زيورخ(سويسرا)أكد وكيل وزارة الاوقاف والشؤون الاسلامية الكويتية الدكتورعادل الفلاح اليوم خلال افتتاح مسجد السلام هنا الليلة الماضية على اهمية دعم ونشر الوسطية الاسلامية في العالم.وقال الفلاح في كلمته في مراسم الافتتاح امام حشد الحضور من ابناء الجالية المسلمة ان دعم المسجد يأتي وفق خطة الوزارة تبعا لتوجيهات حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح الرامية الى أن تكون الكويت مركزا اشعاعيا عالميا للوسطية. وشدد على "أهمية اعادة الامة الى طريق الوسطية وتواصل عطائها" موضحا أن الوسطية "هي العدل والخير فاذا تحقق العدل فيما بيننا فان الخير يسري بين الجميع". ودعا الفلاح مسلمي الغرب الى "الخروج من شرنقة الخوف على الهوية الى الاندماج الايجابي الفاعل في المجتمع لتكوين صورة مشرفة للاسلام وتمثيل الفكر الوسطي المعتدل وتحقيق المواطنة الصالحة حيث يكون المسلم مسلما وسويسريا أو بريطانيا أو فرنسيا". وحثهم ايضا على "تقديم النموذج الايجابي والقدوة الحسنة التي تمثل الأخلاق الاسلامية وتبرز انجازات الاسلام من دفء اجتماعي واستقرار روحي وتكامل فكري تفتقده الكثير من المجتمعات المادية". وناشد الفلاح في حديثه مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) الدول الأخرى "المساهمة الفاعلة في نشر الوسطية وتحقيقها لدورها المؤثر في وقف التطرف وردع الارهاب وتحقيق السلام عالميا" مبديا استعداد الكويت لتدريب الأئمة ومسؤولي المراكز الاسلامية في أوروبا على الفكر الوسطي. وشدد على اهمية مركز الوسطية الذي انشأته دولة الكويت في مدينة (مانشستر) البريطانية والمقرر ان يبدأ اعماله التدريبية بعد بضعة أسابيع لافتا الى "ان مشروع تدريب الأئمة جاء بناء على رغبتين الاولى رسمية من الدول الأوروبية المعنية والثانية شعبية من المراكز الاسلامية المنتشرة هناك". واشار الفلاح الى "الموافقات الرسمية والطلبات الملحة لاقامة هذه الدورات التوعوية" معتبرا أن هذا الاهتمام الرسمي الأوروبي يجسد عبر زيارة ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز الى مركز الوسطية في الكويت وتشجيعه مؤتمر الوسطية الأول في لندن الذي اقامته الكويت وطلبه رعاية المؤتمر الثاني تحت اسمه. ولفت الى زيارات سفراء الدول الغربية المتكررة الى مركز الوسطية في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية الكويتية وطلبهم التعاون مع الوزارة والمركز لنشر التيار الوسطي بين مسلمي أوروبا مشيرا الى قناعتهم بركائزها الاربع من بعد حضاري وارتقاء فكري وتحقيق أمن اجتماعي من الحوار وقبول الرأي الآخر واحترامه وتحقيق التعايش السلمي في بعده الانساني. من جهة اخرى حث وكيل الوزارة المساعد في وزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية للعلاقات الخارجية الدكتور مطلق القراوي مسلمي زيورخ في كلمته على التعاون لانجاح المركز واتمام رسالته من خلال دعم ادارة المركز والمشاركة في انشطته وفعالياته. وأضاف أن الكويت لا تألو جهدا في نشر الخير وكل ما يسهم في استقرار المجتمعات والدول وتحقيق امنها وازدهارها. واكد السكرتير الثاني في السفارة الكويتية في العاصمة السويسرية برن وليد الموسى حرص الكويت واميرها على دعم الجهود الرامية الى نشر الدعوة الاسلامية والوسطية في الاتحاد السويسري. واوضح ل(كونا) "أن سويسرا تفتقد الشخصيات الناشرة للوسطية والاسلام بصورته الصحيحة وهذا ما نحاول معالجته في مسجد السلام اذ تقوم السفارة بدعم القائمين عليه ومتابعة انشطتهم والوقوف على العقبات التي قد تعترض عملهم". واعتبر مدير وامام مسجد السلام سليمان عبدالقادر في تصريحه ل(كونا) أن "المسجد يعد منارة للوسطية ومكانا للصلاة وجسرا للتواصل مع المجتمع السويسري بالاضافة الى السعي الى تحقيق الشهود الحضارية". وأشار الى أن المسجد وضع برنامجا يسهم من خلاله في حل المشكلات الاجتماعية المنتشرة في المجتمع السويسري مثل انتشار العنف والادمان وارتفاع معدلات الطلاق مشيرا الى اهتمام المركز بجميع ابناء الجالية المسلمة بغض النظر عن انتمائهم العرقي. واضاف الفلاح ان خطبة الجمعة متوافرة باللغتين العربية والألمانية حرصا على دور المسجد في الحديث الى ابناء الجيل الثاني والمسلمين الجدد. ويضم المسجد مدرستين احداهما للغة العربية والثانية لتحفيظ القرآن الكريم وبه برنامج مخصص للسيدات وتدشين تقليد جديد لمشاركة جميع المترددين على المركز في وضع برنامج عمله من خلال صندوق الافكار سعيا الى تلبية احتياجات الجالية المسلمة انطلاقا من مشكلاتها ورؤيتها.