أيها المغترب اصبر و احتسب أيها المشرد لا تهتم بمن غادر السرب وخارجه غرد أو بمن هجر الأحبة و على القنصليات تردد ... اصبر أيها المغترب وادعو ربك واحتسب فأنت لست ممن يبيع ماضيه أو من حاضره يتكسب فالمعالي ودها بالتسامي يخطب والحقوق حين تسلب بالصبروالصمود تطلب ما استرد حق على يد طماع في المدح أطنب ولا شرف شعبه بالطمع أشعب ... حياة حرة في غربة مرة أحلى ألف مرة من عودة فيها إذلال ومعرة ... ليست الغربة على الحر ذو الدين تصعب وليس الحر من يحن إلى القيد إذ هو من شدة البعد يتعب أومسه في غربته ضنك أونصب ... أمورغريبة على الفهم تصعب ترى المرء من غربته يهرب يعود إلى موطن هو من غربته عليه أغرب تراه حرا طليقا في أرض الله الواسعة يضرب فإذا هو يطمع في عفو و صفح هما إلى التشفي أقرب تلاحقه أعين المخبرين تعد أنفاسه وسكناته قبل حركاته ترقب أجهزة أمنية في ماضيه وحا ضره تنقب قضايا تثار ضده في الخفاء تحاك ترتب وأحكام ينفض عنها الغبار تشهر في وجهه ظنها بالتقادم تشطب ... كم من عائد صحا ضميره يبكي حظ عودته و يندب وكم من عائد صار يمجد الظلم يدعي أن له في السياسة نظرة أثقب لعودة رخيصة ذليلة ينظرو يكتب يشكو ضيق غربته وقد ضاقت الدنيا من حوله بما كانت ترحب ما فتئ يدعونا وبنا يرحب إلى وطن السجن منه أرحب إن هذا لعمري منطق أحدب شأن صاحبه كمن اشتكى لدغة العقرب ثم عاد إليها مزيدا من سمها يطلب ... للعائدين جرأة منها المرء يعجب تتبدل تتلون واحيانا على رأسها تنقلب تعدت عند انتقاد إخوانهم حدود اللوم والعتب وعندما حلوا بالداخلية حل محلها التلطف والأدب فهل يجرؤرجل فيهم اليوم ويعلن أنه في زيارة الناظور يرغب يشد الرحال إلى سجنها و قد جهز القفة فيها من كل لذيذ طيب ينشد رؤية الصادق و لقياه يطلب يجالسه للحظات يؤانس وحشته في سجنه المرعب أم أن هذا أمر ,جرأة الرجال فيه لا تُجرب لعلهم تناسوا أن الصادق ممنوع من القفة القفة إليه لا تجلب أم تراهم أدركوا أنهم عادوا إلى السجن الكبير حيث ''التقفيف'' للظالم المستبد أوكد وأوجب إنها الحقيقة المرة تزورُعنها أعينهم و تُغيب ... أيها المغترب اصبر وادعو ربك واحتسب لمن أراد الصبرفالصبر معينه لا ينضب وهو طريق النصر و النصر غدا اليوم أقرب ... غربة بلادي عن دينها غدا عن سماء بلادي حتما تغرب ويعم سماها الصفاء والعدل فيها يغلب وتعود طيور المهاجر الظمأى إلى موطنها تأوي إلى أوكارها من كل حدب وصوب لها فيها عين بعشق البلاد جارية منها تنهل وتشرب تعود إلى الخضراء زيتونة على أغصانها تشدوا وتطرب تقتات من زيتها وزيتونها وفي ظلها تمرح وتلعب