أكد أن أحداً في قيادة حماس لا يستطيع فرض رأيه وان الحركة محصنة من الانشقاق وأنه لم تكن لديها مكاتب بدمشق فلسطين،غزة: أكد الدكتور محمود الزهار أن السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة لم يستشر أحدا من أعضاء المكتب السياسي في قطاع غزة حين ذهب للدوحة ووقع اتفاق المصالحة الأخير مع الرئيس محمود عباس، وقال رغم ذلك ان حركته 'محصنة' من أي انشقاق، وأنه لا يستطيع احد أن يفرض رأيه على الحركة، وقال ان خروج قيادات الحركة من سورية كان بقرار فردي وليس سياسيا. وتطرقت ل'القدس العربي' خلال مقابلة أجريت مع الدكتور الزهار أبرز قادة حماس في غزة وعضو المكتب السياسي إلى عدة ملفات هامة تهم الحركة والوضع الفلسطيني في المرحلة المقبلة، بدأت بملف الخروج من سورية، وسألت كذلك عن خلافات الحركة الداخلية التي فجرها اتفاق الدوحة، وعن إن كانت هناك تغيرات في سياسة الحركة لانتهاج سبيل 'المقاومة الشعبية'، وكذلك عن شكل العلاقة بين حماس ومصر بعد الثورة. وقال الزهار شارحاً كيفية خروج قادة حماس من سورية حين سئل عن عدم الإعلان عن فتح مكاتب للحركة في عواصم عربية لجأ إليها قادة الحركة بعد تركهم سورية بسبب الأحداث الجارية هناك، أن بداية الذهاب إلى سورية كان عن طريق قيادات جرى طردها من الأردن، فغادرت إلى قطر ومن ثم لسورية، إضافة إلى قيادات أخرى طردها الاحتلال من غزة، أو خرجت قسراً إلى مصر ومن ثم السودان، ثم إلى سورية. وأوضح أن تحسن علاقات الحركة مؤخراً بكل من مصر والأردن، دفعت بالكثير من قيادات حماس إلى الإقامة في عواصم تلك الدول، إضافة إلى عودة عدد من قيادات حماس الذين طردهم الاحتلال إلى غزة، مثل الدكتور عماد العملي، الذي قال انه عاد هو وثلاثة آخرين من كوادر حماس. ولفت الزهار إلى أن مصر الآن تسمح بإقامة عدد من قيادات حماس على أراضيها، لكن دون أن يكون هذا التواجد له شكل سياسي عن طريق فتح مكاتب. وخلال تصريحاته كشف القيادي البارز في حركة حماس عن أن قرار خروج قيادات حركة حماس من سورية بمن فيهم خالد مشعل كان ب'قرار فردي وليس بقرار سياسي اتخذته حماس'. وحين سئل عن السبب في عدم فتح حماس مكاتب لها في عواصم عربية مثل الدوحة وعمان والقاهرة، على غرار ما كان عليه الحال في دمشق، أكد الزهار أنه لم يكن لحركة حماس أي مكاتب في سورية، وان تواجدها كان بيوتا لقياداتها هناك، وكان يسمح لهم من قبل النظام بحرية الحركة والنشاط. ويرى أن الطلب الآن من مصر بفتح مكاتب لحماس قبل أن تتم عملية الانتخابات الرئاسية، وتشكل حكومة جديدة 'لن يكون مجديا'، ويشير الى أن هدف حماس ليس فتح مكتب لها، بل 'ممارسة النشاط في إطار قوانين الدولة'. وسألت 'القدس العربي' الدكتور الزهار عن موقف حماس الآن من النظام السوري، فأكد أن موقف الحركة لم يتغير بالمطلق، وأن سياستها تقف على الحياد ما بين الشعب والنظام، على أساس أنه 'الأسلم لنا ولسورية، وللشعب الفلسطيني في المخيمات'، وأضاف 'نحن في سورية ضيوف، ولسنا طرف نزاع'. واستذكر الزهار موقف حركته السابق من الحرب التي دارت بين العراق وإيران، ومن الثورات التي حصلت في تونس ومصر وليبيا، واليمن، التي أكد أنه كان محايداً. وهنا سئل القيادي البارز في حماس إن كانت حركته تخشى أن تطال عناصرها المتبقين في سورية أي عمليات اغتيال على غرار تلك العمليات الأخيرة التي طالت مسؤولين عسكريين فلسطينيين، فقال 'لا نخشى ذلك، لأنه لا يوجد مبرر لأن تتم أي عمليات اغتيال في صفوفنا'. والملف الثاني الذي فتحته 'القدس العربي' والخاص باتفاق الدوحة الأخير الذي وقعه الرئيس عباس مع مشعل، والذي ينص على تولي الأول رئاسة حكومة التوافق، وما أظهره هذا