ذكرت مصادر دبلوماسية أن المسؤولين في الاتحاد الأوروبي الذين سيشاركون في اجتماعات اللجنة الرباعية التي ستعقد في الأممالمتحدة يوم الرابع من الشهر المقبل يعتزمون مطالبة الولاياتالمتحدة تأييدهم مطالبة إسرائيل بضرورة الانسحاب الكامل وإلى الأبد من قطاع غزة وفق ما أعلنه رئيس حكومتها أرييل شارون وعدم نقل المستوطنين اليهود الذين سيتم إجلاءهم من المستعمرات اليهودية هناك إلى الضفة الغربية، وعلاوة على ذلك أن يتم تسليم تلك المستعمرات إلى السلطة الفلسطينية. ويذكر أن عدد هؤلاء المستوطنين يصل إلى 7500 يهودي. وقد ذكرت مصادر أمريكية مطلعة أن الأوروبيين الذين يساورهم القلق والشك بشأن نوايا شارون الحقيقية تجاه خارطة الطريق، سيؤكدون في مطالبهم بأن لا تكون خطة الانسحاب من غزة بديلا لخارطة الطريق التي ترعاها اللجنة الرباعية التي تضم إلى جانب الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة وروسيا والولاياتالمتحدة، بل ينبغي المحافظة على خارطة الطريق باعتبارها «سبيلا لتحقيق حل بدولتين يقوم على التفاوض» بين الكيان الصهيوني والسلطة الفلسطينية. وقال مسؤول أمريكي أن التقارير التي وردت إلى البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية من المنطقة بشأن ردود الفعل العنيفة تجاه التغيير الدراماتيكي في سياسة الولاياتالمتحدة إزاء تسوية الصراع العربي الإسرائيلي بتخلي حكومة الرئيس جورج بوش عن حق العودة للاجئين الفلسطينيين الذي يضمنه قرار الأممالمتحدة 194 والذي كانت الولاياتالمتحدة عبر كافة حكوماتها المتعاقبة تصوت لصالحه في الجمعية العامة للمنظمة الدولية، والإبقاء على النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في الضفة الغربية، قد دفع البيت الأبيض إلى البحث عن سبل لاحتواء رد فعل العرب الغاضب. ومن بين الأفكار المطروحة في هذا المجال أن يقدم الرئيس بوش رسالة ضمانات إلى الفلسطينيين تسلم إلى ملك الأردن عبد الله الثاني، خلال الزيارة التي يتوقع أن يقوم بها إلى واشنطن في أوائل شهر ماي الجاري، وستتضمن الرسالة إعادة التأكيد على تأييد الولاياتالمتحدة إقامة دولة فلسطينية مع نهاية عام 2005 . من جانب آخر أشار نائب وزير الخارجية الأمريكي ريتشارد أرميتاج إلى رغبة الولاياتالمتحدة بأن تقوم مصر بالمحافظة على الأمن على جانبي الحدود مع قطاع غزة وخاصة الشريط الحدودي الذي يربط بين قطاع غزة ومصر المسمى «شريط فيلادلفيا» وقال في شهادة له أمام لجنة الاعتمادات في مجلس النواب الأمريكي يوم أمس الأول الخميس أن واشنطن تأمل أن تحمل مصر على القيام بأعمال الدورية في المنطقة، وأضاف «ان أكبر مشكلة من وجهة نظري هي أن يتدخل أصدقاؤنا المصريون بصورة قوية جدا وبتصميم حول مسالة شريط فيلادلفيا بين غزة ومصر،» ويرى الأمريكيون أن الانسحاب من الشريط سيكمل الانسحاب الإسرائيلي من غزة ويلغي أي ذريعة لهجمات فلسطينية من قطاع غزة ضد الكيان الصهيوني. غير أن الإسرائيليين يفضلون تدريب قوات أمن فلسطينية على مهام حفظ الأمن في المنطقة. وذكرت مصادر مطلعة أن الولاياتالمتحدة بدأت خلال الشهور القليلة الماضية بتدريب عدة مئات من أفراد الأمن الوقائي في قطاع غزة الذي أقامه محمد دحلان. ويترأسه حاليا رشيد أبو شباك، وأن التدريب يتم على دفعات.