من المفروض أنّ قطاع التاكسيات قطاع نبيل و حسّاس اجتماعيّا و لهذا من المفروض أيضا أن لا يشغله إلاّ الأكفاء و الأمناء و الثّقاة من النّاس و الذين يتحلّون بالخُلق الكريم و سعة الصدر و الصّبر ، باعتبار انّه قطاع يتعامل مباشرة مع كلّ شرائح المجتمع من الكبير إلى الصّغير ، رجالا و نساء ، أصحّاء و ذوي إحتياجات خاصّة و أهل البلد كما الغرباء ،،، لكن للأسف أنّّنا أصبحنا نرى أنّ هذا القطاع النّبيل أصبح يضمّ الحابل على النّابل و يشغله كثير من النّاس دخلاء على المهنة و لا يتّصفون بأدنى معايير ها المهنيّة المطلوبة بل فيهم من ضرب بالأخلاق عرض الحائط و تمرّد على قوانين المرور و تجرّأ على الحرفاء و لم يعد يردعْه رادعٌ و لا يمتثل لأيّ قانون ،،، و لكم في صور الواقع اليومي خير شاهد على ما أقول ، فمحطّات التاكسي العشوائيّة زادت في أزمة المرور و ضيّقت الشوارع و السّاحات ليفرض البعض من أهل القطاع وجودهم بلا وجه حقّ في مفاصل حركة المرور ، كذلك كيفيّة استعمال العض منهم للطريق العمومي و ما يرافقه من إخلالات مروريّة و مجاوزات ممنوعة بل ربّما يأخذهم التنافس في ما بينهم إلى خلق بلبلة في السير و خصوصا الذين يتعاملون ب( البلاصة ) و قد ينتهي هذا السلوك الشائن إلى حوادث مرور و حادث قنطرة طريق قابس الذي كانت خسائره باهضة دليل على هذا الكلام . أمّا عن الهندام و المظهر العامّ فحدّث و لا حرج ... من المؤسف أنّ هذا الوضع يزداد استفحالا و الحبْل فيه على الغارب ، الشيء الذي يحيلنا على التساؤل عن غياب التدخّل الصّارم سواء من هيئات القطاع أو من سلط الإشراف ! فحتّى متى يبقى هذا الوضع المخيف بطبيعة أن سائق التاكسي من المفروض أنّه مؤتمن على حرفاءه و قُدوة للسّواق و باقي مستعملي الطريق . و برغم أنّ قطاع التاكسيات يُحسَبُ له ايجابا أنّه خلّص الكثير من النّاس مشاكل الحافلات و تأخيراتها و خرقها لمواعيد السّفرات إلاّ أن ما ذكرناه يبقى عيبا واضحا في حق القطاع يجب تلافيه و الوقوف بكلّ قوّة لكلّ من يشوّه سمعته كما يجب تنقيته من الدّخلاء .