ماأن يحين موعد الافطار في يوميات رمضان حتى يسارع الصائمون الى تلك الموائد يبلون الريق بشربة ماء وبضع تمرات ان وجدت ، ثم وبعد ان تنفتح بوابات المعدة فان الايدي تتسابق الى اصناف الطعام الشهية بعد قضاء يوم صيام طويل ، وهذا دأبنا في كل رمضان المبارك . ومع دعاء الصيام: اللهم إنى لك صمت وبك آمنت وعليك توكلت وعلى رزقك أفطرت ذهب الظمأ وابتلت العروق وثبت الآجر إن شاء الله ... مع هذا الدعاء تبدأ صور الاحبة ضيوفا اعزاء على مائدة الافطار ، وأول تلك الصور تكون في العادة صور المسجد الاقصى اراه جائعا الى الحرية يبكي امة تركته اسيرا ، تنال منه يد الغدر والصهيونية ، وتتناساه امة عديدها عديد الحصى ، والى جانبه صورة توأمه الغالي الاسير رائد صلاح يدفع ضريبة اخوته للاقصى والذي يشاركني الافطار المسائي كل يوم وخلفه ابناء الداخل الفلسطيني حماة الاقصى وسنده وفي مقدمتهم المطران عطا الله حنا والمطران كبوجي وهو يبتهل الى الله ليوصل الغوث الى اطفال غزة على سفينة مرمرة ، ومعهم الاف الاسرى الذين تتلوى اجسادهم قهرا ضمن زنزانات الاسر الصهيوني ، وتتوالى صور الاسر الفقيرة في فلسطين بكامل ترابها وقد حرموا من اقل الاشياء في شهر يفترض انه شهر الخير والبركات وشهر النعم والفضائل ، ومع الجميع تمر علي صور مآذن فلسطين ويرفع صوت الاذان منها حزينا كحزن مآذنها. على مائدة رمضان تتجمع صور الاحبة من مهجري العراق وسجنائهم واسراهم ، اراملهم وايتامهم ، وهي ارقام وصور بالملايين شارك في قتلهم واسرهم ويتمهم اشقاء يقال انهم ينتمون الى الاخوة في العروبة او الاسلام ، وارى فيهم صور العوز والمرض والحاجة وهم ابناء ارض جادت بثرواتها التي قُطعت عن ابنائها وتركتهم في شهوة شربة الماء والكهرباء وفي شهوة لقمة تشبع البطون ومتر امان من الارض للنوم فيه ، وساد امرهم عصابات مجرمة اختارتهم قوات الاحتلال واباليسها. اذكر من ضيوفي على مائدة الافطار رجال دعوة اسلامية سجنتهم انظمة الشيطان لالذنب اقترفوه وانما لانهم اخلصوا لرب العباد دينه فكانت عقوباتهم السجن لعشرات السنين سجنا وترويعا وتعذيبا في بلاد يفترض انها بلاد اسلامية . على مائدة الافطار الرمضانية تجتمع صور فقراء افغانستان وحفاتها وهم يستقبلون الله بوجوه مؤمنة بقدره رافعين راية الله اكبر في وجه تحالف دولي ظالم لم يبق في افغانستان حجرا على حجر ، ومعهم صور اطفالهم الجوعى والذين ادرجت اسمائهم ارهابيون مفترضون على قوائم الارهاب الصهيوني الامريكي . وعلى نفس المائدة تحشر الاف الصور لمنكوبي الباكستان وهم يجاهدون الجوع والمرض والبرد والماء ، بعد ان قشت مياه السيول اقاليم هي اكبر من مساحة دول كاملة ، ولم تجد ايدي الاطفال الغرقى والتي ارتفعت من قلب الفيضانات أي يد عربية او اسلامية رحيمة فقد ذهبت اموال الامة لشراء الاسواق ودور الملاهي والبورصات العالمية ، وارتفعت بالباقي صروح ابراج فارغة من كل شيء الا من عمل ابليس . على نفس المائدة شاهدت صور ابناء امتنا في افريقيا وهم مجرد اشباح او مجرد هياكل عظمية متنقلة هاجمتهم اسراب الذباب والبعوض والحشرات ، ولم يقو اصحاب تلك الاجساد على رفع اليد لرد تلك الحشرات بسبب الفاقة والجوع . على نفس المائدة الرمضانية تتوالى صور الامهات وهن يودعن ابنائهن الذين اختاروا السفر وهجرة بلدانهم في قوارب الموت بعد ان يئس الجميع من أي امل في تحسن الاوضاع في دول عربية واسلامية لاتعرف دساتيرها الا حقوق الحاكم وتنسى حقوق المحكوم ، فأكل الحاكم الارض وما عليها وترك الناس امام قصوره يدعون له بطول العمر من اجل كسرة خبز او عطاء زهيد . على مائدة الافطار تأتيني صورة وفاء قسطنطين واخواتها والتي تنازل عنها شيوخ الازهر واوقافه وشعب مصر بشقيه المسلم والقبطي وتركوها فريسة الاستتابة الكنسية لينال منها ظلم الانسان للانسان وتكاد صرخات استغاثاتها تخرم وتشق عنان السماء في ظل بلاهة من حكومة مبارك وحزبه اللاوطني ، وهي بلاهة غير مسبوقة . تلك الصور اليومية مازالت هي غالب زادي اليومي مع هؤلاء الضيوف الاكارم وهي صور لاتقارن ابدا بتلك الصور الرمضانية التي يحاول الاعلام المتصهين زرعها في اقدس الاشهر كحليمة واخواتها عافانا الله من شرها وشر من يستضيفها. اقرأ الفاتحة على ارواح شهداء الحرية في سفينة مرمرة تحرير العراق وفلسطين والجولان والاراضي العربية والاسلامية واجب ديني ووطني وانساني د.محمد رحال السويد/25/08/2010