يقول صاحب الملك في سورة آل عمران" وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا... (103) وفي سورة النساء " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) وفي سورة الحجرات" مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا (29) لا يبدو أن مجموع المسلمين تامّوا التوافق في كلّ ما تجاوز العقيدة والثوابت الإسلاميةٌ ، ولإن رحمنا القدير العليم بالإختلاف فعلينا الحكمة في الإستظلال جميعنا بالإسلام وإدراك المصلحة المشتركة العليا والعدو الواحد ولنا ما يمكن أن نسمّيه حديث البيت فنتواصل في لقاءات خاصّة في كل أمرنا ونفتح بابنا الموحّد على العالم بنفس الخطاب امتثالا لأمر الله واستجلابا لنصيبنا من الدنيا وقوتنا وعزتنا وواقعنا الموضوعي الوضعي فغيرنا يعاملنا مسلمين وفقط والصهاينة لا يفرّقون بين نهضة وتحرير وسلفية ... فغباء فضيع ما تشهده تونس أحيانا في مواقع مختلفة من نوايا وإفصاحات وتصرفات لأصابع اليد الواحدة ...وقصور ذهني سنحاسب عليه يوم الدين ووباله علينا في الحياة الأولى يطال أيامنا وليالينا ، سياساتنا واقتصادنا واجتماعياتنا وثقافتنا وحتى في تربيتنا وتعليمنا لأطفالنا ... فرق وأحزاب على مسؤوليها المركزيين التواصل الدؤوب دون كلل أو طلب للقعود لضبط غايات وبرامج ومناهج العمل والأدوار وما يسمح به من خلافات بين القياديين والقواعد ظاهرية للإعلام لا تمسّ الجوهر وليخدش اللّحاء فلا ضرر من ذلك ... فليع إخواننا من غير النهضة أن المشروع الإسلامي كعربة فرض عين أن تسير ولا يهم من يكون سائقا فالجميع بنيّة واحدة صادقة مخلصة العزم لله فبقدر تقدمها فلاح كل من فيها ومتى حادت عن المسار السليم لحقت الأضرار بمن حوته ... فمتى خالف غير النهضويين القوانين الوضعية كانت الحيرة بين واجب حزب حاكم وبين أخ يصعب أن تستعمل القوة ضده فتكون اللائمة على الحكومة وإضعاف للطيف السّني بأكمله حاضرا ومستقبلا في الإنتخابات وغيرها ... ونسأل القدير المجيب أن يعي الجميع تبعات الأقوال والأفعال.