تقرير/روبرت سيشال rnw الفجرنيوز: تبادل المسلمون الهولنديون على نطاق واسع رسائل نصية على الهواتف النقالة تدعو لمقاطعة منتجاتا عدد من الشركات منه ا سلسلة اسواق الدي وليدل الألمانيتان واللتان تنتشران في معظم المدن الهولندية. كما تداعت العديد من مواقع الانترنت على نطاق العالم لمقاطعة المنتجات الأمريكية. وتضمنت العديد من هذه الدعوات إشارات لأفكار نظريات المؤامرة مثل وجود رموز وأعلام إسرائيلية خفية على أوراق النقد وغيرها. وتأتي هذه الحملة التي يبدو أنها تنتشر على نطاق عالمي تعبيرا عن الغضب على الحرب الإسرائيلية على غزة. باستمرار الحرب على غزة، يحاول المسلمون الرد على التأييد الغربي لإسرائيل بالضغوط الاقتصادية عليها. المؤامرة الخفية وتستخدم مواقع الحوار على الانترنت والرسائل النصية القصيرة على الهواتف النقالة في هذه الحملة التي تتسع باضطراد خاصة في أوربا حيث نظمت مظاهرات كبيرة في باريس ومدريد ومدن مختلفة أخرى. وفي يوم السبت الماضين تلقى المسلمون في أوربا وفي دول الشرق الأوسط رسائل نصية قصيرة عبر الجوال تنادي بمقاطعة المنتجات الأمريكية مثل ماكدونالدز، بيبسي، كانتكي فيريد تشيكن، وأيضا مقاطعة محلات التسوق مثل آلدي والليدل، وهما سلسلتا محلات تجارية ألمانية يرتادها على الخصوص المهاجرون العرب والمسلمون في أوربا. وفي هولندا وصلت مثل تلك الرسائل عبر الجوال تقول" إن ليدل وآلدي ستتبرع بأرباحها ليوم السبت لإسرائيل. بدأ نص الرسالة في الانتشار بين مجموعة من الناشطين ليتوسع إلى الكثير من أبناء الجالية المغربية. لكن الشركتين قامتا على الفور بإصدار تكذيب لتلك الإشاعة على أمل أن يحد ذلك من سريانها. ولا يعرف إلى حد الآن كم عدد الأشخاص الذين استجابوا لهذا النداء بالمقاطعة، لكن شركة ستاربيكس الأمريكية للقهوة اعترفت بأن المقاطعة أدت إلى تراجع في مبيعاتها. كما لا يعرف كيف بدأت حملة المقاطعة هذه، لكنها بالتأكيد وجدت دعما من خلال الموقع الإلكتروني للشيخ السعودي عائض القرني الذي أصبح مثار جدل مؤخرا بسبب الفتوى التي أصدرها لمهاجمة المصالح الإسرائيلية عبر العالم ردا على الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
امتنع عن التدخين ..لصحتك ولغزة ودعا الموقع المذكور من المستهلكين إلى ضرورة تجنب اقتناء المنتجات الأمريكية، إلا بعد أن تكف إسرائيل عن عدوانها على الشعب الفلسطيني، وتعيد فتح المعابر المغلقة. "إذا لم يكن بمقدورك التبرع بالمال لصالح غزة، فبإمكانك أن تقوم بما هو أسهل: أمتنع عن شراء تلك المنتجات، حسب ما ورد في أحدى الرسائل الإلكترونية في واحد من المنتديات. وتمت الإشارة كذلك إلى شركة فيليب موريس لتصنيع السجائر، بأنها واحدة من الشركات التي تدعم إسرائيل، وتقول إحدى الرسائل عبر الإنترنت "عن الامتناع عن تدخين تلك السجائر ليس فقط مفيد لك من الناحية الصحية، لكنه مفيد أيضا للفلسطينيين." وليست هذه هي المرة الأولى التي تنتشر فيها الحملات الداعية للمقاطعة التجارية في العالم الإسلامي. لقد استهدفت كل من ماكدونالدز وستاربيكس في العديد من المرات سابقا مثلما حدث أثناء الغزو الأمريكي على العراق. لكن بعض الشركات التجارية تحاول تكذيب الإشاعات التي تستهدفها، ففي موقع WWW.MACDONALDS.COM وجدنا أن ماكدونالز للأكلات السريعة كذبت تلك الادعاءات التي تقول بأنها تدعم إسرائيل، وأن "كل تلك الرسائل سواء القصيرة عبر الجوال أو عبر البريد الإلكتروني، كانت مغرضة ولا أساس لها من الصحة." وينتهي تكذيب شركة ماكدونالد بالقول بأن "محلات الماكدونالد في العالم العربي يملكها ويديرها العرب والمسلمون أنفسهم بنسبة مائة بالمائة برأسمال واستثمار محلي.
