أسأل الله العلي القدير أن أكون مخطئا في تحليلي هذا ولكن الدّلائل تشير العكس, وأنا أصدّق ما ذهب إليه إبن أخ السادات النائب بمجلس الشعب المصري ,الذي صرّح منذ سنتين أنّ للبارك يد في اغتيال عمّه بإيعاز من أمريكا ,لأنّ السّادات رغم مافعل من ذهابه إلى الكيان الصّهيوني,وتوقيعه كرها على معاهدة مخيّم داوود,فالكيان وأمريكا يعرفانه جيّدا ,وأنّ المسالة لا تعدوا أن تكون مناورة ربحا للوقت,ودليلي على ذلك الضّربة العبقرية (حرب رمضان اكتوبر73) والتي لم تتفطّن إليها المخابرات الأمريكية والموساد,وتمّت بسرية تامّة وبتنسيق مع سورية ,أقول هذا وقد صفّقت مثل الكثيرين من العرب لاغتياله, ولكن مع مرور الوقت وتراكم الأحداث في عالمنا العربي ,لابدّ من التحليل الهادف وليس كالذي ذهبت إليه هويدا طه في القدس العربي ليوم الإربعاء11/02,بعد مقالها السابق( ماهكذا تورد الإبل ياعرب) والذي يدعو العرب للتراشق ,على شاكلة الرأي والرأي الآخر لفيصل القاسم ,وكأنني اقرأ لعدوّ حاقد مكابر ويدعو للعنصرية , وبما أنّ السيّدة هويدا علمانية وهذا لايخفى على متابعي مقالاتها,فارى أنّها أخذت اللواء أو المشعل من سابقيها الذين ملؤوا الدّنيا هرجا ومرجا في السنوات الماضية, إثر غزو أفغانستان والعراق وما أكثرهم,وقد أصابهم الوهن لما لاحظوا فشل أمريكا عسكريا,ولكنّها في الحقيقة لم تفشل في الغزو الثقافي والإقتصادي ,والأمر ملحوظ بالعراق وغيره, وحلفاؤها الجدد الذين امتنعوا عن مشاركتها في الغزو ,يتسارعون اليوم لجني الثمار (انظر زيارة ساركوزي) ذو النزعة الإستعمارية ,وبوجودهم وحظورهم يجيّرون للهدف الأساس ,وهو التواجد الدائم لتنفيذ الأهداف الصهيونية والماسونية,كلّ الأمور متواصلة ومتشابكة كرقعة الشطرنج,لنرجع إلى ما قام به فرعون مصر الذي لم يعمّر أيّ فرعون مثله في الحكم ,على مدى تاريخ مصرالطويل,ونترك التساؤلات العديدة أذكر منها فقط,أين كان يوم الإحتفال وهو نائب الرئيس؟....ألم يكن في المنصّة في الصفّ الأوّل جنب الرّئيس ؟ولماذا. تكونت جبهة الرّفض ببغداد,بعد الخطاب في الكنيست ,وبقدرة قادر تخلّى عرب الخليج(دول الإعتدال اليوم)على تعهداتهم في تمويل المشروع الساداتي في بناء الصناعة الحربية المصرية,صنع الطائرة الحربية (القاهرة 707) وغيرها من العتاد الحربي,وذلك ما أغضبه عليهم وكان ذلك أيضا السبب وهو ما جنى عليه وسرّع اغتياله. ويذكر المتابعون كيف رجعت العلاقات العربية مع مصر,وأجزم أنّها ليست من مهارات الدبلماسية المصرية ,بقدر ما مورس من ضغوط على الأنظمة التابعة , للشرق والغرب على حدّ سواء,ونذكر أيضا ترحيل الجامعة إلى تونس لمعاقبة مصر, والمتابع لتصريحات السيد الشاذلي القليبي الأمين العام لجامعة الدول العربية, يفهم ما جرى لإرجاعها إلى مصر, وقد تقرّر ضرب العراق منذ توقف الحرب مع إيران ,ودفع الكويت لاستفزاز صدّام الذي يفتقد لفنّ السياسة ,وقد استدرج لغزو الكويت بشكل واضح, والحملة الإعلامية الغربية التي سبقت ذلك والتهديد بالمقاطعة ,واحتجاز المدفع الذي صنع ببريطانية