العلماء يحذّرون: خطر موجات الحرّ ازداد 40 ضعفًا بسبب التغير المناخي    أنغام تستعد لأولى حفلاتها في الخليج بعد تعافيها من أزمتها الصحية    وزارة الثقافة تنعى مدير دار الثقافة بمارث    غرفة الكتبيين: تكلفة المحفظة المدرسيّة ستشهد تراجعاً    دعوة للوقاية من فيروس ''حمى غرب النيل'' بعد تسجيل إصابات في زغوان    شركة إسمنت قرطاج تحقق أرباحا بقيمة 28،1 مليون دينار إلى غاية موفى شهر جوان 2025    تونس: استضافة نحو 30 دولة ومشاركة ما يزيد عن 100 مؤسسة ناشئة في تظاهرة "بيغ تاك أفريكا"    بجامع الزيتونة المعمور تونسيون يحتفلون بالمولد النبوي بإنشاد قصيدة الهمزية    قابس: احتفالات دينية بمقام الصحابي سيدي أبي لبابة الأنصاري احتفالا بالمولد النبوي الشريف    الرابطة الثانية - مكارم المهدية تتعاقد مع متوسط الميدان حازم اللمطي    عاجل: وفاة ملك الموضة جورجيو أرماني عن عمر يناهز 91 عاماً    رابطة حقوق الإنسان تطالب السلطات الفرنسية بفتح تحقيق جدّي في حادثة قتل شاب تونسي على يد الشرطة الفرنسية    دكتورة تونسية تحذّر من الملح في الخبز    بطولة العالم للكرة الطائرة أكابر: المنتخب التونسي يشد الرحال اليوم الى الفليبين    في أيّ موسم من فصول السنة وُلد رسولنا؟    تصفيات المونديال: تشكيلة المنتخب الوطني في مواجهة نظيره الليبيري    قيس سعيّد من الجزائر: ''الوحدة الإفريقية حلم يتجدّد''    الأولمبي الباجي: أجنبي يعزز الفريق .. ومباراة ودية في البرنامج    بطولة كرة اليد: النتائج الكاملة لمنافسات الجولة الثالثة ذهابا والترتيب    بورتريه : نيكولاس مادورو ....قاهر الأمريكان    أفغانستان: أكثر من 2000 قتيل جراء الزلزال    أختتام مهرجان القناع المسرحي في المحرس    حجز عُلب حليب أطفال مهرّبة بهذه الولاية    توقيع مذكرة تعاون بين اتحاد الغرف العربية ومعهد العالم العربي بباريس    الزهروني: الإطاحة بمنحرف روع المتساكنين بالسرقة بالنطر    تصفيات مونديال 2026 (منطقة إفريقيا) – الجولة السابعة.. الغابون تسحق السيشال برباعية نظيفة    بعثة اقتصادية وتجارية لشركات ناشئة تونسية تتحول الى عاصمة الكنغو الديمقراطية كنشاسا    زلزال بقوة 5.9 درجات يضرب هذه المنطقة..#خبر_عاجل    جريمة بشعة: أم تقتل رضيعها وتلقيه في القمامة ثم تذهب للتسوق!    اليوم..الدخول مجاني لجميع المواقع الأثريّة والمعالم التاريخيّة والمتاحف..    رمضان 2026 في قلب الشتاء و أعلى فترات تساقط الثلوج إحصائياً    31 شهيدا بينهم أطفال في قصف ونيران الاحتلال في عدة مناطق بقطاع غزة..# خبر_عاجل    وزيرة الأسرة تكرّم 60 تلميذا وطالبا من أبناء مؤسسات رعاية الطفولة المتميّزين بالسنة التربويّة 2025-2024    ''كان يمكن نزع سلاحه بدل نزع حياته'': تعليق ناري من بن صالحة على مقتل تونسي بفرنسا    اليوم: درجات الحرارة في ارتفاع    قائمة الدول الأغلى عالميا: الحياة فيها مكلفة جدّا    ترامب ينظم عشاء لأقطاب التكنولوجيا ويستثني أكثرهم ثراء    توزر قطب وطني للتكوين في المستشفى الرقمي    طقس اليوم: سماء قليلة السحب بأغلب المناطق    البرتغال: 15 قتيلا في حادث خروج عربة قطار عن مسارها    فيلم "صوت هند رجب" يهزّ مهرجان فينيسيا بعرضه العالمي الأول    الندوة المولودية 53: الاجتهاد المقاصدي والسّلم المجتمعي في ضوء السّيرة النبوية"    تعاون مشترك في أولويات التنمية    مؤسسة UR-POWER الفرنسية تعتزم الإستثمار في تونس    مجلس وزاري مضيق حول حوكمة وتحسين جودة المنظومة الصحية    هذه الولاية تحتل المرتبة الأولى وطنيا في إنتاج "الزقوقو"    طقس الليلة    تمديد مرتقب للصولد الصيفي أسبوعين إضافيين قبل غلق الموسم!    