عندما نخرج عن ثقافتنا وتاريخنا ونهرب من أوطاننا لما نشاهده من فقر وتخلف ونقيس أنفسنا بما نشاهده في المجتمع الغربي .ونرى بأن ذلك هو الحل للخروج من ذاك الوضع الكثير منا يغير لغته وحتى يسعى جاهدا لتغير طريقة تفكيره وينسى وطنه يود بذلك هذا الأبله وما أكثرهم ان هذا هو الطريق للحضارة والمعرفة ولا ندري اننا بذلك نكون قد دخلنا في متهات أخرى ترهقنا وتجعل منا ورقة في مهب الرياح يلعب بها الآخرين ويستعملها متى اشئوا ويرموا بها في سلة المهملات متى أرادوا .عبر عنها ديننا الكريم قال النبي الكريم في حديث :"لا تكن إمعة اذا أسائوا الناس أسئت وإذا أحسنوا أحسنتولكن وطنو انفسكم ان احسن الناس احسنو وان اسائو فلا تظلموا" وقال قدمائنا جاء ذلك الطير ليمشي مشيت الحمامة هربت منه مشيته فبدأ يعرج وأكيد صار مسخرة لغيره. وعندما نتمعن في الدول التي تبنت لغة غيرها وأرادت ان تصل الى الحضارة نجدها انها تقهقرت وزادت تخلفا والأدهى من هذا أحرجت أمام غيرها وطرحت مسألة الهوية وزادت عزلة ،لأن لا استطاعوا أن يندمجوا مع العرب ولا مع المجتمع الغربي وأصبح كلا المجتمعات يسخر من هذه الظاهرة وكم هي ظاهرة مؤسفة عندما لا يستوعب الآخر ما نقوله في وسائل الإعلام ويأتي بمترجم ليترجم كلامنا زدنا هذا الوضع عزلة. وعندما ننبش في التاريخ القريب والبعيد نجد ان لغتنا هي التي أنقذتنا من الذوبان في الآخر بله انها حررتنا .لكن اليوم جاء من يشكك في لغتنا وحتى في تاريخنا ليرمي بالكثير من الجاهلين في احضان الآخر .لكن تعال نبحث هل الدول الغربية بنت حضارتها بلغتها ام بالغة غيرها ولنسأل هل الأمة الفرنسية بنت حضارتها با الثقافة الألمانية مثلا ؟وهل اليابان بنت حضارتها باللغة الفرنسية .ويوجد دول عربية أبدعت بالغتها العربية وبأصالتها ,وعندما تزور المشرق تلاحظ التألق حتى في ابنيتها ومساجدها الأصيلة كما تمسكها بالغتها العربية وكم انا مسرور بتجربة سوريا عندما ترى ان جميع التخصصات العلمية تدرس باللغة العربية وحتى الطب الذي عجز عنه الكثير من الدول العربية لتدرسه باللغة العربية نجد ان السورين قد ابدعو بشهادة الدول الأوربية ن عندما ذهب السوري ليدرس في الغرب شهد الغربيون ان السورين الأكثر تفوقا مع نظرائهم العرب الذين درسو باللغة الاجنبة اين الخلل؟وهاهي الأمة التركية تنحو مسرعة نحو الحضارة ولم نسمع انها استوردت اللغة الألمانية.