الأسبوع القادم.. حفل بباريس لإعلان انضمام تونس إلى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية - كشف وزير الاستثمار والتعاون الدولي السيد رياض بالطيب انه التقى نخبة من كبار المسؤولين في عشرات المؤسسات التونسية والعربية والدولية وقد أعربوا جميعا عن استعدادهم لاستثمار أموال هائلة في عدة جهات وفي مختلف القطاعات "بما من شانه أن يساهم في إحداث عشرات آلاف موارد الرزق ومواطن الشغل الدائمة.." وأوضح الوزير انه التقى مؤخرا بالخصوص عروضا من عدد من الدول الآسيوية مثل ماليزيا والصين وتركيا واليابان وقد أعربت عن حرصها على انجاز مشاريع عملاقة في عدة جهات من البلاد بما في ذلك في الجهات الداخلية من بينها مشاريع لصناعة السيارات يمكن أن يوفر كل منها عشرات آلاف مواطن الشغل المباشرة وغير المباشرة ..على غرار مصنع سيارات «رونو « الذي أنجزته الشركة مؤخرا في طنجة المغربية واحدث أكثر من 30 ألف وظيفة ومورد رزق.. الاعتصامات والإخلال بالأمن رياض بالطيب سجل أن الإخلال بالأمن والاضطرابات العشوائية والاعتصامات المفتعلة والانتهاكات للقانون ..من بين العوامل التي تجعل المستثمر التونسي والعربي والأجنبي «يؤجل» موعد المغامرة باستثمار أمواله في تونس ..لان رأس المال جبان ويشترط حدا أدنى من الضمانات الأمنية والاستقرار الاجتماعي ولا يقبل الفوضى او حالات الاعتداءات التي سجلت في الاشهر الاولى بعد الثورة خاصة ضد بعض رجال الاعمال التونسيين والعرب والأجانب ..» في زغوان في هذا السياق كشف وزير الاستثمار والتعاون الدولي ل«الصباح» ان كثيرا من رجال الاعمال الاتراك والصينيين والأوروبيين والعرب والآسيويين زاروا مناطق داخلية للبلاد مثل القصرين وسيدي بوزيد وقفصة وجهات فقيرة فيها فرص استثمار صناعي مثل زغوان والفحص وحمام الزريبة لكنهم ترددوا في الإعلان عن استثماراتهم الان بسبب بعض الاضطرابات الاجتماعية والاعتصامات والاعتدءات على حرية تنقل المسافرين في الطرقات والسكك الحديدية .. في هذا السياق اورد السيد رياض بالطيب خلال حواره مع «الصباح» ان احد المستثمرين الأوروبيين في قطاع مكونات صنع السيارات زار ولاية زغوان بنية توسيع مشروع فاستقبل بإضراب غير شرعي دام 3 ساعات لأسباب « سياسية « ..فقرر العدول عن توسيع مشروعه وطلب من مؤسسته الام في فرنسا تخفيض وارداتها من قطع الغيار المصنعة في تونس بنسبة 50 بالمائة ..بحجة ان مصانع السيارات لا تخزن قطع الغيار وكل اضطرابات في تونس يمكن ان تتسبب لها في خسائر فادحة .. وقد اعلمنا هذا المستثمر ان «اي اضراب سيضر بصفقاته القادمة مع تونس ..وان «اي دقيقة تاخير تعني خسائر ب50 الف اورو في قطاع مكونات السيارات خاصة ان الشركات تعمل دون احتياطي».. الأسبوع القادم في باريس لكن وزير الاستثمار والتعاون الدولي بدا متفائلا جدا بانفتاح القطاعين العام والخاص في غالبية الدول العربية والإسلامية والأوروبية والغربية والإفريقية على «تطوير الاستثمار المشترك في تونس».. وفي خطوة غير مسبوقة تقرر ان توقع تونس الأسبوع القادم في باريس بحضور رئيس وزراء تركيا اتفاقية الانضمام الى منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية الدولية»OCDE» .. وسيكون المؤتمر برئاسة رجب الطيب اوردغان الذي ستتولى بلاده الرئاسة الدورية للمنظمة .. وسيفتح الالتحاق بهذه المنظمة أبوابا شاسعة للتنمية في تونس لأنها منظمة دولية مكونة من مجموعه من البلدان المتقدمة التي تقبل مبادئ الديمقراطية التمثيلية واقتصاد السوق الحر. نشأت في سنة 1948 عن منظمة التعاون الاقتصادي الأوروبي .. وقد أصبحت تركيا منذ مدة القوة الاقتصادية الدولية السادسة فيها ..