تونس:توسعت الحملة التي تشنها النقابات والمعارضة في تونس على مغنين أقاموا حفلة موسيقية في إيلات تلبية لدعوة من يهود تونسيين هاجروا إلى الدولة العبرية منذ عقود. وأفاد مصدر في نقابة الموسيقيين أن ثلاثة مغنين هم محسن الشريف وسليم البكوش وعبد الوهاب الحناشي شاركوا في إقامة الحفلة التي حضرها عدد كبير من أعضاء الجالية اليهودية التونسية في فلسطين. وطلب الحفل من المطربين أداء أغاني من التراث المحلي ومن ضمنها أغاني راوول غورنو والشيخ العفريت، المطربين اليهوديين التونسيين، وهو ما فعلوه طيلة السهرة التي أقيمت في مدينة إيلات، وفي أجواء تُذكر بسهرات اليهود التونسيين في ضاحية حلق الوادي، التي كانت مركزا قويا للجالية اليهودية طيلة النصف الأول من القرن العشرين. وأوضح المصدر أن مشاركة المغنين الثلاثة في الحفلة، التي اكتشفها التونسيون عبر صور تم بثها على شبكة "فايسبوك"، أثارت موجة استنكار واسعة في جميع الأوساط فتهاطلت البيانات والعرائض المطالبة بمحاكمة المغنين الثلاثة وبادرت نقابة الموسيقيين بطرد محسن الشريف من صفوفها، وكانت النقطة التي أفاضت الكأس هتافه في ختام الحفلة بحياة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وفي هذا السياق دان حزب المعارضة الرئيس الحزب الديموقراطي التقدمي إحياء المغنين الثلاثة حفلة في إيلات، معتبرا إياها "جريمة" و"تنكرا لواجب المؤازرة الأخوية للشعب الفلسطيني وطعنة لكفاحه من أجل حريته واستعادة وطنه المحتل". ورأت الأمينة العامة للحزب مي الجريبي في بيان أرسلت نسخة عنه ل أن "هذا العمل الأخرق يشكل درجة قصوى من التطبيع مع الدولة العبرية"، وطالبت بشطب المشاركين في الحفلة من ملاك الفنانين المحترفين وحرمانهم من الدعم العمومي ومنعهم من الظهور مستقبلاً في وسائل الإعلام التونسية، كما طالبت بمقاضاة الشريف بتهمة الإشادة بمجرم حرب. وحذرت من أشكال التطبيع "التي تتم تحت غطاء الثقافة أو الإعلام أو الفن" وحضت على إطلاق المبادرات الشعبية لمساندة النضال العادل للشعب الفلسطيني من أجل التحرر من نير الإحتلال ودعم المقاومة في لبنان ضد التحرشات والإستفزازات الصهيونية. ونشرت صحف محلية عدة مواقف وبيانات دانت الحفلة والمشاركين فيها، لكن الحملة الأكبر جرت على شبكة المعلومات "الإنترنت" وخاصة الموقع الاجتماعي "فايسبوك" وعكست إجماعا على رفض الخطوة والمطالبة بمحاسبة المشاركين فيها. ولوحظ أن الحكومة لزمت الصمت ولم تعلق على الحملة. إلا أن مؤسسة التليفزيون الرسمية قررت أمس فصل قائد فرقتها الموسيقية بشير السالمي كونه قاد الفرقة الموسيقية الخاصة التي رافقت المغنين الثلاثة إلى إيلات. وفي هذا السياق علمت أن مؤسسة التلفزيون قررت أيضا إحالة السالمي على مجلس التأديب لاتخاذ مزيد من العقوبات بحقه. وأعادت معركة التطبيع الجديدة البلد إلى أجواء القمة العالمية لمجتمع المعلومات التي استضافتها تونس في العام 2005، والتي كان مقررا أن يقود الوفد الإسرائيلي إليها رئيس الوزراء السابق إرييل شارون، غير أن قوة الحملة التي أطلقتها المعارضة ضد حضوره حملت اسرائيل على خفض مستوى مشاركتها إلى وزير الخارجية. ومع ذلك وجد الوزير سيلفان شالوم حملة قوية في استقباله. وكانت تونس قررت تجميد العلاقات الديبلوماسية مع اسرائيل في العام ألفين استجابة للقرار الذي اتخذته القمة العربية في هذا المعنى.