عاشت مصر الكبيرة القديرة أسيرة لنظام الأقزام نظام الاستبداد والفساد والقمع ، تحولت فيه عبر مؤسساتها الرسمية إلى تابع صغير للمشروع الصهيوأمريكي الذي أصر وما زال على وضع مصر في المربع الوظيفي الوحيد لتكون مصر والمنطقة سوق تجاري للمنتج الأمريكي خاصة السلاح ولتكون ثرواتها والمنطقة المخزون الاستراتيجي لاقتصاد الغرب ولتكون هي ودول الجوار حزام الآمان والضمان لحدود ووجود الكيان الصهيوني ، ظل هذا الوضع عقود طوال ساهمت فيه مصر الرسمية في أسوء كارثة أخلاقية وإنسانية بحصار مليون ونصف المليون من شعب غزة البطل ثم تراجعت لما هو أقسى حين تحولت لشرطي صهيوني بالوكالة يضرب ويعذب ويسجن ويعتقل بل ويقتل أبطال المقاومة الفلسطينية "راجع مقتل الشهيد البطل يوسف أبو زهري في السجون المصرية" ثم كان ما هو أفدح بالتعاون مع الكيان الصهيوني في سلسلة من الحروب العسكرية الآثمة لقتل الأطفال والشيوخ والعجائز أملاً في قطع رأس الحربة للمقاومة الفلسطينية البطلة "حماس" ثم كانت غضبة وثورة شعب مصر العظيم الذي أسقط النظام وعلى الفور عادت مصر الكبيرة القديرة إلى مكانها الطبيعي بعد سنوات من التيه الطويل فكانت الفرحة للأشقاء العرب وكانت الصدمة للكيان الصهيوني الذي شيد صرحه الوهمي على خيط من خيوط العنكبوت – نظام مبارك وأمثاله – متجاهلاً حركة التاريخ وسنن التغيير التي لا تجامل ولا تتبدل ، ثم كانت المواقف والتصريحات المصرية المتتالية بشأن المصالحة الفلسطينية وفتح معبر رفح و الاستقبال الرسمي اللائق بأبطال المقاومة والنضال في القاهرة بيت الأمة العربية والإسلامية ، جاء خالد مشعل ورفاق المقاومة وها هو إسماعيل هنية "أبو العبد" يشرف بزيارة مصر وتشرف به ، ولما لا ومصر هوى القلوب والنفوس وملتقى النضال والجهاد والسياسة والفن والرياضة ، جاءت زيارة هنية في السياق الطبيعي لروابط الإخوة وحقوق الجوار تصحيحاً لمسار انحرف سنوات طوال ثم عاد كثمرة من ثمرات ثورتنا المصرية الرائعة ، جاءت الزيارة كمؤشر لاستعادة القرار والثقة والتجاوب مع الإرادة الشعبية على المستوى المصري والعربي بل والإنساني ، جاءت الزيارة لاستكمال المسئولية القومية تجاه قضايا الأمة العربية والإسلامية خاصة الملف الفلسطيني ، جاءت الزيارة للتحرر من فكر المؤامرة والتقدم بفكر وعمل مرحلة الثورة "نعم نستطيع إذا أردنا نحن لا غيرنا" نعم مصر عادت فعادت معظم المياه العربية إلى مجراها الطبيعي وربما نسمع ونستمتع من جديد بهذا النداء القديم الحبيب "هنا القاهرة ... لنقول عوداً حميدً يا مصر" مدير مركز النهضة للتدريب والتنمية*