"لا جمال ولا الإخوان عايزين عمر سليمان" شعار جديد رُفع لعدة ساعات في شوارع القاهرة ثم رفع وفوراً ، فما هي دلالة الشعار من حيث المضمون والتوقيت والإجراء ؟! هل حقاً دخل اللواء عمر سليمان معترك السجال على مقعد الرئاسة ؟ وما الذي حدث حتى يتجرأ اللواء سليمان - وهو جزء لا يتجزأ من النظام – على هذه الخطوة والمصريون جميعاً يعلمون أن كافة الوزراء في مصر سكرتارية الرئيس لا أكثر ؟ أم أن الحدث جزء من سيناريو معد في مطبخ النظام لتحقيق أهداف بعينها ؟ وما دخل الإخوان بمسألة الرئاسة وموقفهم معلن وواضح بعدم المنافسة على هذا المقعد خلال هذه الفترة؟ سيناريو التوريث يرى كثير من المحللين أن خطوة طرح عمر سليمان هي خطوة انتقالية في سيناريو التوريث يتجاوز بها النظام الرفض الشعبي لجمال مبارك قليل الخبرة والشعبية بل والمرفوض لاعتبارات أهمها انه صاحب صلاحيات نافذة في الحكم من خلال لجنة السياسات منذ عام 2000 م ومع ذلك فلم تحصد مصر معه إلا المزيد من الاستبداد والفساد ونهب ثروات الدولة على يد رفاقه رجال المال والأعمال وتحويل حياة المصريين لمعاناة يومية ، ويؤكد هذا التصور – سيناريو التوريث – أن اللواء سليمان مدير المخابرات رجل أقوى نفوذاً من غيره حتى وزير الداخلية نفسه ولو أراد السجال على مقعد الرئاسة لرتب لهذا الأمر مدعوماً من المؤسسة المخابراتية التي لا يستطيع الجهاز الأمني إلا الانصياع لرغباتها . الإخوان ومقعد الرئاسة موقف الجماعة من مقعد الرئاسة واضح ومعلن حيث لا منافسة عليه في ظل المناخ القائم لاعتبارات عدة منها : عدم جاهزية المناخ الديمقراطي لإجراء أي انتخابات نزيهة وبالتالي فالمنافسة على مقعد الرئاسة محسومة سلفاً لمرشح الحزب الحاكم ، ومنها حاجة الجماعة لقاعدة شعبية أكبر تؤمن بالمشروع الحضاري الإسلامي وتتحمل تبعات هذا المشروع ، ومنها عدم جاهزية المناخ الإقليمي والدولي حتى لا تتكرر تجربة حماس في الحكم وبذلك تضاف أعباء جديدة على الشعب المصري الذي لديه ما يكفيه في هذه المرحلة من معاناة ، لذا فالدفع باسم الإخوان في الشعار المعلن - لا جمال ولا الإخوان - هو من باب الإيهام بعدم القبول الشعبي للجماعة ضمن حملة التشويه التي يتبناها النظام ضد الجماعة ومصر على أبواب انتخابات برلمانية جديدة ، وأيضاً من باب شغل الرأي العام بانتخابات رئاسية لم يحن وقتها بعد عن الانتخابات البرلمانية أو بالأحرى عن غياب ضمانات النزاهة والشفافية وتوقع تزويرها كما تم في الانتخابات السابقة "الشورى 2007 والمحليات 2008 والشورى 2010 " خلاصة المسألة .... مطلوب وبقوة يقظة المصريين وعدم الاستسلام لسيناريوهات النظام والتركيز على التواجد و المزاحمة ومقاومة التزوير المتوقع في انتخابات مجلس الشعب القادمة وبعدها ننتقل لانتخابات الرئاسة ووقتها لكل حدث حديث. محمد السروجي مدير المركز المصري للدراسات والتنمية