زغوان: تسجيل إصابة ثانية بمرض "حمّى غرب النيل" منذ اوت المنقضي    هام/ كميّات الأمطار المسجّلة بعدد من مناطق البلاد..    مفتي الجمهورية: الإحتفال بالمولد النبوي حلال    شوف الماتشات القوية في بطولة كرة اليد اليوم    المولد النبوي: مِشْ كان احتفال، تعرف على السيرة النبوية...منهج حياة ودروس خالدة    هيئة الصيادلة: الأدوية الخاصة بهذه الأمراض ستكون متوفّرة خلال الأسبوع المقبل    قفصة: حجز 40 كلغ من الحلويات المستعملة في عصيدة الزقوقو    وزارة التجهيز تعلن عن فتح الممر تحت الجسر على الطريق المحلية رقم 541 الرابطة بين جبل الجلود ولاكانيا    العالم يشهد خسوف كلي للقمر..وهذا موعده..#خبر_عاجل    صيف المبدعين ..الشّاعرة لطيفة الشامخي .. الكُتّاب ،سيدي المؤدّب وأوّل حِبْر عرفته    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



آذار..شهر المناسبات..!
نشر في الفجر نيوز يوم 24 - 03 - 2008

د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة
شهر آذار مليء بالمناسبات, ففي الثامن منه احتفل العالم بيوم المرأة العالمي, وفي اليوم العشرين منه احتفل المسلمون بمولد النبي العربي محمد بن عبد الله, واليوم"الحادي والعشرين" من هذا الشهر يحتفل العالم بعيد الأم والعالم العربي يحتفل بذكرى معركة الكرامة, ويوم غد يحتفل العالم العربي كذلك بعيد تأسيس جامعة الدول العربية, وفي هذا الشهر ايضا تمر الذكرى السنوية الخامسة على احتلال العراق"بلاد الرافدين" من قبل مجرم الحرب بوش واعوانه, وفي الثلاثين من هذا الشهر ايضا سنحيي الذكرى الثانية والثلاثين ليوم الأرض الخالد.ان هذه المناسبات وللأسف تمر على عالمنا العربي عامة وعلى شعبنا الفلسطيني خاصة ونحن نعيش في وضع من التمزق والانقسامات. ان شعبنا الفلسطيني تعصف به حالة من التشرذم والانقسامات لم يشهد لها مثيلا منذ انتصاب الكيان الصهيوني..فلقد اجزنا الاقتتال الداخلي والذي هو وليد ما يسمى باتفاقية اوسلو المشؤومة, ولم يعد نزيف الدم الفلسطيني بالخط الأحمر الذي لا يمكن تجاوزه,فلقد تجاوزنا كل الخطوط وذلك بسبب وضع المصالح الفئوية والحزبية والشخصية الضيقة فوق المصالح الوطنية العليا. تمر علينا هذه المناسبات في زمن اصبحت فيه الخيانة"مجرد وجهة نظر" والمقاومة"ارهابا" والعملاء مجرد"نشيطين في حقوق الانسان"..نعيش في زمن "الرويبضة" كما وصفه النبي العربي محمد بن عبد الله:عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: سيأتي على الناس سنوات خدّاعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة..قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ قال: "الرجل التافه يتكلم في أمر العامة"..! معركة الكرامة: تمر علينا اليوم الذكرى الأربعون لمعركة الكرامة ففي 21 آذار 1968 قامت القوات الإسرائيلية بهجوم مكثف على قرية الكرامة في غور الأردن ومن ابرز اهدافها ضرب وشل النشاط الفدائي الفلسطيني، وكذلك لدفع الأردن إلى اتخاذ سياسة حازمة تجاه نشاط المنظمات الفلسطينية ضد إسرائيل..