في قبرص وغيره ,ممّا دفعه للتّصريح بامتلاك القدرات النووية في مؤتمرحاشد, وكان ذلك من الممنوعات على العرب والمسلمين. نرجع إلى الموضوع الأساسي وزيارة الفرعون إلى أوروبا,ولكن قبل أن نصل إلى ذلك لا بدّ من ذكر بعض الأمور التي لامناص من ذكرها كي تتوضّح الأمور,إذا تمّ الإتفاق على رجوع الجامعة إلى القاهرة وبتأييد شديد من صدّام حسب رئيس تونس في خطابه أيّام الحرب,والكلّ يذكر ماجرى في قمّة الخذلان(أوت-أغسطس آب سنة90) والمشادة الكلامية بين العقيد والبارك,وتمّ القبول بالتحالف الثلاثيني ,وما كان يجب أن يكون لولا الولاء الفرعوني للغرب,وسذاجة العرب الدول(التي لم تكن يومها تحت الإحتلال المباشر)والذين لا يتعلّمون الدروس الجيو- سياسية,وخاصة بعد( سايكس- پيكو) والخدائع المتتالية ,وعد بلفور والإنتداب البريطاني على فلسطين وما تلا ها. لنقفز على الأحداث وقد جرى ماجرى للعراق من حصار خانق شارك فيه العرب أيضا, ورغم التصريحات الواضحة للعديد من زعماء الغرب بعد سقوط حائط برلين ,وتفكّك الإتحاد السوفياتي وقد قال كلينتون بصريح العبارة,انتصرنا على العدوّ الأحمر ,ولكن لا يزال العدوّ الأخضر وهو معلوم يشير بذلك إلى(الإسلام الكوني) وخاصة سنامه ,وهو الوطن العربي الذي لا تزال فيه بقية من الرّوح ,رغم ماجرى من تغريب وتدجين, وللإجهاز عليه كان لا بدّ من الحطّ من رموزه,الرسول الكريم وحرمه, انظرما كتب المرتدّ الهندي سلمان رشدي(مسيلمة البرطاني)اآيات الشيطانية, وكذلك الهجمات والتهجمات على الكتاب المنزّل القرآن الكريم,من طرف بعض المستشرقين وإذاعة مونتي كارلو وفضائيات بقبرص (الحياة خاصة),وانظر ما رتّبوه قبل غزو العراق( تأليف الفرقان الحقّ) الذي طبع بالكويت والذي ارادوه بدلا لفرقاننا, ولكنّ الله حافظه كما جاء في سورة الحجر 15: 9(إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) صدق الله العظيم . إذا أخي القارئ بعد هذه التوضيحات نأتي للخلاصة: صار شرم الشيخ وكأنّه عاصمة للخيانة, ومنتجع رفاهية لأعداء الأمّة ,ومنتدى لطبخ الأفكار التّآمرية على فلسطين خاصة وعلى الأمّة عامة,ولا ننسى أن نذكّر بأنّ أكبر محفل ماسوني في البلاد العربية, هو بمصر وليست الوحيدة التي ترزح تحت نير الماسونية, وقد سبقت هذه الزّيارة الحالية المكوكية للبارك في العواصم الأوروبية ,ابتداءأ من باريس التي تسلّمت اللواء من بوش,ولا ندري ماهي المصيبة أو الكارثة التي ستحلّ بالعرب من جرّائها,ولكنّ كلّ الدّلائل تشير إلى أنّ طبخة ما يتمّ التحضيرلها,ويسعى لها هذا الحصان الطروادي(حصان القاهرة),لأنّ جولته التي قام بها سنة 2003 وابتدأها ببرلين للتحريض على العراق, أو كما قال للتّخلّص من صدّام بأسرع وقت ممكن, لم يكتب لها النّجاح,ورفضت برلين وباريس يومها رغبة بوش المعتوه ,والتي كانت بالأساس رغبة صهيونية بحتة(كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) (64) سورة المائدة,نسأل الله أن يجنّبنا شرورهم ,ويردّها إلى نحورهم وهو القادر على ذلك. أبوجعفرالعويني 11/02/09