ويمكن ان تصبح تونس فعلا قطبا اقتصاديا إقليميا ودوليا بعد هذا الانضمام الذي سيعطينا امتيازات وسيحسن تصنيفنا دوليا .. أزمتا شفافية واستقرار وماذا عن ازمتي الشفافية وغياب الاستقرار الاجتماعي وتشكيات مئات المستثمرين التونسيين والأجانب من البيروقراطية و تعقيد الإجراءات ؟ رياض بالطيب علق على تساؤلنا قائلا :» رئيس الحكومة حمادي الجبالي شخصيا بصدد الإشراف على سلسلة من الاجتماعات الوزارية واللقاءات لتحسين فرص الاستثمار الجديدة ..لان معالجة معضلة مئات الآلاف من العاطلين عن العمل تستوجب أساسا « عقلنة الاستثمار»..والفرص كثيرة جدا ورؤوس الأموال التونسية والعربية والإسلامية والدولية تنتظر بدء مشاريع عملاقة وطموحة ببلادنا ..من بينها مشاريع كبيرة في قطاعات الزراعة والصناعات الغذائية وأخرى في السياحة وفي الصناعات الالكترونية ومكونات السيارات والطائرات.. منتدى قرطاج للاستثمار واعتبر الوزير أن « منتدى قرطاج للاستثمار الذي سينظم بحضور قرابة 2000 رجل أعمال الشهر القادم سيوفر فرصة للاستماع لمشاغل المستثمرين التونسيين والعرب والأجانب ..وستعرض الحكومة بالمناسبة بصفة مفصلة على أصحاب رؤوس الأموال الوطنية والدولية المشاريع التي تنتظرهم فورا في تونس ..وسنعالج مشاكلهم .. وقد بدأنا في تبسيط الإجراءات الإدارية والقمرقية ..وفتحنا 5 مكاتب جديدة لتنمية الاستثمارات (في تركيا وماليزيا والخليج وأوروبا الشمالية وكندا).. ونقوم بتحركات خاصة لتطوير الاستثمار وفرص الشراكة الاقتصادية والسياحية وفي مجال تبادل اليد العاملة مع الشقيقتين ليبيا والجزائر ..وأحدثنا في هذا السياق مكتبا لوكالة التعاون الفني في ليبيا .. مجموعات صينية للاستثمار وماذا عن حظوظ الجنوب والجهات الداخلية في الاستثمارات الكبرى القادمة وفي فرص التشغيل ؟ رياض بالطيب رد على سؤالنا قائلا :» ان العديد من اكبر الشركات في العالم اتصلت بنا لتستثمر بما فيها إحدى اكبر الشركات الدولية والصينية في قطاع النقل الحديدي وصنع القطارات وتطوير البنية التحتية ..وهذه الشركة لها شركاء دوليون بارزون من بينهم مؤسسة تركية دولية عملاقة .. وهذه الشركات عرضت علينا الاستثمار عبر نظامي التمويل الميسر و الشراكة «بعد بدء التشغيل وفق نظام اللزمةّ».. كما عرضت علينا شركات صينية حكومية مشروعا ضخما لتطهير السيجومي وانجاز القطار السريع المغاربي من حدود الجزائر غربا ( في انتظار فتح الحدود المغلقة ) الى حدود ليبيا ومصر.. ومشروعا لانجاز مترو صفاقس وأجزاء جديدة في الطريق السريعة.. الى جانب مضاعفة السكة الحديدة في بعض الاجزاء.. وقد استقبلنا مؤخرا وفدا تركيا من 16 مجموعة اقتصادية عملاقة بينها اكبر شركة في الإنتاج الفلاحي والصناعات الغذائية..فضلا عن مؤسسات خليجية بالجملة .. تجاوب الصناديق العربية ما هي آفاق تطوير الشراكة المالية والاقتصادية مع الدول العربية والإسلامية ومع صناديق التنمية العملاقة فيها ؟ وزير الاستثمار والتعاون الدولي أورد في تعقيبه على هذا السؤال أن تونس تحصلت إلى حد الآن على تمويلات هائلة من صناديق التنمية العربية والإسلامية والإفريقية والأوروبية ..كما سيتشهد موقع تونس مع بنك التعمير الأوروبي والبنك الأوروبي للاستثمار والبنك الإسلامي للتنمية في جدة وصندوق التنمية العربي في الكويت تطورا نوعيا ..فضلا عن التعهدات التي قدمتها قطر والسعودية وعدة دول عربية وإسلامية لتونس بمناسبة اجتماعات محافظي البنوك المركزية ووزراء المالية في الدول العربية والإسلامية والدولية.. في نفس الوقت بدأت الولاياتالمتحدة واليابان ودول عديدة مثل كندا تطور شراكتها المالية والاقتصادية مع تونس قولا وفعلا ..وستتحسن الأوضاع أفضل خلال المرحل القادمة إن شاء الله ..ونأمل أن يعمل الجميع على توفير المناخ الملائم لتسريع نسق الاستثمار الأجنبي في بلادنا .. "الصباح"