انتهى زلزال الانتخاب الرئاسي ولم تنتهي توابعه الارتدادية بعد ، فما زالت أصداء صدمة الهزيمة تتداعي في مربعات عدة ، تساوى فيها بعض شركاء الثورة مع خصوم الثورة، ومازال يعاني البعض حالة نفسية تحتاج إلى تأهيل علمي وعملي يمكنهم من التعايش والقبول بخيار شعب مصر العظيم ، مازالت بعض الأقلام والألسن والفضائيات والصحف وصفحات التواصل الاجتماعي بل والتعليقات على الأخبار والمقالات تعيش هول الصدمة ، صدمة سقوط شفيق أو صدمة نجاح مرسي ، شواهد وتصريحات وتلميحات وضيوف ومناقشات تؤكد وجود فاصل أو خلل زمني يؤشر أنهم خارج سياق الحدث من هول الصدمة ، بعض دعاة الديمقراطية واحترام خيار الصندوق يحتاجون تأهيلاً نفسياً للخروج من المأزق الحادث خوفاً من تدهور الحالة النفسية وانتقالها إلى حالة اكتئاب عام يتمدد حتى يصابوا بحالة من العزلة والوحدة قد تفضي بهم إلى الموت السريري أو الإكلينيكي ، بعض مذيعات الفضائيات توشحن بالسواد ، وكثير من الحوارات استدعت الأوهام والأكاذيب التي روجت أثناء الحملة الانتخابية وفي جميع الحالات تعاني لغة الخطاب ولغة الجسد حالة مرضية تمثل خطورة على حياة هؤلاء بل تقدم أحدهم في الاتجاه المخالف لأدب المصريين وأعرافهم وأقسم أن سينزل التحرير ملط – عريان تماماً - ، أقلام وألسن مازالت مصرة على السير في الاتجاه المعاكس والخطأ ، حالة انتقائية ممقوتة وتربصية بغيضة طالت شخص الرئيس لكونه إخواني ، شكله وهندامه ، أهله وعشيرته ، وبعضها تجاوز حدود اللياقة إلى حدود الأمن القومي باتهام الرجل أنه مدعوم من بعض دول الخليج والكيان الصهيوني والاتحاد الأوربي وأمريكا ، - ما شاء الله رجل اجتمع عليه العالم المختلف دائماً – البعض ينادي بانقلاب عسكري عليه والبعض ينادي بانقلاب سياسي ضده ، لكن في جميع الأحوال أستطاع شعب مصر الثوري والثوري فقط ، أن يفرض إرادته ويمهد بعض الطريق لإقامة دولة ثورته ، وهو ماض في طريقه لن يوقفه احد ، في هذا المربع تقف العديد من القوى الوطنية من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار مروراً بيمين الوسط ، لن تنشغل كثيراً بنشوة الفوز والانتصار لكنها مهمومة أكثر بتحقيق باق المطالب وأهمها في منع عسكرة الدولة والإصرار على مدنيتها برئيس كامل الأهلية كامل الصلاحيات ، شركاء الثورة علمتهم الأيام أن ترك الميدان كان خطيئة ، وان الانشغال بالاستحقاق الانتخابي كان خطيئة ، وأن ترك فراغات يتمدد فيها بقايا النظام كان خطيئة ، شركاء الثورة بعيداً عن نشوة الانتصار تعلموا ألا يفترقوا مهما كانت الأسباب ، وهذا هو المكتسب الأهم. *كاتب مصري