ألمانيا هي المستهدفة للوهلة الأولى تبدو حملة المقاطعة لسلسلتي الأسواق آلدي وليدل، غريبة. تحظى هاتان الشركتان بشعبية واسعة في صفوف المهاجرين من شمال إفريقيا في ألمانياوهولندا. ولم يسبق أن اتهمت الشركتان في الماضي بدعم إسرائيل. في الحقيقة يتعلق الأمر بالموقف الرسمي الألماني. أبدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعماً قوياً جداً لإسرائيل في هجومها الحالي على قطاع غزة. وربما يكون السبب الحقيقي الوحيد لاستهداف سلسلتي الأسواق هو كونهما شركتين ألمانيتين. مهما يكن، فإن قسماً كبيراً من المسلمين تجاهلوا الحملة، إذا لم ينتقدوها.
فعلى موقع ماروك.أن أل. وهو أوسع منتدى على الإنترنت للمغاربة الهولنديين، كتبت إحدى الأعضاء التي تحمل اسم "بيداء" تقول إنها تستنكر بشدة ما يجري للفلسطينيين في غزة، لكنها تتساءل: "هل يمكن لأحد أن يوضح لي ما فائدة هذه الرسائل النصية والالكترونية (خاصة الهراء حول آلدي وليدل) في إنهاء المعاناة؟" بيداء التي عادت للتو من رحلة إلى المغرب، تخبر أعضاء المنتدى أيضاً، أن أبناء بلدها هناك، لديهم آراء متباينة حول ما يحدث في غزة. "إنهم هناك منقسمون أيضاً بسبب غزة." وتضيف "لكنه لا يطلقون حملات عبر الرسائل النصية القصيرة، فهم أذكى من أن يتبرعوا بأموالهم لشركات الاتصال مثل ميديتل وماروك تيليكوم." وتشير بيداء هنا إلى أن شركات الاتصالات هي المستفيدة الوحيدة من حملات الرسائل النصية." علم إسرائيل دعوات المقاطعة هذه تسلط الأنظار على نظريات المؤامرة السائدة في المنتديات العربية على الإنترنت. أحد المواقع يزعم أن ملفاً الكترونيا يتضمن صورة للعلم الإسرائيلي، موجود بشكل خفي في البنية الداخلية لجميع أنظمة التشغيل التابعة لوندوز مايكروسوف. ويقدم الموقع نفسه تعليمات تقنية لإزالة هذا الملف دون إحداث أي ضرر للكمبيوتر. موقع آخر يدعو إلى مقاطعة جميع المنتوجات التي تبدأ الشفرة الرقمية الخاصة بها بأرقام معينة، لأن أرباح هذه المنتجات، حسب زعم الموقع، تذهب في النهاية إلى إسرائيل. وتزداد شعبية هذه المواقع في أوقات الأزمات والتوترات، كما الحال الآن في غزة. لكن هذه المواقع تقدم "خدماتها" بشكل دائمي. والقائمون عليها تحركهم دوافع إيديولوجية، وليس عواطف مرتبطة بحدث آني. تختلف الدعوات الحالية إلى المقاطعة قليلاً عن سابقاتها. فهي موجهة إلى أولئك المسلمين الذين يتناولون وجباتهم في مطاعم مكدونالدز، ويتسوقون من آلدي، ويشربون قهوة ستاربوكس في طريقهم من البيت إلى العمل. هؤلاء المستهلكون، شانهم شأن الملايين في العالم، يختارون بضاعتهم يومياً، دون التفكير بربطها بمواقف سياسية معينة. وفجأة تخضع اختياراتهم الاستهلاكية اليومية للتسييس. من المستبعد جداً أن تؤثر حملات المقاطعة في مسارات الصراع في الشرق الأوسط، لكنها تعبر عن مشاعر الغضب والنقمة لدى الكثيرين بسبب الهجوم على قطاع غزة، والذي كلف حتى الآن حياة أكثر من تسعمائة إنسان. روبرت سيشال 13-01-2009