حالة من السباق المحموم بين فرقاء الوطن ، العسكر والحكومة والقوى السياسية والائتلافات الشبابية وغالبية الشعب وبالتالي أيضاً فلول أو بقايا النظام ، وعلى خط التماس الإقليمي بعض دول الجوار فضلاً عن الكيان الصهيوني ، الكل بلا استثناء يحاول إنتاج نفسه بصور متنوعة ، منها الأصلي ومنها المكرر والباهت ،العسكري ... يصر على انتزاع استحقاقاته السلطوية والاقتصادية ويريد التقدم إلى الأمام لاستحقاقات سياسية أو بالأدق سيادية ، فتورط في مشاغبات واعتداءات بل ودماء وأرواح ، دائماً ما يضع العصا في العجلة ليكون التباطؤ هو سيد الموقف ، تباطؤ المحاكمات ورد المظالم و حل الأزمات المفتعلة فضلاً عن نقل السلطة تباطؤ مثير للشك والريبة ، ما أفقده الجزء الأكبر من رصيده لدى عموم المصرين " دون خلط المجلس العسكري ليس هو الجيش بل يعتبرهم البعض أنهم من بقايا النظام وفلول "، الحكومة ... شاءت أم أبت هي جزء من الماضي من النظام السابق في الأشخاص والأفكار والأنماط ، لا تملك مهارات أو قدرات مضافة ، فما زال الالتفاف والالتواء واللف والدوران تصدير الأزمات وتصفير الموازنات هو النمط الوحيد الذي مارسوه وأتقنوه ولا يعرفون غيره ، ومازال بقاياهم وأذرعهم الآثمة تعبث أو تترك العبث يتمدد في كل مفاصل الوطن القوى السياسية ... انتقلت إلى ما بعد الثورة مستدعية معها كل موروثات الماضي السحيق ، ثقافة الاشتباك لا الحوار ، التشكيك لا الثقة ، الاكتساح لا المشاركة ، تمزيق الملابس لا صناعتها ! تتقدم خطوة وتتراجع أميال ، لا توجد رؤية واضحة ولا إستراتيجية معلنة بل نظام العمل بالقطعة ورد الفعل ، بعضها يحاول النهوض والبعض الآخر أتقن القعود والجمود ، بعضها يحاول التقدم وبعضها يراهن على إفشال الجميع ليكونون في الفشل سواء ، الائتلافات الشبابية ... ما زالت تعاني الانحياز لمن يدعم ويمول ويكتب ويصور ، الآن في مربع وغداً في مربع آخر لا رأي ولا رؤية لكن العناد والرفض هو سيد الموقف ، بل بكل آسف انتقل بعضهم من مربعات المعارضة الديمقراطية لمربعات غير أخلاقية حيث السباب والألفاظ والحركات غير الحضارية ولا الأخلاقية ، غالبية الشعب ... مشغول بلقمة العيش في أجواء من الفوضى والعشوائية وغياب الدولة والقانون ، عموم الشعب شعاره "اللهم أدمها فوضى وأحفظها من النظام" لا يوجد التزام ولا احترام لأي شئ حتى النفس ، تجاوز ومخالفات السير والمرور والمباني والنظافة والكهرباء ونظم العمل وخدمة الجماهير ، اعتداء على كل شئ ، ومخالفة لكل شئ لا رقيب من خلق أو ضمير أو حس وطني – الغالبية ليس الكل – ،على الخطوط الفاصلة وفي المناطق الفارغة تتمدد بقايا النظام الساقط بكل ألوانه وأشكاله وأدواته ، في محاولة جادة للانقضاض على الثورة وإعادة إنتاج النظام ولو بصور متعددة أملاً في تجميد المحاكمات القائمة وعدم فتح الملفات المغلقة خلاصة الطرح ...الواقع يؤشر أن الثورة أصابها عطب في محركات القوة الأساسية وبالتالي هي ترجع للخلف ، ولا بديل عن إعادة الإنتاج الثوري مرة أخرى وبسرعة ، إنتاج ثوري يتعلم من عثرات الماضي القريب ، إنتاج آمر لا عاجز ولا مطالب ولا سائل ، إنتاج يطهر فوراً وينفذ فوراً وينجز فوراً .. هكذا تكون الثورات ، لأن التاريخ لا يعرف ولا يعترف بأنصاف أو أرباع الثورات . ---------------------------------- كاتب مصري*