يجلس في حانوت ناء أو في مأتم أو في مقهى ريفي جديد أو حلقة من حلقات تحلق أهل الريف قرب بئر أو بيدر أو اعمال سقف بيت جديد"صبة"دالة" يجلس وهو يفرك أكفه مركزا على دعك جلديهما غير عابئ بمن حوله ودفعة واحدة تنهال على الحضور الأسئلة من جنابه: - بكم لحم العلوش؟ - شاهدتم الاحداث الاخيرة بسيدي بوزيد؟ - أنا لا أفضل الخضروات الشتوية فايها أحسن؟ - هل الثلاجات تشتغل عندكم؟؟ ...- الم تسمعوا أنهم يرفعون صور بن علي الهارب في سيدي بوزيد ويتمنون رجوعه؟؟ - الحق في أيامه لم تنقطع الكهرباء أم أن كلامي خاطئ؟ - كل شيء تعفن في ثلاجتنا ألم يحصل عندكم ما حصل عندنا؟ - كثرت اللحى ؟؟ - ذاك النهضاوي كان صبابا في مراكز الأمن ؟ - كم تريد مني يا حوانتي أنا مروح؟ - يخرج صاحب المحل كراس الكريدي ويقول متمتما متى خلصتني ثم يجهر - والله يا سي.......الحسبة ثقلت وربنا يهديك قبل كل مرة نطلبك تقل لي لما تجيك الماندة "الحوالة" وتو؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ يضحك الجمع ويقولون :"ياحسرة منين كان يفرني ويصرف والله كان أحسن من باي في زمانو " - يهتز وهو يستعد للمغادرة: ومازلت وتو تشوفو نهارات النهضة قليلة. يغادرهم ويترك صاحب الحانوت يقلب أوراق كراسته وهو يستشيط غضبا ولعنا لهذا الرهط الواطي لكن الحاضرين يقاطعونه متذمرين من كثرة انقطاع الكهرباء وكثرة السرقات وانعدام الأمن والحرق بسيدي بوزيد وكثرة لحى السلفيين وتسلف من لم يكن سلفيا وينتهون إلى أن جل التجمعيين قلبوا الفيستة وصاروا سلفيين ويتحدثون في شأن النهضاوي الذي عذبه رئيس مركز الأمن بكثرة التوقيع وإجباره على الحضور كامل النهار أمام المقر ويتسللون لواذا ويتمنى صاحب المحل عودة ابن علي حتى يسترد حقوقه من صاحب الثلاجة المتعفنة الذي كان ولا يزال يعيش حياة هانئة رغما عنا وعنكم وعن أنف الثورة وأية ثورة يهاب هو وأصحاب النداء؟؟.