لماذا لا نعي وزناً لهذه الكلمة الإستراتيجية (واختلفنا بكل تداعياتها المرفوضة والمقبولة لدي كثيرون من البشر الذين لايقدرون رأي يخالف أهوائهم وحججهم غير المنطقية في كثير من المواقف وحتى المنطقية ربما لاتمثل نفس الأهمية والصدى المؤثر عند بعض المثقفين للأسف وهذا مربط الفرس نحو علاقة شاذة في الحوار والرؤية الغائبة لكل صاحب قلم لايحسن فهم دوافع قيادته السياسة في ظرف تاريخي ؟ ومهما كانت مبررات الخلاف بين رأي وآخر فلا ينبغي أن يكون الهجوم عنوانا سفليا لكل من لا يطربه غناء فئة ما لها نفس القدر من الاحترام لدي فئة أخري ؟ وهذا ما يجب أن نوضحه بكل شفافية أمام أصحاب الضمائر التي مازالت بيننا تدعو لنبذ الخلاف ورفض التهكم من كل من يخالف عقيدتهم ولونهم السياسي والثقافي بمشاعر ايجابية تحمل رسالة حقيقية في حب الوطن ؟ بعكس من يظن تهكمه من رؤسائه .. قبيلته .. مجتمعه.. متحديا لفلسفة نيرونية بدرجة مرضية من كثيرون ! فهذا حقه لأننا نؤمن بالحوار والرأي الآخر لكن علي كل من يحلو له السخرية من وطنه .. وصناع قراره أنه يمضي إلي طريق المفارقات والأوهام ؟ فمن يقرأ وجهه الحقيقية بعين واحدة غير الذي يقرأها بعينين ومن يقرأها بنظارة طبية غير الذي يقرأها سماعاً ومن لايقرأ من الأساس فعليه أن يعيد النظر للحقيقة من وجوه متعددة حتى يكون الاختلاف في محله فهذه رؤية متواضعة وجدت من الأمانة تقديمها في هذا الظرف التاريخي الذي نمر به جميعا كوطن عربي يمتد من المحيط إلي الخليج وعبر دوران الكرة الأرضية لكي نفكرمعا وبصوت هادئ يعي حجم المتغيرات والتحديات التي تواجهنا من كل صوب وحدب حكام ومحكومين اليوم ألسنة وأقلام وعقول متربصة لبث سموم هي في حقيقتها دمار ؟ وهنا لست أدافع عن أحد أواتهم أحد بل حاولت أن أفهم بهدوء وهندام عقلي ماهي طبيعة المهمة الثقيلة والملقاة تحديدا علي عاتق كل من يتحمل مسؤولية الكلمة في هذا الظرف التاريخي ؟ فهل الهجوم علي الأوطان شطارة والحكام ديمقراطية والمجتمع الكبير رسالة سامية ؟ فلماذا لا نستبدل الهجوم بالعمل والتخطيط الجيد الذي يبدأ بنهوض الإنسان العقلي والمهاري كل حسب تخصصه ووظيفته ومسؤلياته ومهامه بلغة تقدر الخلاف في الرأي ومصلحة أمة مهما اختلفنا ؟ فقد وجدت رجال ونساء وبعض من الذي نطلق عليهم نخب مثقفة لا يحسنون الظن بطرف يرفض رؤيتهم تجاه قضية ما ؟ فيكون مصيره الهجوم وخاصة الذين يملكون نافذة إعلامية ؟ وقد شعرت بآسي بالغ ودائم عندما أشاهد بعض الفضائيات التي تستضيف من يزعمون أنهم من النخب المثقفة لشن حرب عدائية علي أنفسهم ؟ صوت مجنون يتطاير يمينا ويسارا ثم صراخ وعويل بلا أدني شعور باستعادة روح التوازن كأنهم جاءوا لهذا السبب وهو تجسيد لصورة باهتة وعقل مرفوض ؟ فكيف يكون حكمهم علي أوطانهم وحكامهم وهم لم يقدروا ولو برهة حق الطرف الآخر في حق الاختلاف ؟ معذرة للبعض من النخب المثقفة الواعية والفضائيات المستنيرة حقا بأهدافها الإعلامية التي تعمق لغة حوار موضوعي بلا مساومة ومزايدة علي دور وطني وزعيم ومسؤل ومثقف وفنان وسياسي ورجل دين وتاريخ الخ ؟ هكذا يكون الدور الموضوعي لمن يستخدم الكلمة الهادفة بدلاً من الهجوم علي الرموز وهم كثيرون ؟ ربما يظن بعض من يستخدمون هذا النهج أن الشهرة سوف تأتي أليهم علي طبق من ذهب لأنهم وطنيون بجد وألا ما هاجموا أوطانهم وحكامهم ؟ وهل فكروا في جيل يدفع ثمن تغيب العقول وتشتيتها فلا شئ يعجبنا ربما وجدوا الحل في انتحارهم ؟ وفي هذا سوء تقدير لأن الغاضب المثقف يعرف كيف يبني من غضبه رسالة تحقق فلسفة راقية يتواصل معها الجميع بلا رفض ومجادلة وتهكم من طرف ما مهما كانت الصورة التي رسمها عقله غير المهندم ؟ وللشاعر عمر أبو ريشة هذه الكلمات ألحبلي بنداء وطن في قالب موضوعي رؤيته كمثقف كبير يعي حقيقة الظرف التاريخي نهض الفجر مثقلا يتلوي فوق صدر الطبيعة الخرساء يتخطي الربي وئيدا ويهمي بشتيت الأظلال والأنداء وثبة إثر وثبة ذائب الألوان فيها وجامد الأضواء فأرتدي الكون بردة من جمال وتهادي بباسم النعماء وإذا الطير بين كر وفر من غدير لروضة غناء صور أفرغت علي أذن الشاعر نجوى علوية الإيحاء فلا يجب أن ننساق وراء عواطف رخيصة وضعيفة تفقدنا الثقة في الغد وفي أوطاننا مهما كانت الأعاصير الغربية والتي تنتج عقول عابثة غير مهندمة تقلع الأخضر واليابس والنماذج كثيرة ولا وقت للهجوم والنيل من حاكم ومحكوم بل نرفع شعار مهما اختلفنا فنحن في الهم شرق وعلينا ترتيب البيت من الداخل بالعمل وليس القول الفارغ من أدني منطق وتقدير لكل صاحب قرار لأنه يري ما لانراه نحن في كثير من آليات العمل ومصلحة الوطن العليا ؟ بقلم عبدا لواحد محمد كاتب مصري