الاتفاق من خلاف في وجهات النظر بين قادة حماس، أبدى الدكتور الزهار استغرابه من الاتفاق، وقال انه 'لم يكن له أي مبرر'. وسئل القيادي في حماس عن سبب عدم مشاركة أي من قادة حماس في قطاع غزة على خلاف العادة بالمشاورات التي تمت قبل توقيع الاتفاق بيوم، وعن عدم مشاركتهم في حفل التوقيع، على الرغم من تواجدهم في القاهرة، هو والدكتور موسى أبو مرزوق، وتواجد إسماعيل هنية رئيس الحكومة المقالة في غزة على بعد دقائق سفر من الدوحة، حيث كان وقتها في العاصمة القطرية المنامة، فكشف الزهار عن أن مشعل 'لم يستشرهم حول الاتفاق'. وكشف بأن مشعل أبلغهم بأنه وقع الاتفاق القاضي بتولي عباس رئاسة الحكومة، كون أن قيادة الحركة كانت تعارض تولي سلام فياض هذه الرئاسة. لكن الزهار الذي كان من أوائل قيادات حماس التي أعلنت معارضتها لاتفاق الدوحة، على اعتبار أنه 'غير دستوري'، قال ان 'القضية لم تكن خلاف على أشخاص (الرئيس عباس، وفياض) بل أن الخلاف كان على مشروع معاكس'. وأشار إلى أن المطلوب الآن هو كيفية تحصين اتفاق الدوحة، من خلال 'الطلب من أبو مازن توفير ضمانات لإجراء الانتخابات في إطار اتفاق القاهرة، على اعتبار أن إعلان الدوحة جزء منه وليس بديلا عنه'. ويرى الزهار أن إمكانية تشكيل حكومة التوافق الجديدة وإجراء الانتخابات مرهون بإمكانية الحصول على ضمانات لإجراء الانتخابات في كل مناطق الضفة الغربية، والقدس، وأثار خلال حديثه عدة تساؤلات شككت في إمكانية إجراء هذه الانتخابات، فقال 'هل نستطيع أن نجري انتخابات في ظل قمع حريات في الضفة، وكيف ستجرى إن كان مرشح الانتخابات سيصبح مرشحا للاعتقالات'. وعادت 'القدس العربي' وسألت الزهار عن إن كان سيرشح نفسه لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس في الانتخابات القادمة، فقال 'ما في حد بيرشح نفسه'، على اعتبار أن مجلس شورى الحركة الذي يجرى انتخابه هو من يقوم بترشيح رئيس المكتب السياسي. ورأى الزهار أن أمر رئاسة حركة حماس ليس هو العقبة، وقال ان الأمر بالنسبة لحركة حماس 'ليس كثيراً مهم'، على اعتبار أن المهم هو تطبيق برنامج الحركة. وأكد أن أحداً في قيادة حماس لا يستطيع أن يفرض رأيه، وقال 'من يفرض سيجد هناك 1000 شخص يقولون له لا يمكنك ذلك'. وأجاب حين سئل عن ما قاله أعضاء المكتب السياسي لحماس لخالد مشعل في اجتماعهم الأخير في القاهرة، بسبب اتفاق الدوحة، بقوله 'هذا شأن داخلي، وليس من الحكمة الحديث عنه'، لكنه أكد على أن حركة حماس 'محصنة من أي انشقاق'. وفي الملف الثالث الذي استفسرت القدس العربي عنه من الدكتور الزهار والخاص بتبني الحركة 'المقاومة الشعبية'، قال 'هناك فهم خاطئ للمقاومة الشعبية'، وتساءل بخصوص هذه المقاومة في مناطق الضفة بقوله 'هل هناك جيش يقاوم الاحتلال'، مجيباً بلا، وقال 'إذن أدوات المقاومة من الممكن أن تكون العمليات الاستشهادية، وإطلاق الرصاص على الاحتلال، وكذلك ممكن مقاومة الاحتلال بالمسيرات الجماهيرية'. وأكد أن فهم حماس للمقاومة الشعبية لا يعني أنها 'مقاومة سلمية'، وكان الزهار يرد على سؤال حول إن كانت حماس غيرت من استراتيجيتها في المرحلة المقبلة، وتبنت ذات النهج السياسي للرئيس عباس. وفي ملف العلاقة بين حماس ومصر بعد الثورة، قال أن هناك تحسنا كبيرا في العلاقة، وأن الأمر يظهر من خلال فتح معبر رفح البري، والسماح لوفود التضامن بإيصال مواد مساعدات كان النظام السابق يمنع دخولها للقطاع، لكن الزهار أكد على أنه ليس مطلوبا من مصر أن تأخذ قرارات استراتيجية في هذه المرحلة، مشيراً إلى أن شكل العلاقة سيتضح أكثر بعد شهرين، أي عقب إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة.