حين تفتش في الأمثال العربية تجد ما (يفش الغل ) ويناسب المقام خاصة في الحالة السياسية التي نعيشيها والتي يبدع (النتن ياهو) الاستخفاف والابتزاز لكل الأطراف كأنه حاكم الكون المطاع . (النتن ياهو) الذي تعتبره أوساط السياسة في (إسرائيل) من أذكى رجالتها لا يخفى عليه الحالة الأمريكية الداخلية التي تقترب من هزيمة متوقعة لحزب أوباما الذي سيفقد الأغلبية في الكونجرس ، مما يجعل اللعب الصهيوني على التناقضات ممكناً ومفيداً . اللعب على التناقضات ليس بالجديد في هذا السياق لكنه بدأ منذ الحديث عن استئناف ما يسمى بالعملية السلمية وما تبعها من حديث عن تجميد الاستيطان الذي لم يتوقف على الحقيقه . من الوسائل الخبيثة التي إستعملت تحت هذا العنوان محاولة اللوبي الصهيوني تسويق إشاعات عن حقيقة الهوية الدينية لأوباما ، ومن ثم فتح بعض ماضيه الأخلاقي ، وبعد ذلك دخلت على الخط المقايضات التمويلية للحملة الانتخابية القريبة القادمة ، كما نذكر حملات التوقيع الجماعية التي قام بها قادة في الكونجرس للضغط على توجهات السياسة الأمريكيةالجديدة . المقايضات اليوم تستمر و دخلت ذروتها حين أوصل مستشار نتنياهو رسالة إلى الإدارة الأمريكية الموافقة المشروطة على تجميد الاستيطان إذا أضيف لوعود أوباما السخية والمتمثلة بدعم عسكري إستراتيجي وغير مسبوق ، وضمان بقاء في غور الأردن ، ومعالجة لملف إيران ، مع إضافة طلب الجديد وهو رسالة التطمينات التي بعثها بوش لشارون الهالك والتي جاءت على شكل كتاب في 14 نيسان 2004،قبيل الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة . حيث تعهدت فيها الولاياتالمتحدة دعم الموقف الموقف الإسرائيلي القاضي بان التغييرات الديمغرافية التي حلت في الأراضي الفلسطينية ستؤخذ بالحسبان عند ترسيم الاطراف الحدود الدائمة للدولة الفلسطينية. بعنى أن : إسرائيل يمكنها أن تضم إلى أراضيها الكتل الاستيطانية الكبرى ، و التي تتضمن غور الاردن، غوش عصيون، غوش ارئيل – كدوميم، معاليه ادوميم، كريات اربع وغوش عوفرا – بيت ايل. وعد بوش يعني أن الولاياتالمتحدة ترفض حق العودة للاجئين الفلسطينيين إلى منطاق دولة (إسرائيل) . والإتفاق الذي تم يقضي بان تتم العودة المشروطة والمحدودة إلى منطاق الدولة الفلسطينية التي لن تزيد عن 15% من حجم الأرض التاريخية لفلسطين . في الرجوع إلى المثل العربي الذي يطبقه نتنياهو والقائل " إن أحببت فاحبب قمراً ، وإن سرقت فاسرق جملاً ، وإن أكلت فلا تبقي لمن بعدك شيئاً " . هذا ما يفعله النتن ياهو بالضبط يستغل كل لحظة ، يسوق العرب إلى مربعه ثم يضيف ما يريد إلى التعهدات الأمريكية التي كان آخرها القانون الجديد للمواطنة والذي سيجعل من فلسطين دولة اليهود الواجب على العرب الخروج منها برضا الأمريكان ودعمهم وحين الإستنكار سيقال هذا ما قدمه العرب في مبادرات السلام خاصتهم . مع إقتراب سرت وما نتوقعه من إجتماعات العرب المعهودة سيحلوا لنا تصوير المشهد برسم لصديق ناقد فيه نتنياهو يجلس على عرش مزخرف ، وعربي يحلو له الجلوس على خازوق يغني مع حالة كيفه الشاذة " خذني بحنانك خذني .... " . ومع الأخذ والرد يظل السؤال مفتوحاً إلى متى السكوت على ما نحن فيه .