إذا صادرت أوراقي إذا حاصرت أفكاري إذا نصّبت جاسوسا يقصّ كلّ آثاري ويحصي عنّي أنفاسي ويأتيك بأخباري وأرهبت ذوي القربى وجيراني وأنصاري إذا أرغمتني يوما على هجران دواري فقد أصبر وقد أغضب وقد أشتم وقد أضرب ولكن ... إذا ما بعت أوطاني إذا أسكتّ مئذنتي إذا دنّست قرآني إذا شوّهت أحلامي إذا جوّعت أحبابي، وكل الشّعب أحبابي فلن أصبر ولن أغفر نذرتُ الصّوم ... لن آكل ولن أشرب سوى من لحمك الغاصب ومن لحم عصابتك كَنِيبَالٌ (*) أنا مرعب ((*) كَنِيبَالٌ: آكل لحوم البشر) ولن أهدأ إذا أغضب فأنت المأكل الأشهى وأنت المشرب الأعذب وأنت كعكة الحلوى لأطفالي وأنت قهوة الصّبح وأنت لمجة العصر وأنت الشاي في المغرب وبعد الأكل والشّرب تقيّأتكْ أنا عمدا فأكلي لحمك حيّا لأُفنيك ... وليس القصد أن أشبع أبي الفلاّح كم يتعب ولم يحصد ولم يحلب ومصّاص الدّم أنت أخذتَ الخبز من فيه أخذت القمح بالبيدر وصادرت أراضينا ومن ضرع مواشينا بلا استئذاننا تحلب وأختي تُحرم قصرا من الأثواب ما يَحجُب أخي الدّكتور بطّال وأنت الجاهل تحكم وأنت السّارق تنهب وتسرق كلّ ما نكسب ولا تأبه لما ننصَبْ فما تبغي وما ترغب؟ ومصّاص الدّم أنت من الخيرات كم تنهب ومن آهاتنا تسخر قتلت الفذّ من قومي وصهيون لك أقرب ومن دمع مآقينا تظلّ تنتشي تطرب! وتأتي، البطنُ بارزة وفي جياعنا تخطب وعدت ثمّ أخلفت خسيس أنت، كم تكذب فصَهْ، أسكت ولا تنبس أكذّاب ونهّاب؟ وقتّال وسلاّب؟ وغدّار وقلاّب؟ وظلاّم وخرّاب؟ وطمّاع كما أشعب؟ فأشقى منك لم يُنجب! ظننتَ الصبر لن ينضب، ظننت أنّك الأغلب. أيا ظالمْ غدا تتعب و ابن الشّعب لن يتعب وعن خضرائنا فارحل وعن وجداننا فاغرب فأنت الأولى أن تُصلب فنصر الله آتينا متى من ظلمك نغضب. العربي القاسمي / نوشاتيل سويسرا في 27/28 ديسمبر 2010