تونس:أكد قيادي بارز بحزب حركة "النهضة" الاسلامية في تونس اليوم الأربعاء ان موقف رئيس الحركة راشد الغنوشي وتوقيعه على "خارطة طريق" التي طرحها رباعي الوساطة لحل الأزمة بتونس يتفق تماما مع بيان مجلس شورى الحركة. وثار جدل خلال الأيام الماضية بشأن بيان مجلس الشورى وهو أعلى هيئة في حركة النهضة الإسلامية ، أعرب فيه عن تمسكه باستمرار الحكومة المؤقتة الحالية في مهامها الى حين انتهاء المجلس الوطني التأسيسي من مهامه وذلك على نحو مخالف لبنود خارطة الطريق التي تم تبنيها من قبل أغلب الأحزاب ووقع عليها ايضا رئيس الحركة راشد الغنوشي. وقال الحبيب اللوز القيادي في حركة النهضة الاسلامية وعضو مجلس الشورى بالحزب ، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) ، اليوم "النهضة متماسكة في مواقفها. لكن هناك من يخطئ في فهم مدلول توقيع رئيس الحركة راشد الغنوشي على خارطة الطريق". وأضاف اللوز ، المحسوب على الجناح المحافظ بالحزب ، أن الغنوشي وقع "على الخارطة لكنه علق أيضا مع الإمضاء بعبارة /أجدد موافقتي على مبادرة الرباعي/ بما يعني تأكيد للمواقف السابقة للحزب". وتابع اللوز "بيان مجلس الشورى لم يخالف ما فعله الغنوشي لكنه وضحه وأطره. فأنت تفهم بيان الشيخ من خلال بيان الشورى. وكتلة النهضة في التأسيسي منضبطة بنفس المدلول". ومع ذلك تتواتر تصريحات متضاربة داخل حركة النهضة بشأن موقفها من الحوار الوطني الذي بدأت أولى جلساته التمهيدية الاثنين برعاية الاتحاد العام التونسي للشغل ذو النفوذ الواسع الى جانب منظمات أخرى. ويرفض عدد من نواب الحركة بالمجلس التأسيسي صراحة استقالة الحكومة المؤقتة برئاسة علي العريض او أي مس بصلاحيات المجلس التأسيسي وعلويته باعتباره سلطة اصلية. وقال نجيب مراد النائب عن الحزب في المجلس التأسيسي ل(د.ب.أ) "هناك حكومة شرعية انتخبها الشعب وهي ستواصل عملها. وفي حال ما استقالت فإن اي حكومة جديدة لن تحظى بالمصادقة الا داخل المجلس التأسيسي وفي حال ما ارتأينا عدم المصادقة عليها فإننا سنسقطها بسهولة". وأضاف مراد "نملك الأغلبية القادرة على اقرار أو اسقاط أي حكومة قادمة. نحن نمثل كتلة لا تقل عن 130 نائبا". وكان أكثر من 120 نائبا من غير المنسحبين بالمجلس وقعوا على عريضة تطالب بالحفاظ على الصلاحيات الكاملة للمجلس التأسيسي الى حين انتخاب مجلس تشريعي جديد ورفض أي وصاية خارجية عليه ، في اشارة الى خارطة الطريق التي تقدم بها رباعي الوساطة لحل الازمة السياسية.