ما أظن. يوسف القرجاجي (عامل وأعزب) هذه أول مرة أدخل فيها الى قاعة سينما... وسبب ذلك انشغالي الدائم بالعمل... جئت لمشاهدة فيلم "صاحب صاحبه" لأنني سمعت عنه، وغرضي من الفيلم هو الترفيه وخصوصا الضحك... ماذا نستنتج نلاحظ من خلال هذه الاعترافات ان هناك من يذهب الى السينما لأول مرة (!)... وأن أغلب الوافدين على القاعات غايتهم الترفيه فقط (!) وأن جلهم من الشباب... كما أن المدرسة وخصوصا بالنسبة للتلاميذ، لا تولي أي اهتمام للسينما بحيث لا تعرض على التلميذ ولو فكرة الذهاب الى السينما في الوقت الذي تسعى فيه وزارة التربية والتكوين الى ادراج السينما ضمن الانشطة الثقافية للتلميذ،،، كما خصصت وزارة التعليم العالي شعبة خاصة لتدريس الوسائل السمعية البصرية والمولتيميديا.