أكثرنا الكلام وتبعتها مؤتمرات ودراسات ، تنحى مسؤلين وجاء غيرهم ،حاربنا الرشوة والفساد والمحسوبية أسسنا مدراس للأمية وتعليم الكبار فتحنا جامعات مسائية ، على أمل إن أزمتنا في الوطن العربي سواء الاقتصادية او الثقافية والسياسة ،مما يعني إن رزمة الأزمات تحل قريبا وتحدثنا عن لاحتلال ودوره التاريخي في تعطيل تقدم الشعوب العربية بالخصوص ،لكننا في الحقيقة لم نفكر كيف نوقف هذا الاحتلال الذي هو سبب فشلنا ودوره في تعطيل مشاريعنا صرخنا في لحضتها ،و قلنا بصوت واحد كما في جميع القمم نبدأ بثقافة والآخر أسهب في الكلام ورد الأمر كله إلى الاقتصاد ،ومنا من رد الأمر إلى تغيب الحريات .رغم السنوات التي مضت أكثر من ستة عقود من التحرر، الا أننا بقينا في نفس الملكان ربما كنا اقرب إلى التقهقر والعودة إلى الوراء ،بدأنا مع اليابان ، بدأنا قبل ماليزيا ، بدأنا قبل تركيا أين وصل ؟وأين نحن ؟.لماذا الأموال التي صرفناه من أجل النهضة والخبرات التي استجلبناها من الخارج لتدعيم تقدمنا لم تترك بصمتها في نهضة تشبه نهضة اليابان ،لو رجعنا إلى الوراء إلى ستة عقود ،نجد أنفسنا أنفقنا أموالا تفوق ما أنفقته اليابان على نهضتها.هل فعلا فيه أشخاص لا يريدون لأوطانهم إن تتقدم ويتعمدون في الإبتعاد عن الكشف عن الداء ، أم اننا فعلا قوم غشم لا نمتلك الخبرة الكافية لبناء نهضة ،الواقع يقول إذا كنا غشم في بداية الإستقلال ،لافتقارنا للكوادر المتخصصة فإن اليوم ينتفي هذا العذر .لأن وببساطة الكثير من أدمغتنا المهاجرة قسرا او طواعية تشرف على كثير 0من المؤسسات الغربية .وبدلا من إستغاللها في رفد الوطن إلى مستو ى الشهود والانطلاق الحضاري ولمنافسة والمناكبة ،رضينا بالدونية ،وانعكست الدونية التي لم يرضى بها الشعب فاتخذا الهجرة وسيلة لتعبير عن طاقته وطموحه ،وهذا أقصى ما يستطع إن يفعله .اما أصحاب النفس الطويل من المثقفين الذين رابطوا في أوطانهم ,يعيشون في عزلة وتهميش .من أين لوطن تتجاهل نخبه المثقفة؟! يجد طريقا إلى النهوض والتقدم الحضاري !! الوطن لا ينهض بالمجموعات التي تفتقد التعلم العالي والثقافة المتطورة المنفتحة .ومن هنا كلما تجاهلنا أهل العلم والبحث ارتددنا واضطررنا إلى النزول .لذلك لابد من إعادة النظر ووضع الثقافة وإعتبارها العمود الفقري لكل حضارة وتقدم وصعود ،أما الكلام عن التطور خارج الثقافة والمثقف فهو مضيعة للوقت وظلم للأجيال وللوطن.منذ ستة عقود لم نكف عن الخطابات كما سبق في المقدمة لكنها كلها بعيدة عن خريطة طريق مرسومة لمنهج لتطور والحضارة ون أراد إن يتيقن نرجع إلى الأرشيف ونرى كم هي المقالات التي كتبت ،والخطابات التي أجريت ،والخطط التي اعتمدت من الحكومة لكن كلها كانت بعيدة عن خطة مدروسة وبعيدة عن مقياس الخبرة والتخصص العلمي ،وعندما ترى "محمدالمزالي" رحمة اللله عليه يعزل في تونس في عهد بورقيبة تدرك إن هناك من يعطل لمشروع النهضة التي أراد لها البعض إن تنطلق لكن حباة الرمل أبت الا إن لاتكتمل وعندما نرى في الجزائر مثلا أقصى رجل كاالدكتور الطالب البراهيمي أو "وعبد الحميد مهري"على سبيل المثال من المشارك السياسة تدرك إن هناك خلل ما لا بد من إصلاحه.ربما يرد واحد من المنضوين تحت وزارت الثقافة ،ليقول نحن نقوم بعدة نشطات في السنة والشهر والأسبوع ولنا ميزانية سنوية تقدر بكذا وكذا مليون .هذا صحيح ،لكن السؤال الملح ماذا قدمت هذه الثقافة للمجتمع ، هل ساهمت بالنهوض بالمجتمع ،هل استطاعت ان تأسس لثقافة تمهد لنهضة ثقافية ،تنهض بالوطن ، كما هي الأوطان التي جعلت الثقافة وسيلة لنهوض؟؟