جددت تونس التأكيد على أنها لن تكشف عن القوائم السوداء لأعضاء "البوليس السياسي" التابع لنظام الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي، نظرا لأن من شأن ذلك أن يؤدي ل"فتنة اجتماعية". وحسب لطفي زيتون المستشار السياسي برتبة وزير لدى رئاسة الحكومة فإن "الكشف عن أسماء المخبرين والناشطين في البوليس السياسي في ظل النظام القمعي لبن علي سيؤدي إلى كشف أعراض الناس، وسيؤذي الكثير من العائلات التونسية التي لا ذنب لها فيما حصل من تجاوزات". وأوضح زيتون أن "بن علي كان يتدخل في الحياة الخاصة للمواطنين والمعارضين والنشطاء السياسيين والحقوقيين ويصورهم في غرف النوم". وكان هذا الجهاز سيئ الصيت في تونس وجهاز أمن الدولة قد حلا في مارس/آذار 2011 بعد شهرين من سقوط نظام بن علي وهروبه إلى السعودية في 14 يناير/كانون الثاني من نفس العام. غير أن سياسيين من الأحزاب المعارضة ونشطاء حقوقيين صرحوا مرارا بأن هواتفهم المحمولة مازالت تحت المراقبة. وتدعو منظمات من المجتمع المدني وبينها منظمة "حرية وإنصاف" والرابطة التونسية لحقوق الإنسان والفرع التونسي لمنظمة العفو الدولية إلى الكشف عن سجلات البوليس السياسي والقوائم السوداء للناشطين فيه حتى يخضعوا للمحاسبة. وقال زيتون إن موقف وزير الداخلية التونسي علي العريض الرافض لفتح تلك الملفات يعد قرارا "رصينا" لأنه جنب البلاد اضطرابات اجتماعية. ولا يعرف تحديدا عدد العاملين لدى البوليس السياسي، لكن حزبيين معارضين لنظام بن علي يقولون إن عددهم يقدر بالآلاف، وهم "منتشرون في كل القطاعات، بما في ذلك القطاع الإعلامي". وتطالب نقابة الصحفيين التونسيين الحكومة المؤقتة بالكشف عن قائمة الصحفيين من البوليس السياسي إذا كانت بالفعل تريد "إصلاح الإعلام".