سيُسْأل كلّ المسلمين عن إخوانهم في بورما ... فما يسلّط عليهم من أبشع ما يمكن أن يُجْرمه إنسان في حقّ بني جنسه : أتغيب كلّ محاسن الأحاسيس عمّن يحرق رضّعا أحياء؟ أيعقل أن يُقَيّدَ إلى الخلف أطفال وصبية ويُلقون في الأودية والأنهار؟ ولن نَشْدَهَ إذًا من قطع الرّؤوس والأطراف والإغتصابات... فبديهي أنّ من فعلها تجرّد من إنسانيّته بل إنّ الحيوانات لولا تسخير الله بعضها طعاما لبعض لما شهدنا أحدها يقتل آخر لاختلافه معه في دين أو لأيّ أمر مجرّد ... تميّز أهل غزة الأحرار وهم المتفرّدون حقيقة بالحرّية بين العرب والمسلمين كعادتهم بحسن إسلامهم وبالشهامة والرجولة وبتداعيهم للجسم المسلم بالسهر والحمّى فانتفضوا صارخين في وجه عالم لا إنساني وهم بين قنابل ورصاص الصّهاينة وعذاب انقطاع الكهرباء وجحيم ندرة الماء صيفا فعلينا إكبار تحريرهم لجزء من أرض فلسطين واهتمامهم لما يصيب إخوانهم وهم في أقسى المعاناة ... وأصدر المجلس العالمي لعلماء المسلمين بيانا تنديديا أقلّ ممّا عليه فعله بكثير : فما قيمة مشائخه وأسماء من فيه ؟ أو ليس المجال لتفعيلها؟ ولم نسمع عن حكومة إسلامية أو جهة رسميّة قامت بواجبها بما يناسب المقام من إجراءات عقابيّة ضدّ المسؤولين في بورما كقطع للعلاقات الديبلوماسية والإقتصادية وطرد للسّفير ومنوال ذلك في الأمم المتّحدة على شكليّة تفاعلها لمصلحة المسلمين ومن تنديدات وبيانات ومواقف صارمة جادّة مؤثّرة ضدّ الفاعلين في العالم من سياسيّين ومنظّمات تدّعي الدّفاع عن حقوق الإنسان...وأين الأحزاب بمختلف مرجعيّاتها الإيديولوجيّة وشعاراتها ؟ نستغرب ونستنكر على الثائرين الصّادقين في تونس ومصر لا مبالاتهم وصمتهم المخجل... أوليسوا مدركين أنهم ثاروا على الظّلم في مطلاقيّته فكيف إذا سُلط على إخوانهم في الدّين بأفضع وأشنع ما عرف التاريخ ؟عليهم أن يتحرّكوا ضدّ المسؤولين ليطردوا ديبلوماسيي بورما ويقطعوا معها كل الروابط ويدفعوا كل الأقطار العربية والإسلامية وغيرها لإتخاذ إجراءات عالمية فورية لوقف المجازر ومعاقبة المجرمين بالتّدخل العسكريّ وبمحاكمتهم في المؤسّسات الجنائيّة ... عن النّبيء صلىّ الله عليه وسلّم أنّه قال " من أصبح والدّنيا أكبر همّه فليس من الله في شيء ومن لم يتّق الله فليس من الله في شيء ومن لم يهتمّ للمسلمين عامّة فليس منهم " ولا نعجب من الغرب الصّهيوني عموما صمته ولا مبالاته وهو عدوّ الإسلام إلى يوم الحساب وما علينا إلا أن ندافع عن أنفسنا ...نحن على حقّ والحقّ تلزمه القوّة ليكون فلْنعِ أنّ علينا الإمتثال لقول الخالق القادر الحكيم العليم في سورة الأنفال َ"وأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ"(61).