يدوّن الإنسان في كلّ مراحل تواجده على البسيطة ما يجدّ في حياته رسوما وكتابات ومنحوتات وبكافّة مظاهر التّعبير ومنها اللّفظيّة ، فيدرج في لغته مفردات تحيينيّة لمعيشه قد يصير بعضها شائع الإستعمال ويثري زاده الثّقافي... (خرطت ) الدّابة خراطا جمحت وجذبت رسنها من يد ممسكها ثم مضت والمرأة جمحت وفجرت فهي خروط وفي حديثه كذب وفي الأمر تهوّر وتطلق في تونس على من تجاوز حدوده مع غيره ... أفضع الأمثلة وأشنعها على الخرط أو " المخرنطانيّة " ما يقدم عليه السّفلة المنتهكون لمقدّسات المسلمين من تجرّؤ على الذّات الإلاهيّة وعلى مقام المصطفى صلّى الله عليه وسلّم وفي الأمر مؤشّران أساسيّان لشخصيّة الفاعل : - قاصر ذهنيّا كلّ من صار كهلا ولم يدرك يقينا وجود الله وامتثل لأوامره وانتهى عن نواهيه ... - متّصف في الوعي واللاّوعي بسوء الأخلاق والوضاعة اللاّمتناهية في تبيان لفقدانه مرجعيّة قيميّة مُثُلِيَّة حقيقيّة تكون له درعا يقيه في اللاّشعور ويجنّبه العدوانيّة على دروع غيره فيموضع شخصيّته تحت رحمة ردّ فعل الآخرين ... يجرم من يتطاول على وطنه فيخونه أو يلحق به أيّ ضرر وبأيّ قدر كان ... فبماذا نصف من يتوق لإعادة مجرمي التّجمع للسّلطة بمسمّيات وأشكال متعدّدة وبإفشاء ووقاحة أحيانا كحضور عبير موسى في قناة تلفزيّة تونسيّة؟ وبماذا نصف من يسعى للفتنة بين التّونسيّين؟ ومن يبثّ سموم الفرقة والإقتتال بين العروش ؟ ومن يريد الإنقلاب على الشرعيّة الثورية والإنتخابية الديمقراطية النزيهة؟ ومن يغلق المصانع والمعامل والمؤسّسات الإقتصاديّة ويضيف آلاف العاطلين الجدد لمن سبقوهم ؟ ومن يتسبّب في رحيل الرّاسميل وتنفير القادمين من المستثمرين والسّواح والمتعاملين في مختلف المجالات؟ تنتهك هيبة وحرمة المدرّسين الجسديّة والمعنويّة داخل المؤسّسات التّربوية وخارجها في اعتداء على آخر معاقل محاسن الأخلاق المجتمعيّة ومرجعيّاتها التّعليمية-التّربوية- الإسلاميّة ... ولا نعجب من متعلّم يفعلها إسوة بوالده... يعاني أول رئيسين منتخبين في قرطاج والقصبة من كلمة " المؤقت " في إعلام مازال نوفمبريّا انتمى إليه الموالون لعصابة بن علي المتخلّقون بكلّ أنواع الرّذيلة ورفضه الوطنيّون الحقيقيّون ... إعلاميّون يرفضون محاسن الأخلاق ، جاهلون بأنّ في احترام المرزوقي والجبالي احترام لتونس داخليّا وخارجيا وللدّيمقراطية ولاختيار الشعب ... وتأصيلا لا يلام فاقدو الشيء ومن شبّ على شيء شاب عليه... يقتحم إعلاميّو القنوات التّلفزيّة المنازل دون إذن ويستبلهون المواطنين محاربين ثورتهم ودينهم ومحاسن أخلاقهم وحاضرهم ومستقبلهم... يتطاول كثيرون على موظّفين عموميّين بالشّتم والعنف المادّي أحيانا ...وينتصب آخرون على الطّريق المعبّد معطّلين حركة المرور وفي تحدّ جليّ للسّلط وللمتجوّلين ... لا يحكم الشّعب نفسه بالفوضى والإعتداء على الغير وتشريع القوّة بدل القانون ولا يفضي التّطاول والتّجاسر على الآخرين أفرادا ومجموعات سوى انتهاك المقدّسات أحيانا و في كلّ الحالات الإضرار بالمصلحة العليا للوطن فالمصالح الفرديّة للأشخاص ... إن ّالمسلم تاجه الحياء وإن لم تستح فافعل ما شئت ...