صدّقوا او لا تصدّقوا هناك من يدخل الى القاعة دون معرفة اسم الفيلم الذي جاء من اجله! وهناك من يطالب بارجاع تذكرته، ربع ساعة فقط بعد انطلاق العرض، لان الفيلم ليس فيه مطاردات بوليسية! وهناك من يرفض الدخول الى القاعة لأنه لم يجد فيها بلكون. كل هذه »الغرائب« و»العجائب« تعترض السيد محمد المبروك مديرقاعة المونديال هاني جوهرية بالعاصمة يوميا... التقيناه صبيحة الاحد بعد اهم يوم في الاسبوع يمكن ان يستقطب اكبر عدد ممكن من الجمهور.كيف كان الاقبال عشية ومساء السبت؟ عادي كما يحدث في كل نهايات الاسابيع... سجلنا 127 متفرجا في ثلاثة حصص اي اقل من 10 من العدد الجملي للمقاعد المتوفرة في القاعة.وماذا عن الايام العادية إذن؟ نكون محظوظين اذا سجلنا عشر متفرجين فقط في الحصص الليلية بالخصوص... اذ يحدث احيانا بل غالبا ان نلغي العرض بسبب عدم توفر الحد الادنى لتشغيل القاعة. ولماذا هذا التدني المريع في عدد الجمهور؟ الاسباب كثيرة، وكثيرة وأود ان اذكر اولا وبالمناسبة، افتقار نهج ابن خلدون حيث توجد قاعة المونديال و»أب.س« ودار الثقافة المغاربية ابن خلدون الى الإنارة العمومية... واظن ان هذا المشهد لا يليق بشارع يعتبر الشارع الثقافي النموذجي في العاصمة خصوصا واننا على ابواب ايام قرطاج المسرحية... ثانيا غياب التنشيط في العاصمة رغم الجهد الذي بذلته الدولة من اجل تحديث الشارع الرئيسي. ثالثا غياب مآوى السيارات. رابعا النقص في عدد الفضاءات الترفيهية على غرار ما هو موجود في منطقة البحيرة مثلا. خامسا، غياب التوعية، سواء داخل العائلة او في المدرسة من اجل حث الشاب على الذهاب الى السينما بدل التسكع بين المقاهي... هذا اضافة الى تقصير اصحاب القاعات والموزعين ذاتهم في تسويق المنتوج السينمائي. وماهي الحلول التي تراها ممكنة في رأيك لاستعادة الجمهور الى القاعة؟ بحث كل ما ذكرته بخصوص اسباب تدني عدد الجمهور.. وفي كلمة مختصرة، وكما يقول المثل الشعبي "ولدك على ما ربيته" فاذا نحن ربينا ابناءنا على الذهاب الى السينما نكون قد كوّنا جيلا على الاقل يمكن ان يصبح جمهور السينما في المستقبل.