التثليث السياسي أو سياسة التثليث هي مقاربة معارضة لعقيدة التثليث التي لها جذور في الفكر الديني الهندوسي و الفرعوني والإغريقي و متأخرا في الفكر الديني المسيحي ، و نظرية التثليث هذه تشبعت و تربعت على الفضاء الديني القديم مع الحفاظ على نفس الفضاء الجغرافي والثقافي والحضاري الحاضن لها حاليا ، وقدرة هذه النظرية العقدية على التمدد في الفضاء العقدي التوحيدي دينيا مشكوك فيه ،لكن ما نلاحظه و بصفة كاريكاتورية أن الفكر السياسي التونسي بعد الثورة اقتبس قالب النظرية وخلّقها سياسيا و من حيث لا يشعر، وأصبحنا نرى عوضا عن ثلاث اقانيم مقدسة و دينية إلى ثلاث اقانيم سياسية مؤتلفة غير مقدسة سميت ترويكا ،مرة حاكمة و أخرى معارضة ،و رغم المحاولات الحثيثة لتربيع أو تخميس أو تسديس الاقانيم فقد قوبلت العملية بالرفض وفشلت إلى حد الآن، و تمترس العقل السياسي الخلاق، الحاكم أو المعارض، بالمثلث السياسي الأول، و كل الولادات المستعجلة و المركبة لأجنحة أو الالحاقات المصطنعة لأطراف أخرى، فشلت إلى حد الآن كما فشل استنساخ النعجة دولي، و بقيت الترويكات قائمة على الرغم من بعض التمردات الداخلية إن كانت انتراترويكا أو انترااقنوم و التي أنتجت الكثير من الارتدادات و الضجيج الموازي، ومن بركات التفكير السياسي التثليثي الذي نمسي ونصبح عليه في ساحاتنا، انه بث أشعته في الفكر أو التفكير الرياضي وبالأخص خلال مواجهاته الاستحقاقية الدولية، فلقد رأينا و أبصرنا التثليث الرياضي، في مشاركات المنتخب الوطني لكرة اليد، العالمية ،أين فرض الناخب الوطني أسلوبه التثليثي ما بين المنسق والظهيرين وجمد أجنحته حتى لا يتخمس وواجه المنتخبات الاروبية ذات العقيدة الرياضية الخماسية بثلاث لاعبين"إما بحكم الإقصاء لمدة دقيقتين أو غياب تلقائي للجناح في مساهمته الفاعلة داخل الملعب " مرة في شكل ترويكا معارضة و كانت أمام المنتخب الفرنسي والبرازيلي والدنماركي و أخرى حاكمة أمام ألمانيا و مونتنيغرو و الأرجنتين و الله نسال أن لا ينقل مدرب منتخب كرة القدم في إفريقيا الجنوبية نفس العقيدة لان تكتيك 3-3-3-1 أو 1-3-3-3 ليست عنه ببعيدة وان كانت مشكلة عدم التطابق في الرقم 1 فاني أتصور انه سيغيب تلقائيا رغم الحضور، إن كان ظهيرا أو جناحا أو مدافعا أو وسطا،انضباطا لمنظومة التثليث التشاركية و الائتلافية التي سنها و أبدع في إخراجها العقل السياسي البدائي التونسي المستبطن لسلوك الطغيان "من طغى و فاض"و الشمولية والإلحاق و الملتحف حديثا برداء الديمقراطية والاستقلالية و التحديث بحيث أن هذا الغطاء أو الرداء إذا غطى راس العقل بانت السوءة وإذا غطيت السوءة تعرى الرأس،وهي هنا من منتجات العبقرية المابعد ثورية. وربي يستر. و دمنا سالمين من التثليث حقيقيا كان أو موازي. باحث