ومن اهدافها الأخرى: - ارغام الأردن على قبول التسوية والسلام الذي تفرضه إسرائيل وبالشروط التي تراها وكما تفرضها من مركز القوة. - محاولة وضع ولو موضع قدم على ارض شرقي نهر الأردن بقصد المساومة عليها لتحقيق أهدافها وتوسيع حدودها. - ضمان الأمن والهدوء على خط وقف إطلاق النار مع الأردن. معركة الكرامة .. هي بوابة المعارك ومؤشر الانتصارات والروح والمعنويات العالية التي صنعت النصر.. واستطاع الفدائيون الفلسطينيون مع الجيش العربي الأردني في مرحلة إعادة البناء، أن تجابه قوى العدو وتنتزع منها زمام المبادرة .. معركة الكرامة .. أدخلت الأمة بكاملها دائرة الفعل وأخرجتها من آلامها وجراحها التي سببتها نكسة حزيران وحولتها الى نشوة النصر. وكانت المعركة بين قوات إسرائيلية نظامية ومقاتلين فلسطينيين لم يتعد عددهم 300 مقاتل كما واشتركت وحدات من الجيش الأردني لمساندة المقاتلين الفلسطينيين. أسفرت نتائج المعركة عن صد الهجوم الإسرائيلي وايقاع خسائر فادحة في صفوفه.. كما وأثبتت المعركة نجاعة حرب العصابات التي انتهجتها المنظمات الفلسطينية..وقد طلبت القيادة الصهيونية وقف اطلاق النار في نفس اليوم نتيجة لعدم قدرتها على الصمود امام المقاتلين الفلسطينيين والأردنيين. في هذه المعركة توحد توحد المقاتل الفلسطيني والجندي الأردني في خندق واحد هو خندق الكرامة فكان النصر..واخلصا النية فتوحدت القلوب لتعود الكرامة..فليكن خندق الكرامة هو الخندق الذي يجمعنا من جديد. لا شك انها ذكرى عزيزة على نفوسنا، ليس لأننا أحرزنا النصر فيها فقط، بل لأنها جمعت الدم الفلسطيني مع الدم الأردني في معركة كانت لاستعادة الكرامة، نفتخر بها ونحن نعيش مرحلة هوان وذل لم يشهده تاريخنا منذ عقود، بل قرون. كلنا أو لنقل معظمنا سمع من الذين نالهم شرف الدفاع عن الوطن في تلك المعركة ، سمعنا كيف دارت أحداثها ، فالواقع ليس كما يسوقه الإعلام الموجه ، والحقيقة تبقى حبيسة ذكريات الجند الأوفياء ، عانقت بنادقهم بنادق إخوتهم وأبوا إلا أن تكون وحدة تجلب القوة ، وإخلاصاً يبعث النصر من عمق اليرموك والقادسية ، وثباتاً تندحر أمامه قوة الجيش الذي لا يقهر..! قالوا في معركة الكرامة: وزير دفاع الاتحاد السوفيتي الجنرال فريشكو آنذاك:" اثبت المقابل العربي صموده وقدرته على مواجهة العدو الإسرائيلي". حاييم بارليف رئيس أركان العدو آنذاك:" إن ما خسرته إسرائيل بهذه المعركة اكثر مما خسرته على الجبهات الثلاث خلال حرب حزيران عام 1967". المقدم اهارون بليد قائد مجموعة القتال الإسرائيلية"لقد شاهدت قصفاً شديداً عدة مرات في حياتي لكنني لم أر قصفاً كهذا من قبل أصيبت دباباتي في العملية ما عدا اثنتين..". صحيفة الديلي تلغراف:"أنه قد اتضح أمران في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على الكرامة أولهما أن الإسرائيليين أخطأوا في حساباتهم خطأً فادحاً إذ أنهم واجهوا مقاومة أعنف مما كانوا يتوقعون والثاني أن هجومهم على الكرامة لم يحقق شيئا". نيوزويك الأمريكية : "لقد قاوم الجيش الأردني والمقاتلون الفلسطينيون المعتدين بضراوة وتصميم وإن نتائج المعركة جعلت الملك الحسين بطل العالم العربي". ترى ألا يحتاج العرب وهم في حالة الاحتقان...بل الاحتضار القائمة، وفي ظل تقاعس وتخاذل...بل استسلام حكامهم لمشيئة الإرادة الأميركية الصهيونية المشتركة إلى معركة "كرامة"جديدة تخرجهم من النفق المُظلم الذي زُجوا فيه بعدما تعذر عليهم تحرير الضفة الغربية وقطاع غزة ومرتفعات الجولان من المغتصبين الصهاينة حتى الآن، وبعدما سقط العراق في قبضة الاحتلال الأميركي، وتصاعدت التهديدات الجدية والخطيرة المحدقة بسوريا ولبنان والسودان والصومال وأقطار عربية أخرى؟ أليسوا بحاجة إلى معركة "كرامة"جديدة تعيد إليهم كرامتهم المُهانة كما فعلت من قبل معركة "الكرامة"؟ أليسوا بحاجة إلى معركة "كرامة"جديدة تعيد إليهم إرادتهم المسلوبة كما فعلت معركة "الكرامة"..؟ لعل فضاءات المورث التأريخي العسكري الاسلامي والعربي، وروح الرسالة وصورة الفئة المؤمنة والقوة الابداعية هي التي جعلت مقاتلونا في الكرامة .. يتراكمون على الأسنة في الوغى كالفجر فاض على نجوم الغيهب..! المجد والخلود لشهداء الكرامة الأبرار ولكل شهدائنا الذين قضوا من اجل تحرير الوطن..والنصر آت لا محالة وما بعد الليل الا بزوغ الفجر..! ***** عيد الأم: من القواعد المقررة أن عظماء الرجال يرثون عناصر عظمتهم من أمهاتهم..لقصة الاحتفال بيوم الأم أو عيد الأم تاريخ طويل لدي شعوب العالم أجمع ورغم اختلاف هذا اليوم في تاريخه وعاداته من بلد لأخرى علي مستوى العالم إلا أن العالم كله يحتفل به. ان عاطفة الأمومة لا تحتاج إلى تقرير ولا إلى وصية.. والإسلام حين وصى, إنما وصى الأولاد بوالديهم، ولم يوص الآباء ولا الأمهات, لأنهم ليسوا في حاجة إلى وصية، وخاصة الأم فإن قلبها مطبوع بالحنان. قالوا في الأم: يقول الأخطل الصغير" بشارة الخوري": أغرى امرؤ يوما غلاما جاهلا.. بنقوده كيما ينال به الوطر/قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى .. ولك الدراهم والجواهر والدرر/فمضى وأغرز خنجرا في صدرها.. والقلب أخرجه وعاد على الاثر/لكنه من فرط سرعته هوى .... فتدحرج القلب المعفر اذ عفر/ناداه قلب الام وهو معفر ... ولدي حبيبي هل أصابك من ضرر/فكأن هذا الصوت رغم حنوه.. غضب السماء به على الولد انهمر/ودرى فظيع خيانة لم يؤتها ... أحد سواه منذ تاريخ البشر/فارتد نحو القلب يغسله بما ... أجرت دموع العين من سيل العبر/ويقول يا قلب انتقم مني ولا .. تغفر فان جريمتي لا تغتفر/واذا غفرت فانني أقضي انتحارا مثلما .. يغاث من قبلي انتحر/فاستل خنجره ليقتل نفسه.. طعنا فيبقى عبرة لمن اعتبر/ناداه قلب الام كف يدا ولا .. تذبح فؤادي مرتين على الاثر..! فما اروع هذه الكلمات..؟ نابليون :" الام التي تهز السرير بيمينها ، تهز العالم بيسارها". "يظلُ الرجل طفلاً، حتى تموت أمه، فإذا ماتت شاخ فجأة". ان الأم الفلسطينية تعيش واقعا مريرا وصعبا حيث انها تخوض اكثر من معركة في آن واحد ، فمطلوب منها الانخراط في النضال الوطني الى جانب النضال المجتمعي.وهناك همّان رئيسيان للمرأة الفلسطينية، الأول الهمّ الوطني والنضال الذي شاركت فيها من خلال الاستشهاد والأسر، والآخر هو الهم الاجتماعي خاصة للنساء اللواتي يترأسن ادارة الاسر. ان المرأة الفلسطينية لعبت دورا رائدا وفعالا في مختلف مراحل النضال، ووقفت إلى جانب الرجل وكانت خير سند له في تصديه للاحتلال، بل ان دورها تجاوز ذلك لتصبح ذاتها تقوم بمهمات نضالية ضد الاحتلال.انن معاناة المرأة لم يعد سببها الاحتلال وحده بل إنها أصبحت تحدث جراء الانقسام والنزاع الداخلي بين الفلسطينيين خصوصا في قطاع غزة. ان المراة الفلسطينية ضربت أروع الأمثلة لجميع نساء العالم، فهي التي قدمت الشهداء والأسرى واحتسبتهم، وربت الأجيال على حب الوطن والثبات على المبادئ التي تحفظ الكرامة والعزة..