في الجزائر يلتقي الأحباب، والقلب ينبض بالكرامة للوطن، والأمينة التي تطوف خيال الجميع هي تحرير فلسطين، والناظم لكل ذلك هو تحرير الأسرى في سجون الاحتلال بشكل عام، أكان الاحتلال إسرائيلياً أم أمريكياً متعدد الجنسيات، فهدف الاحتلال لبلاد العرب واحد، وخندق المقاومة العربية واحد، ويمتد من أقصى الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب. في الجزائر تمثل الفلسطينيون بوفدين، وشهدت المنصة كلمتين فلسطينيين، وظهر في المؤتمر جسمين، ولكن ما تميزت فيه كلمات المتحدثين هو احترام فلسطين، والتعاطف مع الأسرى، وإسناد قضيتهم من الوفدين الفلسطينيين، لقد احترم كل وفد ممثلي الوفد الآخر، وأشاد المتحدث باسم فتح بأسرى حماس، وأشاد المتحدث باسم حماس بأسرى فتح، ولم تظهر أي منغصات لحالة الانسجام التي سادت الجلسات. في الجزائر صافحت نائب رئيس المجلس التشريعي الدكتور أحمد بحر، وأعضاء وفد حماس، وأتجه إلي مصافحاً رئيس وفد فتح السيد عباس زكي، وصافحت بحرارة القيادي في فتح السيد ماجد أبو شمالة، وصافحني سفير فلسطين في الجزائر السيد محمد الحوراني، وأعضاء السفارة التي علق أحدهم مازحاً: خفف مقالاتك عنا يا أخ فايز، وكذلك صافحت بحرارة زملائي الأسرى من حركة فتح أعضاء المجلس الثوري أبو على يطا، ودكتور عمر الحروب، وأبو هزاع، وقدورة فاسر، وحسام خضر الذي أصر أن يلتقط معي الصور. وقد عكس المؤتمر أجواءه الإيجابية على الجميع. لقد احترمتهم جميعهم، ولكنني بكل صراحة أحببت لقاء الرجل حارث الضاري، لقد توجهت شخصياً برفقة الباحث في شئون الأسرى عبد الناصر فروانة إلى شيخ الكرامة العربية، الذي أصر على معانقتنا، وسؤالنا عن أحوال الناس في غزة، لقد شعرت أنني أضمد جرح الأماني الذي كسروه على أرض العراق، وشعرت أنني أقبل رأس العراق النازف، وشعرت أنني أنظر في عيني شهامة العرب التي ترفض الانحناء، وأدركت أن مكمن الوجع العربي يئن على أرض العراق الذي يذبحونه، وأدركت أن فجر العرب سيشرق من هنالك، من التاريخ الذي يأبى أن يمحو الخطايا، ومن الإرادة العربية التي تحطم الأقفال، ولا تهاب المنايا.