العربي سوف تحقق مكاسب اقتصادية اجتماعية للشعوب العربية بخلاف حالة التغيير السياسي لنظم الحكم في الأجل القريب. وأكد الدكتور علي توفيق الصادق، عضو الجمعية العربية للبحوث، أن المكاسب المتوقعة في مصر أكبر من تونس، متوقعا حدوث تدفقات تبلغ نحو 257 مليار دولار خلال الفترة من عام 2013 حتى .2022 بينما توقع عوائد تبلغ 64 مليار دولار على تونس خلال نفس الفترة لافتا إلى ان الربيع العربي سوق يحقق الديمقراطية والنمو ويفتح آفاقا أوسع لتحفيز طاقات الشباب. ولفت إلى أن ثورات الشباب كانت تصبو إلى تحقيق التغيير في الانظمة وتوفير المسكن والملبس والحد من الفساد والفقر فضلا عن تحقيق عدالة اجتماعية وأن تكون لهم فرص عمل ومشاركة حقيقية في تخطيط مستقبلهم إضافة إلى نظم التعليم الملائم لسوق العمل. وقال عبدالفتاح العموص عضو الجمعية إن الأسباب الأساسية لانتفاضات المجتمعات العربية هي الاختلالات الداخلية المتعددة الجوانب فضلا عن تناقص وتآكل مكانة الطبقة الاجتماعية المتوسطة التي تعد بمثابة العمود الفقري للاقتصادات العربية التي أثقلت كاهلها الأنظمة السياسية العربية الاستبدادية الفردية والحزبية والأمنية وانقسمت إلى طبقتين احداهما غنية قليلة العدد وأخرى فقيرة محتاجة كثيرة العدد تعيش ظروفا صعبة وتعاني حرمانا اجتماعيا. وقال إن الطبقات الشبابية المتعلمة التي تمثل نحو 50% من سكان الدول العربية كانت تعاني التهميش وتشكو من البطالة حيث سيصل متوسط حاملي الشهادات الجامعية والثانوية من العاطلين عن العمل إلى نحو 30%. وقال إن أحد أسباب الثورة هو زيادة معدلات الرشوة والمحسوبية والمحاباة، وخاصة لدى الأطياف السياسية والرأسمالية الانتفاعية والتي لا تعمل إلا لصالحها فضلا عن عدم احترام حقوق الإنسان الشرعية. وقال انه كان هناك أسباب خارجية للانتفاضات العربية منها ان معظم الدول العربية لم تتمكن من جني ثمار العولمة.. فالإصلاحات الجذرية التي نادت بها الحكومة العربية بتأثير مباشر من البنك الدولي وصندوق النقد الدولي منذ الثمانينيات ولم تؤد إلى دور فعال، بقيت حبرا على ورق في العديد من الأنشطة القطاعية.