إن المرأة الفلسطينية هي المثال الأول لنساء العالم للمرأة المتميزة في كافة جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والجهادية وغيرها؛ ففي الشعب الفلسطيني خنساوات مجاهدات وشهيدات وأسيرات ونواب في البرلمان، إلى غير ذلك من نواحي الحياة التي تقدم فيها المرأة الفلسطينية أسمى معاني التضحية والصمود، وكل ذلك تحت نير الاحتلال الغاصب وفي ظل ظروف صعبة لا تخفى على القاصي والداني في مجتمعنا الفلسطيني المحاصر. كيف ستحتفل الأم الفلسطينية بيوم عيدها بعد ان فقدت اولادها وبناتها وخاصة في المجزرة الصهيونية المتوحشة الأخيرة على غزة ولم تجف الدماء بعد..وكيف ستحتفل الأم العراقية وهي ما زالت تفقد ابنائها وبناتها وتغتصب على ايدي المحتل البغيض؟؟ وبهذه المناسبة اتمنى الى روح امي والتي رحلت عنا قبل اربعة اعوام بأن تكون الجنة مأواها, والى كل الأمهات في وطننا العربي والاسلامي وخاصة في وطننا الغالي فلسطين وكذلك في العراق بأحر التهاني القلبية راجيا منه عز وجل ان تعود علينا هذه المناسبة وقد تحررت بلادنا من المحتل الغاشم. واختتم بقول الشاعر:الأم مدرسة اذا اعددتها..اعددت شعبا طيب الأعراق..! ***** واما بالنسبة للمناسبة الثالثة وهي يوم تأسيس جامعة الدول العربية والذي يصادف يوم غد...فلن اتطرق كثيرا لهذه المناسبة لأنه وبعد 63 عاما من قيامها اخفقت في كثير من القضايا وخاصة قضية فلسطين..وفلسطين هي "الكيان" الوحيد في العالم الذي ما زال محتلا..وأما امينها العام عمرو موسى فكان اشرف له لو بقي وزيرا لخارجية مصر حيث اثبت نجاحه ولكن ليعذرني ان صارحته بالحقيقة وان ستكون مرة وموجعة: إن الشعب العربي من المحيط إلى الخليج باتت يشكك بنوايا جامعة الدول العربية وأمينها العام عمرو موسى..فهي"مفرقة الدول العربية"..! إن غيابها عما يحدث للفلسطينيين في الضفة وقطاع غزة لا يوجد له من تبرير أو أدنى عذر. بل أن هذا الغياب بات يثير الشكوك والظنون والشبهات, على أنه غياب مقصود, هدفه تمرير المخططات الصهيونية والأمريكية والإسرائيلية, وترويج سلطة محمود عباس تماما كما يخطط له الصهاينة والأمريكان. وسكوت عمرو موسى وعدم تحريكه الجامعة لإتخاذ قرارات فعالة ضد العدوان الصهيوني على قطاع غزة و غزو العراق, يدينه ويدين جامعته , ويضعهم في دائرة الشبهات كمتواطئين أو مشاركين بالجريمة التي ترتكب ضد الشعبين العربي والإسلامي إن كان في العراق أو فلسطين أو الصومال أو السودان. وأن الواجب عليه أن يسارع إلى التهديد بتقديم استقالته, ووضع النقاط على الحروف, ليحفظ على الأقل ماء وجهه وماء وجه جامعته..فلقد تم عقد العديد من القمم العربية ومعظم قراراتها اما تنديد او استنكار..والأنكى من ذلك ان بعض قرارت هذه القمم توزع مسبقا على الزعماء العرب..! وللانصاف اقول علينا ان نحاسب انفسنا اولا, فما تبقى من الوطن ما زال منفصلا جغرافيا وفكريا وسياسيا وفتح وحماس ترفضان الحوار واعادة اللحمة الوطنية الفلسطينية..!وما تصريحات رياض المالكي الأخيرة والتي يحمل حماس فيها مسؤولية المجزرة والحصار على غزة لأنها تطلق صواريخها العبثية لهو اكبر دليل على اننا ولينا امورنا"بالقوة" لاناس عديمي الاحساس والمسؤولية, ويصدق فيهم
وفينا قول جبران خليل جبران:"ويل لأمة عاقلها ابكم وقويها ثرثار..."! وعلى قول الامام الشافعي رحمه الله:يعيب الناس كلهم الزمانا..وما لزماننا عيب سوانا/نعيب الزمان والعيب فينا..ولو نطق الزمان بنا هجانا/وليس الذئب يأكل لحم ذئب..ويأكل بعضنا بعضا عيانا..!
****تم الرجوع لبعض المصادر.
د. صلاح عودة الله-القدس المحتلة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.