[لم لا يتمّ تأنيث اختصاص طب النساء... يا وزارة الصحة العمومية فحال الرجال يقبل العزاء؟ فيصل البوكاري]لقد راهن بن علي قبل ثورة 14 جانفي 2011 على الشباب والمرأة. أما الشباب فعلى الرغم من انحلاله الأخلاقي والسبب يعود للسياسة المتوخاة من قبل النظام الفاسد للعهد البائد آنذاك. إلا أنه ساهم بقسط كبير في سقوط بن علي والإطاحة بنظامه. وأما المرأة فقد استطاعت بفضل ما تتمتع به من إرادة وعزيمة باسلتين أن تسهم هي أيضا في المنظومة الاقتصادية ومنافسة أخيها الرجل في عدّة مجالات. والغريب في الأمر وما يدهشنا أيضا هو كيف استطاعت المرأة أن توفّق بين العمل داخل وخارج البيت؟ وهل أن المرأة العاملة التي تخرج إلى العمل صباحا ثم تعود إلى بيتها مساء بإمكانها أن تقوم برعاية زوجها في المقام الأول ثم تعمل على تربية أبنائها تربية سليمة في المقام الثاني لأن طفل اليوم هو ذاته رجل الغد. وصدق الشاعر أحمد شوقي حين قال : الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق إنني لا ألوم المرأة على كونها تعمل وتقوم بعمل إضافي وجبار أيضا لا يستطيع حتى الرجل القيام به. فمغريات ومقتضيات الحياة العصرية تدعوانها للتضحية براحتها وبالتالي إخلالها للجانب التربوي لتربية الأبناء، وما نشاهده من تفسخ وانحلال في معاهدنا وجامعاتنا لأقوى دليل على صدق ما نقول. إن نجاح المرأة في جميع الميادين والمجالات جعلني أتساءل لماذا لا يتمّ الاستغناء نهائيا عن الرجل في قطاع الصحة وبالتحديد في اختصاص توليد النساء؟ فحتى في زمن فرعون الذي ادّعى الربوبية كان يستعمل القوابل للتوليد. فما بالنا ونحن مسلمون والإسلام يستنكر هذا التخصص. فالرسول صلى الله عليه وسلم قال : «ما اختلى رجل بامرأة إلا وثالثهما الشيطان». كما اعتبر الرجل الذي لا يغار على أنثاه ديوث وقال سيد المرسلين أن الديوث لا يشمّ رائحة الجنة. قد تقولون الضرورات تبيح المحظورات والطبيب محلف أيضا. ولكن في يوم الناس هذا لم يعد من الضروري أن يتخصص مطلقا الرجل في طب التوليد، فالمرأة كما تعلمون أثبتت جدارتها في جل الميادين ولا تعوزها الكفاءة والخبرة في مثل هذا القطاع الحساس. لذلك أدعو وزارة الصحة العمومية أن تعيد النظر مجددا بشأن تأنيث اختصاص طب النساء حتى تعود للتونسي رجولته ونخوته، ونحفظ بذلك حياء المرأة من الزوال الذي بدأ يتلاشى من حين لآخر. فيصل البوكاري تونس