بسم الله الرحمان الرحيم لقد كانت الثورة عنوان تحرر الإنسان في تونس من كل أغلال الخوف والاستكانة التي كرسها الاستبداد لعقود هذا الاستبداد تضررت منه أغلب فئات الشعب من سجون ومناف وتجويع وتفقير وحجم هذا الضرر نرى مظاهره الآن في أشكال عديدة من الاحتجاجات والمطالبات بالحقوق من تشغيل وتحسين الظروف إلى التنمية العادلة والشاملة لكل جهات الجمهورية هذه المطالب مشروعة وما قامت الثورة إلا لتحقيقها وهذا التحقيق على مستوى الإرادة التي عبرت عنها الحكومة واضح هذا الاستبداد مارسه النظام المخلوع بأدوات مختلفة فكان القمع بالبوليس وكان الإفساد في مناهج التعليم والثقافة والإعلام بزرع بؤر التوتر والإقصاء للمخالفين وإغراء المتعاونين وتدجين المؤسسات واحتوائها لتكون خادمة لسلطان الاستبداد ما نلاحظه من تململ في بعض المؤسسات الرافضة لبعض الوزراء مثل وزارة الخارجية والداخلية إلا تعبير عن إرادة رفض الإصلاح لأن هذه المؤسسات استعملت كثيرا من طرف النظام السابق وإداراتها مزروع فيها من الفاسدين الذين تعاملوا مع النظام السابق واستغلوا نفوذهم لخدمة مصالح خاصة على حساب حقوق الشعب إن الإصلاح الذي بدأ به وزير الداخلية وردت الفعل ببث الشريط المفبرك يبين أحد معاول التهديم الذي تستعمله بقايا الاستبداد ضد إرادة الإصلاح إن تحريض بعض فئات الشعب على قطع الطرق وإحراق المرافق العامة والمصانع هو معول آخر للهدم الإعلام المحرض للفتنة وتضخيم بعض التحركات المعزولة وجعلها هي القضية الاساسية على حساب القضايا الهامة هو معول آخر للهدم إن الحرية التي تحققت بفضل هذه الثورة هي داعمة لإرادة البناء وحصار معاول الهدم إن إرادة البناء التي عبرت عنها الحكومة الشرعية لا بد أن تتحول إلى برامج لكل الوزارات وكذلك تشريك أعضاء المجلس التأسيسي باعتبارهم نواب الشعب للقرب من الفئات الشعبية المحرومة والاستماع إليها وإعداد الميزانية السريعة لإعانة العائلات الفقيرة ثم البدا في إنجاز التنمية إن منظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية لا بد أن تشرك في إعداد برامج التنمية من قريب وتساهم في إرساء العقد الاجتماعي الذي يعبر عن التضامن الحقيقي بين كل مكونات المجتمع من أجل تحقيق أهداف الثورة من حرية وكرامة وحقوق مواطنة كاملة إن معاول الهدم ستتحطم أمام إرادة البناء لأن الثورة جاءت للبناء وكل الشعب مستعد للبناء وقد عبر في العديد من المناسبات عن هذه الإرادة وآخرها الانتخابات النزيهة وقد أعطى ثقته لمجموعة من القوى لتحقيق أهداف الثورة ومحاسبتها إن تخلت عن هذه الإرادة