في السياق الطبيعي للمسئولية القومية لمصر الكبيرة القديرة فضلاً عن روابط الأخوة وحقوق الجوار وتصحيحًا لمسار انحرف سنوات طوال جاءت زيارة إسماعيل هنية رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة ،هنية كقائد مقاوم ومسئول سياسي يستقبل ولأول مرة في تاريخ العلاقات المصرية الفلسطينية في القصر الجمهوري وفي ضيافة رئيس الدولة ، المشهد يبدو للبعض طبيعياً للغاية ، ولما لا وكل النظم الحاكمة في العالم تستقبل كل الوفود بغض النظر عن التوافق السياسي أو الفكري أو الأيدلوجي ، القليل جداً يرى أنها كارثة أمنية على المستوى القومي "راجع تصريحات المعارض على طول الخط محمد أبو حامد" ، نعم حاول البعض تعكير الصفو وإرباك المشهد وقطع الطريق وزرع الألغام في طريق التواصل المصري الفلسطيني بالأوهام والأكاذيب التي طرحها بقايا التيار العلماني بجناحيه الليبرالي واليساري "راجع التصريحات والشائعات بالسماح لدخول الفلسطينيين لمصر دون تأشيرة ، توطين الفلسطينيين في سيناء ، بيع أراضي في سيناء لرجال أعمال فلسطينيين .." ، استقبال هنية في القصر الجمهوري يعني حزمة من النتائج والدلالات منها: ** استعادة السيادة المصرية و القرار والثقة، والتجاوب مع الإرادة الشعبية على المستوى المصري والعربي و الإنساني ** عدم الخضوع للإرهاب الفكري والابتزاز السياسي الذي مارسه البعض من خلال الشائعات المكذوبة التي تصب في صالح الكيان الصهيوني فقط ** وقوف مصر الرسمية على مسافة واحدة من الإخوة الفرقاء في فلسطين بعد عقود من الانحياز المخل إلى فتح دون حماس ** انتقال ملف غزة شعباً وحكومة من المربع الأمني المخابراتي إلى المربع الطبيعي "السياسي" ** إدارة مصر للملف الفلسطيني من موقع الكبير الرائد وليس من موقع الصغير التابع كما كان على عهد المخلوع مبارك ** تعديل عقيدة المخابرات المصرية التي رسخها عمر سليمان وكان مفادها "إسرائيل صديق وحماس عدو والإخوان خطر" ** خطوات ايجابية وفاعلة في ملف المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار وفك الحصار عن مليون ونصف المليون من شعب غزة خلاصة الطرح .. مصر تتقدم خطوات جيدة في ملف العلاقات الخارجية خاصة العربية والإفريقية ، وبدا هذا واضحاً في زيارة السعودية وأثيوبيا ، عوداً حميداً يا مصر *كاتب مصري