أعلن الناطق باسم الموفد الدولي والعربي إلى سوريا، كوفي عنان، أن دمشق قبلت خطة "النقاط الست" الرامية لوقف العنف بالبلاد، مشدداً على أهمية الالتزام بها وتطبيقها، وذلك بالتزامن مع الكشف عن زيارة "تفقدية" أجراها الرئيس بشار الأسد إلى حي بابا عمرو الذي شهد قتالاً عنيفاً استمر لأسابيع بمدينة حمص، بينما استمر سقوط القتلى الثلاثاء، بحصيلة أولية وصلت إلى 12 قتيلاً.وقال أحمد فوزي، الناطق باسم عنان في بيان صادر من بكين إن الحكومة السورية أرسلت رداً مكتوباً إلى الموفد الدولي أعلنت فيها موافقتها على خطة النقاط الست التي دعمها مجلس الأمن. وأشار البيان إلى أن عنان دعا الحكومة السوري إلى أن تضع التزاماتها موضع التطبيق الفوري، مضيفاً أن رسالة دمشق "خطوة أولية مهمة لوقف العنف وسفك الدماء وتأمين المساعدات للذين يعانون (جراء الأحداث) وتأمين البيئة المناسبة للحوار السياسي الذي يمكن له تحقيق التطلعات المشروعة للشعب السوري." وشدد عنان على ضرورة تطبيق الخطة "ليس من اجل الشعب السوري العالق وسط هذه المأساة فحسب، بل من أجل المنطقة والمجتمع الدولي برمته أيضاً." ولفت البيان إلى أنه بمجرد تحرك الحكومة السورية للوفاء بتعهداتها سيقوم أمام بتحرك عاجل للعمل مع كافة الأطراف من أجل ضمان تطبيق الخطة على كافة الصعد، وأعرب عنان أيضاً عن امتنانه للدعم الكبير الذي حصل عليه في مهمته، متمنياً على الدول المؤثرة دعم هذه التطور الحاصل والمساعدة على ضمان التطبيق الكامل. وكان عنان، الموفد المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة، قد وصل إلى بكين، التي تربطها علاقات تحالف مع دمشق، لمواصلة العمل من أجل التوصل إلى حلول توقف العنف في البلاد. ومن المقرر أن يجتمع عنان مع وزير الخارجية الصيني، بينما قالت وكالة الأنباء الصينية الرسمية إن بكين تدعم جهود عنان وتتمنى مناقشة حلول سياسية للأزمة السورية." ويطرح عنان في بكين، نقاطه الست الخاصة بوقف العنف، والتي سبق له طرحها في موسكو، وتعتمد على وقف إطلاق النار وإطلاق عجلة الحوار بين جميع الأطراف. ويزور عنان العاصمة الصينية بعد تصريحات أدلى بها حول الأزمة في سوريا، قال خلالها إنه من غير المسموح "استمرار الوضع الراهن دون نهاية،" وإن كان قد امتنع عن تحديد جدول زمني لذلك. غير أن المبعوث الدولي اعتبر أن التغيير في سوريا "حتمي" وقال: "كما قلت للأطراف على الأرض، لا يمكن مقاومة رياح التغيير العاصفة، يجب أن يقبلوا بها ويجب أن تحصل الإصلاحات وهذا هو السبيل الوحيد للتعامل مع الأزمة." 12 قتيلاً في سوريا والأسد بباباعمرو قالت مصادر المعارضة السورية إن 12 شخصاً قتلوا في سوريا الثلاثاء، في سياق الحملة المستمرة للنظام بمواجهة الاحتجاجات المناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد، الذي وصل إلى حي بابا عمرو بمدينة حمص، والذي دمر بعد معارك استمرت لأسابيع بين الجيش السوري وعناصر منشقة في زيارة "تفقدية." وقالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن 12 شخصاً قتلوا في سوريا الثلاثاء، بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان وجنديان منشقان، وتوزع القتلى على حمص وإدلب ودير الزور. ميدانياً، قالت منظمة "أفاز" الدولية لحقوق الإنسان إن السلطات السورية اعتقلت الناشط جاسم خالد دياب، الذي قالت إنه أسهم بدور بارز في إجلاء الصحافيين الأجانب الذين أصيبوا أثناء قصف حي بابا عمرو في حمص، كما كان له مساهمة واضحة في إدخال المساعدات ونقل المصابين. وفي لبنان، نفت وكالة الأنباء الرسمية الأنباء حول "توغل" القوات السورية في منطقة "مشاريع القاع" للاشتباك مع معارضين، وأضافت أن فوج الحدود البرية التابع للجيش اللبناني ينفذ انتشارا واسعا على طول الحدود مع سوريا، غير أنه أشارت لإصابة شخص لبناني "برصاص طائش" من الجهة السورية نتيجة الاشتباكات التي تدور هناك.
