القاهرة(مصر)يسرية سلامة الفجرنيوز هل المواطن المصري عندما يتقدم به العمر يصل به الحال إلي هذا الحد من المهانه والإذلال؟! أليس من حق هذا المواطن عندما يصل إلي هذه المرحله من العمر أن يحصل علي حياة كريمه مثله كباقي شعوب العالم؟! ففي مكتب بريد المندرة يوم الخميس الماضي وقف كبار السن من أصحاب المعاشات من الساعه السابعه صباحًا في تزاحم شديد حتي يحصلوا علي معاشهم الشهري الذين هم في أمس الحاجه إليه كل حسب حاجته، ومن المعروف أن الغالبيه العظمي من هذه الشريحه تنفق مبلغ المعاش علي الأدويه والعلاجات المختلفة. أيضًا عدد لا بأس به من الأرامل المكبلات بمسئولية أبنائهن الذين بدورهم في حاجه إلي تعليم، وزواج وغير ذلك من تبعات الحياة الصعبة التي تعانيها هذه الفئه أخد الطابور في التزايد وعملية الصرف تسير ببطء شديد وفي الوقت نفسه إنه يوم خميس بما يعني أن اليوم الذي يليه هو يوم جمعه أي عطله رسميه وكل يضع يده علي قلبه0وقد حدث بالفعل ما لايحمد عقباه!..الساعه بلغت الرابعه وتجاوزتها ببضع دقائق ففوجئ الجميع بالموظفة المسئولة عن عمليه الصرف تغلق الدفتر الذي أمامها معلنة (أن الفلوس خلصت) واستشاط أحد كبار السن غضبًا وألمًا من كثرة الوقوف وسط الزحام وفي الحر الشديد علاوة على ألم العوز والحاجه، وقد انتظر طويلاً أن يأتى دوره في صرف المعاش _ وضرب بيده على الزجاج الذي يفصل بينه وبين الموظفة المسئولة صائحًا: لازم تصرفوا لنا معاشنا النهاردة يعني إيه الفلوس خلصت وأنا واقف من صباحية ربنا على رجلي مستني دورى؟. وقابل ذلك مدير مكتب البريد مرددًا: "أعملكم إيه الفلوس خلصت، والإزاز اللي بتخبط عليه ده لو اتكسر هادفعك ثمنه، روح اعمل محضر" صمت الرجل أو ربما تراجع عن ما كان يفعله رافعًا يده إلي السماء راجيًا الله عز وجل أن يرحمه طالما أن العباد لا ترحم شيبته. وهنا أتساءل أين وعود وزارة التضامن الاجتماعي في توفير سبل الراحه لأصحاب المعاشات؟ ولماذ لا تصل المعاشات إلي أصحابها في منازلهم ولو استقطع مبلغ صغير كرسوم مقابل ذلك، أو على الأقل يُنتدب موظف لفترة أخرى مسائيه لمواصلة صرف معاش المسنين الغير قادرين؟ ويتم معاملتهم بطريقة تليق بهذه المرحلة العمرية والنفسية، أي لابد وأن تتخذ تدابير لمدة ثلاثة أو أربعة أيام وهي فترة صرف المعاشات كمعالجة لحالة إذا جاز التعبير"طوارئ شهرية". لابد من نظرة عطف ورحمة لهؤلاء الضعفاء الذين ترتسم ملامح الغلب على وجوههم، وتنطبع في ملامحهم المجهدة.